السبت، 16 نوفمبر 2019





الحب المقدس لا يزيده الكلام إلا دنس، لذا اخلع نعليك نعل العقل ونعل
الأنا، قبل ان تدخل في محراب المحبيين.

الحب الحقيقي

واحد متوحد لا يكون الا للواحد. واعلم ان انعكاس الحقيقة في هذا العالم ليس
حقيقة بل مجرد ظلال وخيالات. ولو اردت ان تعرف حقيقة الحب فعليك ان ترحل
بنفسك عن نفسك من عالم المحدود الى عالم المطلق.

الحب ليس كلمات يلفظها الشعراء والادباء والجهلاء وليس قصص يسردها العشاق
والأطفال. وليس اوتار أغنية أو لحن عجاب. الحب الحق ليس بين بينين ذكر كان
أو انثى. الحب ليس لمسة أو همسة ولا ضمة أو قبلة. الحب ليس ما عرفته من
الأحلام ولا ما روجت له الافلام والمسلسلات أو كتبته الأقلام والقصص، الحب
لا تدركه العقول لأنه من بعد طور العقل ولا تحده العادات لتعدده بالتعددات
والتجليات وما الكلمات فيه إلا حجب حواجب. الحب لا غاية له وإن كان الغاية
يأتي بلا موعد ويرحل بلا موعد ولا يكون على البال ولا في الحسبان.

الحب هو احتراق في نار المحبوب وفناء بالمطلوب واضمحلال عن دْاتك في دْاتك.
الحب هو موت وحياة في نفس الآن. فلا يعرف الحب حقاً إلا من عرف بربه دربه
فهلك عن نفسه بربه , وحين يستوي المحب والمحبوب يتلاشى الراغب والمرغوب
فيبقى الحب واحد متوحد.
الحب اكبر من مقال يقال. ومثلما فعلت شهرزاد مع شهريار فقد يتطلب منا الامر
للحديث عنه الف مقال ومقال.
– – – – – – – – – – – – – – –
إياك وأن تكسر قلب عاشق هيمان فلهدم الدنيا اهون من هدم قلب بريئ استوى فيه
عرش الرحمن.
فقلوب العاشقين تتغنى دوما بالحنين لربها الحليم، تنبض حبا وتدق بإسم الله
العظيم، وما تنبض الا بحبه المقدس عن كل شرك ودنس . قلوب إجتمعت بالله و
لله، لو مزقتها إربا ونثرتها من فوق رؤوس الجبال لما فرقتها لتوحدها
وتشابكها وتعلقها بالواحد الأحد.

فهي لا تعرف الغدر وإن غدرتها ولا تعرف الكذب وان خونتها ولا تعرف النسيان
وان هجرتها.
كالغيم ماطرة بالحب لا تعرف فرقا بين شرق وغرب ولا بين شجر او حجر ولا بين
طيب وخبيث.
هي كالطفل ببرائتها ، والاسد بشجاعتها ، والشيخ بحكمتها ، والانثى برقتها.
سماءها المطلق بلا سقف ولا حدود وارضها التواضع والتقوى.

لها لسان بالصدق ينطق وبصر من حديد سراجه الحق وأجنحة تطير في ملكوت الغيب
من غير ريش
قلب العاشق هو درة ثمينة مصونة لا يستحقها الا من سعى لها سعيها، إنه نور
وسراج للظلمة قهار ومنبع للحكم والاسرار وموضع نظر العزيز الجبار ومرآة
صافية من تكدرات صدء النفس وماء عذب زلال يروي عطش المسافر الحيران ويؤنس
وحشة الغريب وينير له الطريق.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق