أبو الطيب المتنبي
مقدمة
ما من شعر شغل الناس ، واهتم به الناس في حله وترحاله قدر ما فعل المتنبي ، ما
من شاعر عبر عن مشاعر الناس وأحوالهم وآمالهم مثلما فعل المتنبي ؛ لذا استحق لقب "
ماليء الدنيا وشاغل الناس " .
و سيرة المتنبي بما فيها من تقلبات ومتغيرات وانعطافات ، سيرة عظيمة الأنفة
والكبرياء وجهها ، والطموح والمثابرة حصانها .
مولده ونسبه وشعره وتميزه وعلاقاته مع الناس محاور درسنا هذا .
1 ـ نسبه ومولده
أحمد بن الحسين الجعفي ولد في الكوفة ( 303 هـ )
عربي النســب أباً وأماً ، لا يذكرهما في شعره ، بل يؤثر النسب إلى السيف
والرمح والبأس والشدة :
وإن عمرت جعلت الحرب والدةً والسمهري أخاً والمشرفي أبا
2 ـ لقب المتنبي
اختلف المؤرخون لتاريخ الأدب في لقب المتنبي ، فقيل : إنه لقب بذلك لـ :
1 ـ ادعائه النبوة : تقول الرواية إنه ادعي النبوة في بادية بلاد الشام ،
وتبعه في ذلك عدد من الناس ، وقيل كانت هذه الحادثة سبب سجنه في حمص .
2 ـ لفطنته وذكائه : وهو معنى عرفته العرب .
3 ـ ولقوله : أنا ترب الندى ورب القوافي وسمام العدى وغيظ الحسود
أنا في أمـــة تداركها الله غريب كصــالح في ثمود
والسبب الثالث هو الأقرب إلى الحقيقة ، والأقرب إلى حقيقة شخصية المتنبي
الذي عرف بالتعاظم والاعتداد بنفسه .
3 ـ حياته والعوامل التي أثرت فيها
في حياة المتنبي محطات وتحولات ، اتخذها المؤرخون لتحديد مراحل حياة المتنبي
الأربعة ، والتي تبدأ بمولده وتنتهي بمقتله على يد فاتك الأسدي خال ضبة القرمطي .
عموماً حياة المتنبي غنية بالأحداث ، متزاحمة بها .
سنقدم هنا ملخص لكل مرحلة منها :
المرحلة الأولى ( مرحلة التنقل )
1 ـ أرسله أبوه إلى مدرسة للعلويين ليتلقى فيها ثقافته الأولى .
2 ـ رحل إلى بادية السماوة 312هـ لتعلم الفصحى من منابعها .
3 ـ عاد إلى الكوفة وغادرها إلى بغداد 316 هـ .
4 ـ غادر بغداد إلى بلاد الشام متجولاً ، واتصل بالتنوخيين ومدحهم ، وظهرت في ظلهم
نزعته العربية .
5 ـ تعرض للسجن في حمص بعد وشاية من أحد الأشخاص ، صور أثناء سجنه محنته واستعطف
الوالي لفك أسره ومن ذلك :
دعوتك عند انقطاع الرجا ء والموت منى كحبـل الوريد
دعوتك لما برانــي البلا ء وأوهن رجلي ثقل الحــديد
6 ـ خرج من السجن جريح الكبرياء وحيداً يشكو الفراغ والعزلة ناقماً على الزمان
وأهله ، وفيه وأهله يقول
فؤاد ما تسليه المــدا م وعمر مثل ما يهب اللئام
ودهر ناسه ناس صغار وإن كانت لهم جثث ضخام
وما أنا في العيش فيـهم ولكن معدن الذهب الرغام
فالخمر لا تنسيه ما حلَّ به ، وعمر قصير مثل ما يمنح اللئيم ، وفي البيت الأول
صورة جميلة يشبه فيها قصر العمر بما يعطي اللئام . وناس هذا الدهر جثث كبيرة تحتضن
عقولاً صغيرة قاصرة ، لا تعطي الإنسان حق قدره ، ورغم عيشه بينهم إلا أنه لا يتصف
بصفاتهم ، كما الذهب لا يضره وجوده في الطبيعة مختلطاً بالتراب . وتظهر الأبيات
عدداً من سمات شخصية المتنبي مثل : قوة شخصيته و كبرياءه و ترفعه عن اللهو وشكوى
الزمان وأهله .
7 ـ في عام 328هـ اتصل بابن عمار والي طبرية ومدحه بقصيدته الشهيرة التي يصفه فيها
مصــارعاً للأسد ، لكن الحساد أرغموه على الفرار . ووفد إلى والي الرملة .
8 ـ اتجه إلى شمال الشام واتصل بأبي العشائر الحمداني الذي قدمه إلى سيف الدولة .
المرحلة الثانية ( المتنبي في ظل سيف الدولة )
لازم المتنبي سيد حلب تسع سنوات تقريبا ً، صحبه فيها إلى جميع غزواته( من سنة
337- 345هـ ) وتتميز هذه السنوات بأنها :
1 ـ أخصب سنوات المتنبي شعراً وأثراها إنتاجاً .
2 ـ رسم فيها المتنبي بالحكمة ملاحم سيف الدولة .
3 ـ وخلد فيها مآثر الحمدانيين .
4 ـ وصور فيها أمير حلب في صورة المنقذ للأمة من أعدائها، الممثل لآمالها
وطموحاتها.
5 ـ الاستقرار والطمأنينة .
كان للمتنبي صفات أثارت نقمة حســاده من الشعراء والأدباء فتآمروا عليه عند
الأمير فمال عن المتنبي ( ابتعد عنه وأهمله ) من هذه الصفات :
1 ـ كثير الاعتداد بنفسه .
2 ـ كثير التعاظم على خصومه .
3 ـ يتقاسم مع ممدوحه ما يصفه به من شجاعة وقوة وكرم وهمة .
أحس المتنبي بفتور العلاقة بينه وبين الأمير فأنشد قصيدته المشهورة " واحرَّ
قلباه " معاتباً سيف الدولة ومعرضاً بحاسديه ، ومنها :
سيعلم الجمع ممن ضم مجلســنا بأنني خير من تسعى به قـــدم
ومنها ما أبعد العيب والنقصان عن شرفي أنا الثريا وذان الشيب
والهــرم
أعيذها نظرات منك صــــادقة أن تحسب الشحم فيمن شحمه ورم
ومنها أزل حسد الحســـاد عني بكبتهم فأنت الذي صيرتهم لي حســدا
المرحلة الثالثة ( المتنبي في مصر )
وصل مصر تحدوه عاطفتان :
1 ـ إحداهما مشحونة بالضيق والغيظ لما نزل به في بلاط سيف الدولة و فراقه
اياه .
2 ـ والأخرى كلها أمل في تحقيق أمنية عمره , و هي الولاية ويتضح هذا فيما
يلي :
إذا كسب الناس المعالي الندى فإنك تعطى في نداك
المعاليا
غير كثير أن يزورك راجل فيرجع ملكاً للعراقيين
والياً
أقام المتنبي في بلاط كافور يمدحه، وينتظر ما وعده به، ولكن كافور لم يبر بوعده.
فخامرت أبا الطيب فكرة الرحيل.
أقمت بأرض مصر فلا ورائي تخب بي الركاب ولا أمامي
وملني الفراش وكــان جنبي يمـــل لقاءه في كل عام
قليل عائدي ســــقم فؤادي كثير حاسدي صعب مرامي
فهو يشكو الوحدة والخمول ويشكو قلة الحركة والبعد عن الحرب ، فقد مله الفراش
لطول مكثه فيه ، بعد أن كان يركب الخيل مع الجند غازيا ً ، هذا بإضافة إلى قلة
زواره وكثرة حاسديه . ثم هجاه وأهله وفر من مصر عائداً إلى الكوفة عام 351 هـ .
المرحلة الأخيرة من حياة المتنبي
1 ـ عاد إلى الكوفة 351 هـ ثم غادرها إلى بغداد .
2 ـ كتب إليه ابن العميد يستزيره ، لبى الدعوة ومدح ابن العميد ( وزير وأديب وعالم
) ولكنه سرعان ما غادر بلاط ابن العميد .
3 ـ وصل بلاط السلطان عضد الدولة ، سلطان شيراز، فحظي عنده بالتقدير والإجلال ،
ومدحه بعدد من المدائح ، ثم استأذنه المتنبي ليعود إلى موطنه .
4 ـ نصحه أحد أصدقائه بالحذر ، ,ان يرسل معه من يحميه ولكنه أبى .
5 ـ قبل أن يصل إلى بغداد كان ( فاتك الأ سدي ) قد كمن له مع رهط آخرين لينتقم منه
على هجاء المتنبي ( ضبة القرمطي ) ابن أخت فاتك ، ودار القتال بين الطرفين أدى
إلى مقتل المتنبي ، وبذلك هوى فارس الشعر العربي ، وطويت صفحة من صفحات شاعرنا
الخالد .
أغراضه الشعرية
1 ـ المديح
1 ـ غلب على شعر المتنبي .
2 ـ تعدد الممدوحين : سيف الدولة ، كافور الإخشيدي ، بدر بن عمار ...
3 ـ تميز بصدق العاطفة مع سيف الدولة . ويعود هذا لإعجابه بسيف الدولة .
4 ـ مدح مبطن بالهجاء لكافور . كرهه لشخص كافور ، وكافور لم يكن يفهم العربية جيداً
.
5 ـ يقسم قصيدته بينه وبين ممدوحيه ، خصوصاً قبل أن يلتقي بسيف الدولة .
6 ـ سمات وصفه الفنية : حي الشعور * غزير المعاني * تنعكس فيه شخصيته الطموحة
السامية * مزيج من الحكمة والمدح وشكوى الدهر أحياناً .
على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر
الكرام المكارم
وتعظم في عين الصغير صغارها وتصغر في عين العظيم
العظائم
وقفت وما في الموت شك لواقف كانك في جفن الردى
وهو نائم
تمر بك الأبطال كلمى هــزيمة ووجهــك وضاح وثغرك
باسم
2 ـ الفخر
كان أبو الطيب في شعره معتداً بنفسه اعتداداً بلغ درجة الغرور، فلم يفخر
بقومه وأهله، وإنما فخر بنفسه، فقال:
ما بقومي شرفت بل شرفوا بي وبنفسي فخرت لا بجدودي
ونزعه الفخر مبثوثة في كل أشعاره ، فإذا رثى فخر بنفسه ، وإذا مدح اقتسم
المكارم بينه وبين ممدوحه ، وإذا هجا تعالى واستعظم نفسه.
ولو لم تكوني بنت أكرم والد لكان أباك الضخم كونك لي أما
تغرب لا مستعظماً غير نفسه ولا قابلاً إلا لخالقه حكمــاً
3 ـ الوصف
موضوعات الوصـــــف عند المتنبي :
1 ـ وصف المعارك .
2 ـ وصف الطبيعة .
3 ـ وصـف الحـروب التي شـهدها، فجــاء شعره سجلاً تاريخياً خلد هذه المعارك ، وخلد
أصحابها .
4 ـ وصف أخلاق الناس ونوازعهم النفسية .
5 ـ كما صور نفسه وطموحه أروع تصوير .
6 ـ وكان في وصفه يسقط على الموصوف ما بنفسه من اغتراب ومعاناة ، كما في وصفه لشعب
بوان فيقول :
مغاني الشعب طيباً في المغاني بمنزلة الربيع من الزمـان
ولكن الفتى العــــربي فيها غريب الوجه واليد واللسان
وفي الحُمى يقول :
وزائرتي كأن بها حيــاء فليس تزور إلا في الظــلام
أبنت الدهر عندي كل بنت فكيف وصلت أنت من الزحام
جرحت مجرحاً لم يبق فيه مكان للسيــوف ولا السهام
4 ـ الحكمة
1 ـ تعتبر الحكم سبباً من الأسباب خلود المتنبي وأشعار .
2 ـ ذهب كثير من أشعاره مجرى الأمثال ؛ لأنه يتصل بالذات الإنسانية، ويتغنى
بأحلامها وآلامها.
3 ـ استقى الحكمة من : أ ـ تجاربه الشخصية في الحياة .
ب ـ ومن تجارب غيره ممن سبقوه .
ج ـ ومن اطلاعه على ما ترجم من حكم الهند واليونان
وغيرهما.
من يهن يسهل الهوان عليه ما لجــــرح بميت إيلام
فطعم الموت في أمـر حقير كطعم الموت في أمر عظيم
صحب الناس قبلنا ذا الزمان وعناهــم من شأنه ما عنانا
5 ـ الشكوى والعتاب
لاقى أبو الطيب الكثير من الصعاب في حياته، كما أحس بخيبة أمل في تحقيق
طموحاته. فنفث أشعاره معبراً عن أدق ما أحس به :
أ ـ شاكياً الزمان وصروفه.
ب ـ والحياة وأهلها، وما جبلوا عليه من صفات الحسد والغدر والنفاق .
ومما يصور شكواه تلك قصيدته التي يستهلها بالشكوى ، فيقول:
أفاضل الناس أغراض لذا الزمن يخلوا من الهم أخلاهم من الفطن
كيف الرجاء من الخطوب تخلصا من بعد مــا أنشبن في مخالبا
أظمتـني الدنيـا فلمــا جئتها مستسقياً مطـرت على مصائبا
وانتشر العتاب في شعر المتنبي أيضاً ، وبخاصة شعره الذي قاله في حلب، ومن أشهر
قصائده في ذلك قصيدته التي يعاتب فيها سيف الدولة ومطلعها:
واحر قلباه ممن قلبه شــبم ومن بجسمي وحالي عنده ســقم
يا أعدل الناس إلا في معاملتي فيك الخصام وأنت الخصم والحكم
5 ـ الرثاء
للشاعر رثاء غلب فيه عقله على عاطفته، ورثاء سكب فيه دموعه صادقة، وقد كثرت
الحكمة في تضاعيف مراثيه ، ومن أشهر قصائده الصادقة العاطفة المؤثرة قوله في رثاء
جدته:
أحن إلى الكأس التي شربت بها وأهوى لمثوها التراب وماضما
بكيت عليها خيفة في حيــاتها وذاق كلانا ثكل صاحبه قدمـاً
أتاها كتابي بعد يأس وترحــة فماتت سروراً بي ومت بهاغما
حرام على قلبي السرور فإننـي أعد الذي ماتت به بعدها سـما
6 ـ الغزل
كان أبو الطيب رجل مطامح وآمال، فلم يحفل بالحب ودواعيه ؛ لذا كان قليل الغزل
، ومعظم غزله تقليدي فاتر العاطفة، إلا ما قاله في الأعرابيات فإنه يتسم بالرقة
والعذوبة.
من الجآذر في زى الأعــاريب حمر الحلى والمطايا والجلابيب
إن كنت تسأل شكا في معارفها فمن بلاك بتسهيد وتعذيـــب
ما أوجه الحضر المستحسنات به كأوجه البدويات الرعابـيــب
حسن الحضارة مجلوب بتطرية وفي البداوة حسن غير مجلوب
4 ـ شخصية المتنبي
يبدو المتنبي من خلال شعره :
1ـ قوي النفس .
2ـ صاحب أنفة وكبرياء .
3ـ يعاف الدنايا .
4ـ يترفع عن اللهو والمجون ؛ لأنه يرى فيه ضياعاً لقدره ، وهدراً لكرامته .
5ـ حريص على جمع المال . ( لاحظ في الدنيا لمن قل ماله ) ؛ لأن المال سبب أسباب
القوة .
6ـ كان يرى الحـياة صـراعاً الغلبة فيها الأقـويــاء ؛ لهذا اعتنق فلسفة القوة
وتغنى بها ليبلغ ما يريد :
عش عزيزاُ ومت وأنت كريم بين طعن القنا وخفق البنود
أبداً أقطع البلاد ونجمي في نحوس وهمتي في سـعود
6 ـ خصائص شعره الفنية
س : ما سرٌّ خلود شعر المتنبي ؟ ذلك يرجع إلى :
1 ـ شعره كان صورة صادقة لمراحل حياته :
أ ـ يجسد فيه ثورته على الواقع العربي الممزق .
ب ـ مثل نفسه الطموح التواقة إلى المجد والمعالي ، وما عانته من خيبة
وانكسار.
2 ـ وهو أيضاً يجسد صورة لأحداث عصره :
أ ـ يتحدث فيه عن الثورات والاضطرابات والانتصارات التي حققها ممدوحه سيف
الدولة.
3 ـ الحكمة المستقاة من معاناته الذاتية وتجارب غيره .
4 ـ قدرته على صياغة شعره عموماً وحكمه خصوصاً بـ :
أ ـ أسلوب جزل .
ب ـ لغة قوية .
ج ـ تراكيب متينة .
د ـ موسيقى قوية الجرس تلائم روحه العظيمة الحرة التواقة إلى المجد .
هـ خيال قوي وقدرة على إبداع الصور وابتكار التشبيهات .
7 ـ منزلته الشعرية
أكثر شعراء العرب إجلالاً وتقديراً :
أ ـ شعره تناوله الدارسون قديماً وحديثاً .
ب ـ تعلق الناس بشعره ، وتكرار قراءتهم له ، شعره مرآة كل العصور العربية ، يجد
القارئ فيه ذاته:
1 ـ في الشدة والرخاء . 2 ـ في القوة والضعف .
3 ـ الطموح والانكسار . 4 ـ والتمزق والاتحاد .
ج ـ يتمثل الناس شعره لأنه تعبير عن التجارب الإنسانية عامة ، والتجربة العربية
خاصة .
والمتنبي قتله بيت من الشعر ، وهو البيــت الذي جمع فيه مفاخر الرجال ، والذي يقول
فيه
الخيل والليل والبيداء تعرفني والسيف والرمح والقرطاس والقلم
فناداه فاتك عند هروبه بعد تكاثر رجال فاتك عليه ، وقال له ألست القائل ...
، فعاد وقاتل حتى قتل .
مناقشة عدد من الأسئلة المهمة في درس المتنبي
س 1 ـ افتخر المتنبي بنفسه لسببين الأول : تواضع مستوى أهله الاجتماعي
والسياسي والاقتصادي . والثاني اعتداد المتنبي بنفسه وبصفاته مثل : الفصاحة
والفروسية ، وهو المعروف بفارس السيف والقلم .
وإن عمرت جعلت الحرب والدةً والسمهري أخاً والمشرفي
أبا
أنا ترب الندى ورب القوافي وسمام العدى وغيظ
الحسود
أنا في أمـــة تداركها الله غريب كصــالح في
ثمود
س 2 ـ قيل : إنه لقب بذلك لـ :
1 ـ إدعائه النبوة .
2 ـ لفطنته وذكائه .
3 ـ ولقوله : أنا ترب الندى ورب القوافي وسمام العدى
وغيظ الحسود
أنا في أمـــة تداركها الله غريب كصــالح في
ثمود
س 3ـ من العوامل التي أثرت في شخصية المتنبي :
1 ـ كثرت التنقل .
2 ـ البيئة الفصيحة في بداوة السماوة والكوفة .
3 ـ مرافقته لسيف الدولة .
4 ـ طموحه الشخصي .
س 4 ـ أ ـ المُِِدام : الخمر ، ويقال المُدامة .
الرُّغام : التراب ، ويقال ألقاه في الرغام : أذله وأهانه .
المَعْدِن : مكان كل شي فيه اصله ومركزه .
موضع استخراج الجوهر كالذهب ونحوه .
ويقال فلان معدن الخير والكرم : أي مجبول عليها .
ب ـ وعمر مثل ما يهب اللئام : أي عمر قصير . لئيم عكس كريم ، وما
يعطيه اللئيم قليل جداً لا يذكر، وقد أبدع المتنبي بتشبيه عمره القصير بما
يهب اللئيم .
ج ـ عاطفة الضجر والسأم .
د ـ لهم جثث كبيرة ولكن عقولهم خاوية ضعيفة .
ه ـ ( صغار ـ ضخام ) طباق إيجاب .
و ـ سبه نفسه بالذهب الذي يختلط بالتراب ، وهو بالتالي له ليس منهم
رغم عيشه معهم .
ز ـ التعالي والتكبر .
ح ـ 1 ـ النفي . 2 ـ المصولة .
ط ـ فؤاد : مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم .
جثث : مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة تنوين الضم .
الرغام : نعت ( صفة ) مرفوع وعلامة رفعه الضمة .
ي ـ نشاط خارجي .
س5 ـ 1 ـ بدر بن عمار . 2 ـ أبو العشائر الحمداني . 3 ـ سيف الدولة .
س6 ـ لم يجد عندهم ما يقنع من صفات الفروسية والقيادة حتى وصل سيف الدولة
الذي رأى فيه الفارس الأديب القائد .
س7 ـ أ ـ أبو العشائر .
ب ـ الذي أغرى المتنبي بالبقاء ما وجده في سيف الدولة من سمات
الفروسية والقيادة حتى وصل سيف الدولة الذي رأى فيه الفارس الأديب القائد
المنقذ للأمة المحقق لآمالها .
س8 ـ رسم المتنبي بالكلمة ملاحم سيف الدولة وانتصاراته على الروم .
أ ـ الكرام ، الكرماء : جمع كريم ، وهو الشخص الذي يقدم المكارم .
المكارم : جمع مكرمة : والمكرمة فعل الخير .
الكرم : الجود ، أعطى بسهولة .
العظام : جمع عظيم ، وهو الكبير الفخم .
العظائم : جمع العظيمة ، وهي الشي الكبير الفخم الذي يقوم به الإنسان
العظيم .
ب ـ الردى : الهلاك : السقوط : الموت .
كلمى : جمع كليم ومكلوم ، وهو الجريح .
الصوارم : جمع صارم ، وهو السيف القاطع الماضي .
ج ـ كانت عادة الوقوف على على الأطلال من عادة الشعراء في العصر الجاهلي وقد
فرضتها طبيعة الحياة في ذلك العصر من غلبة حياة البداوة وما يرافقها من تنقل
يترك آثاراً ( الأطلال ) فيمر الشاعر بعد زمن ، فيشاهد الأطلال فتهيج فينفسه
الذكريات ، فيذكر الطلل وأصاحبه ، أما المتنبي فقد عاش في العصر العباسي حيث
ظروف الحياة مختلفة ؛ لذلك لم يقف على الأطلال .
د ـ الحكمة في البيت الأول واضحة ، فالأمور العظيمة لا يقوم بها إلا العظماء
، وكلما عظم الرجل عظمت عزيمته وجاء بالأمور الكبيرة التي لا يستطيعها كل
الرجال . وكذلك المكارم تكبر وتعظم المكارم كلما عظم الرجل وازداد كرمه .
وهذا الحال ينطبق على سيف الدولة فهو الرجل العظيم الذي يأتي بالأمور العظيمة
مثل الفتح الكبير والانتصار العظيم الذي حققه في معركة الحدث الحمراء .
هـ ـ 1 ـ علاقة البيت الثاني بالأول تأكيد وتعزيز .
2 ـ العلاقة بين شطري البيت الثاني قائمة على التضاد في المعنى .
و ـ رجل عظيم ـ وكريم ـ وشجاع ـ متزن
ز ـ يصور الشاعر الردى ( الموت ) بإنسان نائم ، وسيف الدولة يقف في جفنه .
وهي صورة توحي بكثرة الموت ، وشدة المعركة ،وشجاعة سيف الدولة وإقدامه .
ح ـ أعدَّ السيوف القاطعة الماضية القوية ، وهي إشارة إلى إعداد سيف الدولة
للمعركة إعداداً جيداً .
س9 ـ الأسباب التي أدت إلى القطيعة أنَّه كان للمتنبي صفات أثارت نقمة حساده
من الشعراء والأدباء فتآمروا عليه عند الأمير فمال عن ( ابتعد عنه وأهمله )
المتنبي من هذه الصفات :
1 ـ كثير الاعتداد بنفسه .
2 ـ كثير التعاظم على خصومه .
3 ـ يتقاسم مع ممدوحه ما يصفه به من شجاعة وقوة وكرم وهمة .
س10 ـ 1 ـ طمعه بالولاية .
2 ـ لم يحقق ؛ لأن كافور كان يخاف طموح المتنبي .
3 ـ من سمات هجاء المتنبي لكافور غلبة التعرض لشخص كافور في خلقه
وعرضه .
س11 ـ ذاتيته : نفسه ومشاعره .
س12 ـ لقي المتنبي حظوة عند ابن العميد وأغدق عليه الجوائز .
س13 ـ المتنبي قتله بيت من الشعر ، وهو البيـت الذي جمع فيه مفاخر الرجال ،
والذي يقول فيه
الخيل والليل والبيداء تعرفني والسيف والرمح والقرطاس
والقلم
فقد ناداه فاتك عند هروبه بعد تكاثر رجال فاتك عليه ، وقال له ألست القائل
... ، فعاد وقاتل حتى قتل .
س14 ـ
أ ـ 1 ـ شاعريته ( قدرته على نظم الشعر ) ، علو كعبه في مجال الشعر .
2 ـ تميز شعره بحيث يعجز الناس عن الإحاطة به ، وهذه إشارة إلى تميز
لغة شعره نحواً وصرفاً وبلاغةً .
3 ـ أدبه وفروسيته .
4 ـ كمال أخلاقه وحسبه ونسبه ،ة وترفعه على خصومه .
ب ـ 1 ـ قوة الألفاظ ومتانة التراكيب .
2 ـ قوة الموسيقى والجرس الملائم لروحه وصفاته .
3 ـ قوة الخيال وسعته .
ج ـ راجع س13 .
س15 ـ
1 ـ غلب على شعر المتنبي .
2 ـ تعدد الممدوحين : سيف الدولة ، كافور الإخشيدي ، بدر بن عمار ...
3 ـ تميز بصدق العاطفة مع سيف الدولة . ويعود هذا لإعجابه بسيف الدولة .
4 ـ مدح مبطن بالهجاء لكافور . كرهه لشخص كافور ، وكافور لم يكن يفهم العربية
جيداً .
5 ـ يقسم قصيدته بينه وبين ممدوحيه ، خصوصاً قبل أن يلتقي بسيف الدولة .
6 ـ سمات وصفه الفنية : حي الشعور * غزير المعاني * تنعكس فيه شخصيته الطموحة
السامية * مزيج من الحكمة والمدح وشكوى الدهر أحياناً .
سيعلم الجمع ممن ضم مجلســنا بأنني خير من
تسعى به قـــدم
ومنها ما أبعد العيب والنقصان عن شرفي أنا الثريا
وذان الشيب والهــرم
أعيذها نظرات منك صــــادقة أن تحسب الشحم
فيمن شحمه ورم
ومنها أزل حسد الحســـاد عني بكتبهم فأنت الذي
صيرتهم لي حســدا
س16 ـ حين اختلت العلاقة بين سيف الدولة والمتنبي ، ضاع المتنبي لأنه فقد
الإنسان الذي أحب ووجد فيه انعكاس لصورته ، فسيف الدولة عربي فارس أديب ، رأى
فيه المتنبي أمير حلب المنقذ للأمة من أعدائها، الممثل لآمالها وطموحاتها.
كما فقد المتنبي واحداً من أكثر الناس تقديراً لشعره وفروسيته . كما يمثل شعر
المتنبي الزاماً بقضايا الأمة وآمالها .
وفي المقابل فقد الحمدانيون أفضل من صور بطولاتهم وبث فيهم روح
التضحية والشجاعة ، فبدت صورتهم باهتة ضعيفة . ولكنه فيما قال فيهم خلدهم
وخلد بطولاتهم ، بحيث لا يستغني مؤرخ عن شعر المتنبي عند الحديث عن
الحمدانيين وسيف الدولة .
س17 ـ صح 1 + 3 + 5
س18 ـ يبدو المتنبي من خلال شعره :
1ـ قوي النفس .
2ـ صاحب أنفة وكبرياء .
3ـ يعاف الدنايا .
4ـ يترفع عن اللهو والمجون ؛ لأنه يرى فيه ضياعاً لقدره ، وهدراً لكرامته .
5ـ حريص على جمع المال . ( لاحظ في الدنيا لمن قل ماله ) ؛ لأن المال سبب
أسباب القوة .
6ـ كان يرى الحياة صراعاً الغلبة فيها الأقوياء ؛ لهذا اعتنق فلسفة القوة
وتغنى بها ليبلغ ما يريد :
عش عزيزاُ ومت وأنت كريم بين طعن القنا وخفق البنود
أبداً أقطع البلاد ونجمي في نحوس وهمتي في سـعود
19 ـ كان يرى الحياة صراعاً الغلبة فيها الأقوياء ؛ لهذا اعتنق فلسفة القوة
وتغنى بها ليبلغ ما يريد :
عش عزيزاُ ومت وأنت كريم بين طعن القنا وخفق البنود
أبداً أقطع البلاد ونجمي في نحوس وهمتي في سـعود
لم يحقق ما يصبو إليه .
على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام
المكارم
وتعظم في عين الصغير صغارها وتصغر في عين العظيم العظائم
وقفت وما في الموت شـــك لواقف كانك في جفن الردى
وهو نائم
تمر بك الأبطال كلمى هـــــــزيمة ووجهــك وضاح
وثغرك باســم
مقدمة
ما من شعر شغل الناس ، واهتم به الناس في حله وترحاله قدر ما فعل المتنبي ، ما
من شاعر عبر عن مشاعر الناس وأحوالهم وآمالهم مثلما فعل المتنبي ؛ لذا استحق لقب "
ماليء الدنيا وشاغل الناس " .
و سيرة المتنبي بما فيها من تقلبات ومتغيرات وانعطافات ، سيرة عظيمة الأنفة
والكبرياء وجهها ، والطموح والمثابرة حصانها .
مولده ونسبه وشعره وتميزه وعلاقاته مع الناس محاور درسنا هذا .
1 ـ نسبه ومولده
أحمد بن الحسين الجعفي ولد في الكوفة ( 303 هـ )
عربي النســب أباً وأماً ، لا يذكرهما في شعره ، بل يؤثر النسب إلى السيف
والرمح والبأس والشدة :
وإن عمرت جعلت الحرب والدةً والسمهري أخاً والمشرفي أبا
2 ـ لقب المتنبي
اختلف المؤرخون لتاريخ الأدب في لقب المتنبي ، فقيل : إنه لقب بذلك لـ :
1 ـ ادعائه النبوة : تقول الرواية إنه ادعي النبوة في بادية بلاد الشام ،
وتبعه في ذلك عدد من الناس ، وقيل كانت هذه الحادثة سبب سجنه في حمص .
2 ـ لفطنته وذكائه : وهو معنى عرفته العرب .
3 ـ ولقوله : أنا ترب الندى ورب القوافي وسمام العدى وغيظ الحسود
أنا في أمـــة تداركها الله غريب كصــالح في ثمود
والسبب الثالث هو الأقرب إلى الحقيقة ، والأقرب إلى حقيقة شخصية المتنبي
الذي عرف بالتعاظم والاعتداد بنفسه .
3 ـ حياته والعوامل التي أثرت فيها
في حياة المتنبي محطات وتحولات ، اتخذها المؤرخون لتحديد مراحل حياة المتنبي
الأربعة ، والتي تبدأ بمولده وتنتهي بمقتله على يد فاتك الأسدي خال ضبة القرمطي .
عموماً حياة المتنبي غنية بالأحداث ، متزاحمة بها .
سنقدم هنا ملخص لكل مرحلة منها :
المرحلة الأولى ( مرحلة التنقل )
1 ـ أرسله أبوه إلى مدرسة للعلويين ليتلقى فيها ثقافته الأولى .
2 ـ رحل إلى بادية السماوة 312هـ لتعلم الفصحى من منابعها .
3 ـ عاد إلى الكوفة وغادرها إلى بغداد 316 هـ .
4 ـ غادر بغداد إلى بلاد الشام متجولاً ، واتصل بالتنوخيين ومدحهم ، وظهرت في ظلهم
نزعته العربية .
5 ـ تعرض للسجن في حمص بعد وشاية من أحد الأشخاص ، صور أثناء سجنه محنته واستعطف
الوالي لفك أسره ومن ذلك :
دعوتك عند انقطاع الرجا ء والموت منى كحبـل الوريد
دعوتك لما برانــي البلا ء وأوهن رجلي ثقل الحــديد
6 ـ خرج من السجن جريح الكبرياء وحيداً يشكو الفراغ والعزلة ناقماً على الزمان
وأهله ، وفيه وأهله يقول
فؤاد ما تسليه المــدا م وعمر مثل ما يهب اللئام
ودهر ناسه ناس صغار وإن كانت لهم جثث ضخام
وما أنا في العيش فيـهم ولكن معدن الذهب الرغام
فالخمر لا تنسيه ما حلَّ به ، وعمر قصير مثل ما يمنح اللئيم ، وفي البيت الأول
صورة جميلة يشبه فيها قصر العمر بما يعطي اللئام . وناس هذا الدهر جثث كبيرة تحتضن
عقولاً صغيرة قاصرة ، لا تعطي الإنسان حق قدره ، ورغم عيشه بينهم إلا أنه لا يتصف
بصفاتهم ، كما الذهب لا يضره وجوده في الطبيعة مختلطاً بالتراب . وتظهر الأبيات
عدداً من سمات شخصية المتنبي مثل : قوة شخصيته و كبرياءه و ترفعه عن اللهو وشكوى
الزمان وأهله .
7 ـ في عام 328هـ اتصل بابن عمار والي طبرية ومدحه بقصيدته الشهيرة التي يصفه فيها
مصــارعاً للأسد ، لكن الحساد أرغموه على الفرار . ووفد إلى والي الرملة .
8 ـ اتجه إلى شمال الشام واتصل بأبي العشائر الحمداني الذي قدمه إلى سيف الدولة .
المرحلة الثانية ( المتنبي في ظل سيف الدولة )
لازم المتنبي سيد حلب تسع سنوات تقريبا ً، صحبه فيها إلى جميع غزواته( من سنة
337- 345هـ ) وتتميز هذه السنوات بأنها :
1 ـ أخصب سنوات المتنبي شعراً وأثراها إنتاجاً .
2 ـ رسم فيها المتنبي بالحكمة ملاحم سيف الدولة .
3 ـ وخلد فيها مآثر الحمدانيين .
4 ـ وصور فيها أمير حلب في صورة المنقذ للأمة من أعدائها، الممثل لآمالها
وطموحاتها.
5 ـ الاستقرار والطمأنينة .
كان للمتنبي صفات أثارت نقمة حســاده من الشعراء والأدباء فتآمروا عليه عند
الأمير فمال عن المتنبي ( ابتعد عنه وأهمله ) من هذه الصفات :
1 ـ كثير الاعتداد بنفسه .
2 ـ كثير التعاظم على خصومه .
3 ـ يتقاسم مع ممدوحه ما يصفه به من شجاعة وقوة وكرم وهمة .
أحس المتنبي بفتور العلاقة بينه وبين الأمير فأنشد قصيدته المشهورة " واحرَّ
قلباه " معاتباً سيف الدولة ومعرضاً بحاسديه ، ومنها :
سيعلم الجمع ممن ضم مجلســنا بأنني خير من تسعى به قـــدم
ومنها ما أبعد العيب والنقصان عن شرفي أنا الثريا وذان الشيب
والهــرم
أعيذها نظرات منك صــــادقة أن تحسب الشحم فيمن شحمه ورم
ومنها أزل حسد الحســـاد عني بكبتهم فأنت الذي صيرتهم لي حســدا
المرحلة الثالثة ( المتنبي في مصر )
وصل مصر تحدوه عاطفتان :
1 ـ إحداهما مشحونة بالضيق والغيظ لما نزل به في بلاط سيف الدولة و فراقه
اياه .
2 ـ والأخرى كلها أمل في تحقيق أمنية عمره , و هي الولاية ويتضح هذا فيما
يلي :
إذا كسب الناس المعالي الندى فإنك تعطى في نداك
المعاليا
غير كثير أن يزورك راجل فيرجع ملكاً للعراقيين
والياً
أقام المتنبي في بلاط كافور يمدحه، وينتظر ما وعده به، ولكن كافور لم يبر بوعده.
فخامرت أبا الطيب فكرة الرحيل.
أقمت بأرض مصر فلا ورائي تخب بي الركاب ولا أمامي
وملني الفراش وكــان جنبي يمـــل لقاءه في كل عام
قليل عائدي ســــقم فؤادي كثير حاسدي صعب مرامي
فهو يشكو الوحدة والخمول ويشكو قلة الحركة والبعد عن الحرب ، فقد مله الفراش
لطول مكثه فيه ، بعد أن كان يركب الخيل مع الجند غازيا ً ، هذا بإضافة إلى قلة
زواره وكثرة حاسديه . ثم هجاه وأهله وفر من مصر عائداً إلى الكوفة عام 351 هـ .
المرحلة الأخيرة من حياة المتنبي
1 ـ عاد إلى الكوفة 351 هـ ثم غادرها إلى بغداد .
2 ـ كتب إليه ابن العميد يستزيره ، لبى الدعوة ومدح ابن العميد ( وزير وأديب وعالم
) ولكنه سرعان ما غادر بلاط ابن العميد .
3 ـ وصل بلاط السلطان عضد الدولة ، سلطان شيراز، فحظي عنده بالتقدير والإجلال ،
ومدحه بعدد من المدائح ، ثم استأذنه المتنبي ليعود إلى موطنه .
4 ـ نصحه أحد أصدقائه بالحذر ، ,ان يرسل معه من يحميه ولكنه أبى .
5 ـ قبل أن يصل إلى بغداد كان ( فاتك الأ سدي ) قد كمن له مع رهط آخرين لينتقم منه
على هجاء المتنبي ( ضبة القرمطي ) ابن أخت فاتك ، ودار القتال بين الطرفين أدى
إلى مقتل المتنبي ، وبذلك هوى فارس الشعر العربي ، وطويت صفحة من صفحات شاعرنا
الخالد .
أغراضه الشعرية
1 ـ المديح
1 ـ غلب على شعر المتنبي .
2 ـ تعدد الممدوحين : سيف الدولة ، كافور الإخشيدي ، بدر بن عمار ...
3 ـ تميز بصدق العاطفة مع سيف الدولة . ويعود هذا لإعجابه بسيف الدولة .
4 ـ مدح مبطن بالهجاء لكافور . كرهه لشخص كافور ، وكافور لم يكن يفهم العربية جيداً
.
5 ـ يقسم قصيدته بينه وبين ممدوحيه ، خصوصاً قبل أن يلتقي بسيف الدولة .
6 ـ سمات وصفه الفنية : حي الشعور * غزير المعاني * تنعكس فيه شخصيته الطموحة
السامية * مزيج من الحكمة والمدح وشكوى الدهر أحياناً .
على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر
الكرام المكارم
وتعظم في عين الصغير صغارها وتصغر في عين العظيم
العظائم
وقفت وما في الموت شك لواقف كانك في جفن الردى
وهو نائم
تمر بك الأبطال كلمى هــزيمة ووجهــك وضاح وثغرك
باسم
2 ـ الفخر
كان أبو الطيب في شعره معتداً بنفسه اعتداداً بلغ درجة الغرور، فلم يفخر
بقومه وأهله، وإنما فخر بنفسه، فقال:
ما بقومي شرفت بل شرفوا بي وبنفسي فخرت لا بجدودي
ونزعه الفخر مبثوثة في كل أشعاره ، فإذا رثى فخر بنفسه ، وإذا مدح اقتسم
المكارم بينه وبين ممدوحه ، وإذا هجا تعالى واستعظم نفسه.
ولو لم تكوني بنت أكرم والد لكان أباك الضخم كونك لي أما
تغرب لا مستعظماً غير نفسه ولا قابلاً إلا لخالقه حكمــاً
3 ـ الوصف
موضوعات الوصـــــف عند المتنبي :
1 ـ وصف المعارك .
2 ـ وصف الطبيعة .
3 ـ وصـف الحـروب التي شـهدها، فجــاء شعره سجلاً تاريخياً خلد هذه المعارك ، وخلد
أصحابها .
4 ـ وصف أخلاق الناس ونوازعهم النفسية .
5 ـ كما صور نفسه وطموحه أروع تصوير .
6 ـ وكان في وصفه يسقط على الموصوف ما بنفسه من اغتراب ومعاناة ، كما في وصفه لشعب
بوان فيقول :
مغاني الشعب طيباً في المغاني بمنزلة الربيع من الزمـان
ولكن الفتى العــــربي فيها غريب الوجه واليد واللسان
وفي الحُمى يقول :
وزائرتي كأن بها حيــاء فليس تزور إلا في الظــلام
أبنت الدهر عندي كل بنت فكيف وصلت أنت من الزحام
جرحت مجرحاً لم يبق فيه مكان للسيــوف ولا السهام
4 ـ الحكمة
1 ـ تعتبر الحكم سبباً من الأسباب خلود المتنبي وأشعار .
2 ـ ذهب كثير من أشعاره مجرى الأمثال ؛ لأنه يتصل بالذات الإنسانية، ويتغنى
بأحلامها وآلامها.
3 ـ استقى الحكمة من : أ ـ تجاربه الشخصية في الحياة .
ب ـ ومن تجارب غيره ممن سبقوه .
ج ـ ومن اطلاعه على ما ترجم من حكم الهند واليونان
وغيرهما.
من يهن يسهل الهوان عليه ما لجــــرح بميت إيلام
فطعم الموت في أمـر حقير كطعم الموت في أمر عظيم
صحب الناس قبلنا ذا الزمان وعناهــم من شأنه ما عنانا
5 ـ الشكوى والعتاب
لاقى أبو الطيب الكثير من الصعاب في حياته، كما أحس بخيبة أمل في تحقيق
طموحاته. فنفث أشعاره معبراً عن أدق ما أحس به :
أ ـ شاكياً الزمان وصروفه.
ب ـ والحياة وأهلها، وما جبلوا عليه من صفات الحسد والغدر والنفاق .
ومما يصور شكواه تلك قصيدته التي يستهلها بالشكوى ، فيقول:
أفاضل الناس أغراض لذا الزمن يخلوا من الهم أخلاهم من الفطن
كيف الرجاء من الخطوب تخلصا من بعد مــا أنشبن في مخالبا
أظمتـني الدنيـا فلمــا جئتها مستسقياً مطـرت على مصائبا
وانتشر العتاب في شعر المتنبي أيضاً ، وبخاصة شعره الذي قاله في حلب، ومن أشهر
قصائده في ذلك قصيدته التي يعاتب فيها سيف الدولة ومطلعها:
واحر قلباه ممن قلبه شــبم ومن بجسمي وحالي عنده ســقم
يا أعدل الناس إلا في معاملتي فيك الخصام وأنت الخصم والحكم
5 ـ الرثاء
للشاعر رثاء غلب فيه عقله على عاطفته، ورثاء سكب فيه دموعه صادقة، وقد كثرت
الحكمة في تضاعيف مراثيه ، ومن أشهر قصائده الصادقة العاطفة المؤثرة قوله في رثاء
جدته:
أحن إلى الكأس التي شربت بها وأهوى لمثوها التراب وماضما
بكيت عليها خيفة في حيــاتها وذاق كلانا ثكل صاحبه قدمـاً
أتاها كتابي بعد يأس وترحــة فماتت سروراً بي ومت بهاغما
حرام على قلبي السرور فإننـي أعد الذي ماتت به بعدها سـما
6 ـ الغزل
كان أبو الطيب رجل مطامح وآمال، فلم يحفل بالحب ودواعيه ؛ لذا كان قليل الغزل
، ومعظم غزله تقليدي فاتر العاطفة، إلا ما قاله في الأعرابيات فإنه يتسم بالرقة
والعذوبة.
من الجآذر في زى الأعــاريب حمر الحلى والمطايا والجلابيب
إن كنت تسأل شكا في معارفها فمن بلاك بتسهيد وتعذيـــب
ما أوجه الحضر المستحسنات به كأوجه البدويات الرعابـيــب
حسن الحضارة مجلوب بتطرية وفي البداوة حسن غير مجلوب
4 ـ شخصية المتنبي
يبدو المتنبي من خلال شعره :
1ـ قوي النفس .
2ـ صاحب أنفة وكبرياء .
3ـ يعاف الدنايا .
4ـ يترفع عن اللهو والمجون ؛ لأنه يرى فيه ضياعاً لقدره ، وهدراً لكرامته .
5ـ حريص على جمع المال . ( لاحظ في الدنيا لمن قل ماله ) ؛ لأن المال سبب أسباب
القوة .
6ـ كان يرى الحـياة صـراعاً الغلبة فيها الأقـويــاء ؛ لهذا اعتنق فلسفة القوة
وتغنى بها ليبلغ ما يريد :
عش عزيزاُ ومت وأنت كريم بين طعن القنا وخفق البنود
أبداً أقطع البلاد ونجمي في نحوس وهمتي في سـعود
6 ـ خصائص شعره الفنية
س : ما سرٌّ خلود شعر المتنبي ؟ ذلك يرجع إلى :
1 ـ شعره كان صورة صادقة لمراحل حياته :
أ ـ يجسد فيه ثورته على الواقع العربي الممزق .
ب ـ مثل نفسه الطموح التواقة إلى المجد والمعالي ، وما عانته من خيبة
وانكسار.
2 ـ وهو أيضاً يجسد صورة لأحداث عصره :
أ ـ يتحدث فيه عن الثورات والاضطرابات والانتصارات التي حققها ممدوحه سيف
الدولة.
3 ـ الحكمة المستقاة من معاناته الذاتية وتجارب غيره .
4 ـ قدرته على صياغة شعره عموماً وحكمه خصوصاً بـ :
أ ـ أسلوب جزل .
ب ـ لغة قوية .
ج ـ تراكيب متينة .
د ـ موسيقى قوية الجرس تلائم روحه العظيمة الحرة التواقة إلى المجد .
هـ خيال قوي وقدرة على إبداع الصور وابتكار التشبيهات .
7 ـ منزلته الشعرية
أكثر شعراء العرب إجلالاً وتقديراً :
أ ـ شعره تناوله الدارسون قديماً وحديثاً .
ب ـ تعلق الناس بشعره ، وتكرار قراءتهم له ، شعره مرآة كل العصور العربية ، يجد
القارئ فيه ذاته:
1 ـ في الشدة والرخاء . 2 ـ في القوة والضعف .
3 ـ الطموح والانكسار . 4 ـ والتمزق والاتحاد .
ج ـ يتمثل الناس شعره لأنه تعبير عن التجارب الإنسانية عامة ، والتجربة العربية
خاصة .
والمتنبي قتله بيت من الشعر ، وهو البيــت الذي جمع فيه مفاخر الرجال ، والذي يقول
فيه
الخيل والليل والبيداء تعرفني والسيف والرمح والقرطاس والقلم
فناداه فاتك عند هروبه بعد تكاثر رجال فاتك عليه ، وقال له ألست القائل ...
، فعاد وقاتل حتى قتل .
مناقشة عدد من الأسئلة المهمة في درس المتنبي
س 1 ـ افتخر المتنبي بنفسه لسببين الأول : تواضع مستوى أهله الاجتماعي
والسياسي والاقتصادي . والثاني اعتداد المتنبي بنفسه وبصفاته مثل : الفصاحة
والفروسية ، وهو المعروف بفارس السيف والقلم .
وإن عمرت جعلت الحرب والدةً والسمهري أخاً والمشرفي
أبا
أنا ترب الندى ورب القوافي وسمام العدى وغيظ
الحسود
أنا في أمـــة تداركها الله غريب كصــالح في
ثمود
س 2 ـ قيل : إنه لقب بذلك لـ :
1 ـ إدعائه النبوة .
2 ـ لفطنته وذكائه .
3 ـ ولقوله : أنا ترب الندى ورب القوافي وسمام العدى
وغيظ الحسود
أنا في أمـــة تداركها الله غريب كصــالح في
ثمود
س 3ـ من العوامل التي أثرت في شخصية المتنبي :
1 ـ كثرت التنقل .
2 ـ البيئة الفصيحة في بداوة السماوة والكوفة .
3 ـ مرافقته لسيف الدولة .
4 ـ طموحه الشخصي .
س 4 ـ أ ـ المُِِدام : الخمر ، ويقال المُدامة .
الرُّغام : التراب ، ويقال ألقاه في الرغام : أذله وأهانه .
المَعْدِن : مكان كل شي فيه اصله ومركزه .
موضع استخراج الجوهر كالذهب ونحوه .
ويقال فلان معدن الخير والكرم : أي مجبول عليها .
ب ـ وعمر مثل ما يهب اللئام : أي عمر قصير . لئيم عكس كريم ، وما
يعطيه اللئيم قليل جداً لا يذكر، وقد أبدع المتنبي بتشبيه عمره القصير بما
يهب اللئيم .
ج ـ عاطفة الضجر والسأم .
د ـ لهم جثث كبيرة ولكن عقولهم خاوية ضعيفة .
ه ـ ( صغار ـ ضخام ) طباق إيجاب .
و ـ سبه نفسه بالذهب الذي يختلط بالتراب ، وهو بالتالي له ليس منهم
رغم عيشه معهم .
ز ـ التعالي والتكبر .
ح ـ 1 ـ النفي . 2 ـ المصولة .
ط ـ فؤاد : مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم .
جثث : مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة تنوين الضم .
الرغام : نعت ( صفة ) مرفوع وعلامة رفعه الضمة .
ي ـ نشاط خارجي .
س5 ـ 1 ـ بدر بن عمار . 2 ـ أبو العشائر الحمداني . 3 ـ سيف الدولة .
س6 ـ لم يجد عندهم ما يقنع من صفات الفروسية والقيادة حتى وصل سيف الدولة
الذي رأى فيه الفارس الأديب القائد .
س7 ـ أ ـ أبو العشائر .
ب ـ الذي أغرى المتنبي بالبقاء ما وجده في سيف الدولة من سمات
الفروسية والقيادة حتى وصل سيف الدولة الذي رأى فيه الفارس الأديب القائد
المنقذ للأمة المحقق لآمالها .
س8 ـ رسم المتنبي بالكلمة ملاحم سيف الدولة وانتصاراته على الروم .
أ ـ الكرام ، الكرماء : جمع كريم ، وهو الشخص الذي يقدم المكارم .
المكارم : جمع مكرمة : والمكرمة فعل الخير .
الكرم : الجود ، أعطى بسهولة .
العظام : جمع عظيم ، وهو الكبير الفخم .
العظائم : جمع العظيمة ، وهي الشي الكبير الفخم الذي يقوم به الإنسان
العظيم .
ب ـ الردى : الهلاك : السقوط : الموت .
كلمى : جمع كليم ومكلوم ، وهو الجريح .
الصوارم : جمع صارم ، وهو السيف القاطع الماضي .
ج ـ كانت عادة الوقوف على على الأطلال من عادة الشعراء في العصر الجاهلي وقد
فرضتها طبيعة الحياة في ذلك العصر من غلبة حياة البداوة وما يرافقها من تنقل
يترك آثاراً ( الأطلال ) فيمر الشاعر بعد زمن ، فيشاهد الأطلال فتهيج فينفسه
الذكريات ، فيذكر الطلل وأصاحبه ، أما المتنبي فقد عاش في العصر العباسي حيث
ظروف الحياة مختلفة ؛ لذلك لم يقف على الأطلال .
د ـ الحكمة في البيت الأول واضحة ، فالأمور العظيمة لا يقوم بها إلا العظماء
، وكلما عظم الرجل عظمت عزيمته وجاء بالأمور الكبيرة التي لا يستطيعها كل
الرجال . وكذلك المكارم تكبر وتعظم المكارم كلما عظم الرجل وازداد كرمه .
وهذا الحال ينطبق على سيف الدولة فهو الرجل العظيم الذي يأتي بالأمور العظيمة
مثل الفتح الكبير والانتصار العظيم الذي حققه في معركة الحدث الحمراء .
هـ ـ 1 ـ علاقة البيت الثاني بالأول تأكيد وتعزيز .
2 ـ العلاقة بين شطري البيت الثاني قائمة على التضاد في المعنى .
و ـ رجل عظيم ـ وكريم ـ وشجاع ـ متزن
ز ـ يصور الشاعر الردى ( الموت ) بإنسان نائم ، وسيف الدولة يقف في جفنه .
وهي صورة توحي بكثرة الموت ، وشدة المعركة ،وشجاعة سيف الدولة وإقدامه .
ح ـ أعدَّ السيوف القاطعة الماضية القوية ، وهي إشارة إلى إعداد سيف الدولة
للمعركة إعداداً جيداً .
س9 ـ الأسباب التي أدت إلى القطيعة أنَّه كان للمتنبي صفات أثارت نقمة حساده
من الشعراء والأدباء فتآمروا عليه عند الأمير فمال عن ( ابتعد عنه وأهمله )
المتنبي من هذه الصفات :
1 ـ كثير الاعتداد بنفسه .
2 ـ كثير التعاظم على خصومه .
3 ـ يتقاسم مع ممدوحه ما يصفه به من شجاعة وقوة وكرم وهمة .
س10 ـ 1 ـ طمعه بالولاية .
2 ـ لم يحقق ؛ لأن كافور كان يخاف طموح المتنبي .
3 ـ من سمات هجاء المتنبي لكافور غلبة التعرض لشخص كافور في خلقه
وعرضه .
س11 ـ ذاتيته : نفسه ومشاعره .
س12 ـ لقي المتنبي حظوة عند ابن العميد وأغدق عليه الجوائز .
س13 ـ المتنبي قتله بيت من الشعر ، وهو البيـت الذي جمع فيه مفاخر الرجال ،
والذي يقول فيه
الخيل والليل والبيداء تعرفني والسيف والرمح والقرطاس
والقلم
فقد ناداه فاتك عند هروبه بعد تكاثر رجال فاتك عليه ، وقال له ألست القائل
... ، فعاد وقاتل حتى قتل .
س14 ـ
أ ـ 1 ـ شاعريته ( قدرته على نظم الشعر ) ، علو كعبه في مجال الشعر .
2 ـ تميز شعره بحيث يعجز الناس عن الإحاطة به ، وهذه إشارة إلى تميز
لغة شعره نحواً وصرفاً وبلاغةً .
3 ـ أدبه وفروسيته .
4 ـ كمال أخلاقه وحسبه ونسبه ،ة وترفعه على خصومه .
ب ـ 1 ـ قوة الألفاظ ومتانة التراكيب .
2 ـ قوة الموسيقى والجرس الملائم لروحه وصفاته .
3 ـ قوة الخيال وسعته .
ج ـ راجع س13 .
س15 ـ
1 ـ غلب على شعر المتنبي .
2 ـ تعدد الممدوحين : سيف الدولة ، كافور الإخشيدي ، بدر بن عمار ...
3 ـ تميز بصدق العاطفة مع سيف الدولة . ويعود هذا لإعجابه بسيف الدولة .
4 ـ مدح مبطن بالهجاء لكافور . كرهه لشخص كافور ، وكافور لم يكن يفهم العربية
جيداً .
5 ـ يقسم قصيدته بينه وبين ممدوحيه ، خصوصاً قبل أن يلتقي بسيف الدولة .
6 ـ سمات وصفه الفنية : حي الشعور * غزير المعاني * تنعكس فيه شخصيته الطموحة
السامية * مزيج من الحكمة والمدح وشكوى الدهر أحياناً .
سيعلم الجمع ممن ضم مجلســنا بأنني خير من
تسعى به قـــدم
ومنها ما أبعد العيب والنقصان عن شرفي أنا الثريا
وذان الشيب والهــرم
أعيذها نظرات منك صــــادقة أن تحسب الشحم
فيمن شحمه ورم
ومنها أزل حسد الحســـاد عني بكتبهم فأنت الذي
صيرتهم لي حســدا
س16 ـ حين اختلت العلاقة بين سيف الدولة والمتنبي ، ضاع المتنبي لأنه فقد
الإنسان الذي أحب ووجد فيه انعكاس لصورته ، فسيف الدولة عربي فارس أديب ، رأى
فيه المتنبي أمير حلب المنقذ للأمة من أعدائها، الممثل لآمالها وطموحاتها.
كما فقد المتنبي واحداً من أكثر الناس تقديراً لشعره وفروسيته . كما يمثل شعر
المتنبي الزاماً بقضايا الأمة وآمالها .
وفي المقابل فقد الحمدانيون أفضل من صور بطولاتهم وبث فيهم روح
التضحية والشجاعة ، فبدت صورتهم باهتة ضعيفة . ولكنه فيما قال فيهم خلدهم
وخلد بطولاتهم ، بحيث لا يستغني مؤرخ عن شعر المتنبي عند الحديث عن
الحمدانيين وسيف الدولة .
س17 ـ صح 1 + 3 + 5
س18 ـ يبدو المتنبي من خلال شعره :
1ـ قوي النفس .
2ـ صاحب أنفة وكبرياء .
3ـ يعاف الدنايا .
4ـ يترفع عن اللهو والمجون ؛ لأنه يرى فيه ضياعاً لقدره ، وهدراً لكرامته .
5ـ حريص على جمع المال . ( لاحظ في الدنيا لمن قل ماله ) ؛ لأن المال سبب
أسباب القوة .
6ـ كان يرى الحياة صراعاً الغلبة فيها الأقوياء ؛ لهذا اعتنق فلسفة القوة
وتغنى بها ليبلغ ما يريد :
عش عزيزاُ ومت وأنت كريم بين طعن القنا وخفق البنود
أبداً أقطع البلاد ونجمي في نحوس وهمتي في سـعود
19 ـ كان يرى الحياة صراعاً الغلبة فيها الأقوياء ؛ لهذا اعتنق فلسفة القوة
وتغنى بها ليبلغ ما يريد :
عش عزيزاُ ومت وأنت كريم بين طعن القنا وخفق البنود
أبداً أقطع البلاد ونجمي في نحوس وهمتي في سـعود
لم يحقق ما يصبو إليه .
على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام
المكارم
وتعظم في عين الصغير صغارها وتصغر في عين العظيم العظائم
وقفت وما في الموت شـــك لواقف كانك في جفن الردى
وهو نائم
تمر بك الأبطال كلمى هـــــــزيمة ووجهــك وضاح
وثغرك باســم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق