الأحد، 10 نوفمبر 2019

                               أوشو (عن الله)...


                             
  

الله ليس بشخص....

هذا سوء فهم عظيم...

ولقد ساد طويلا حتى أصبح وكأنه حقيقة...

فحتى الكذبة أن رددت بشكل متواصل ولقرون

فلا بد ان تظهر على انها حقيقة.....



الله حضور ....

وليس شخصا...

ولذا فأن كل أنواع العبادة هي محض غباء....



الصلة (التقوى) مطلوبة

لكن ليس الصلاة ....

فليس هناك أحد لتصلي له...

ولا جود لإمكانية اي حوار بينك وبين الله....

فالحوار يكون بين شخصين ...

والله ليس شخصا....

بل حضور....

هو كالجمال..

كالمرح..





الله وببساطة يعني الألوهة...

وبسبب هذه الحقيقة أنكر بوذا وجود الله...

فهو أراد أن يشدد على أن الله هو نوعية ...

تجربة... مثل الحب...

فلا يمكنك أن تتحدث عن الحب..

يمكن أن تعيش الحب... لكن



و لا حاجة لبناء معابد للحب....

لا حاجة أن ترفع تماثيل للحب

ومن ثم تنحني لها...

فهذا سيكون محض هراء..!!!



وهذا ما يحدث في الكنائس والمعابد والجوامع....



لقد عاش الأنسان بانطباع أن الله شخص

وبهذا حصلت مصيبتين....

الأولى أن ما يدعى المتدينين

أولئك الذين يظنون أن الله شخص ما في السموات

ويجب عليك أن تقدسه...

وأن تقنعه ليمنحك العطايا...

 ليساعدك لتحقق رغباتك...

وينجح طموحاتك...

ليعطيك الثروة في هذا العالم

وفي العالم الأخر......



وهذا كان محض إضاعة للوقت والجهد....



على الجانب الاخر

هناك أناس فهموا هذا الغباء وأصبحوا ملحدين ...

بدؤوا ينكرون فكرة وجود الله......

بطريقة ما كانوا على حق...

لكنهم ارتكبوا خطأ أيضا

فهم لم ينكروا شخصية الله (الإله المشخص)

بل بدؤوا ينكرون تجربة الألوهة...



المتدينون على خطأ....

والملحدون على خطأ.....

وما نحن بحاجة له

رؤية جديدة تحرر الأنسان من كلا السجنين.....



الله هو التجربة الامتناهية للصمت....

للجمال...

للنعمة....

هو حالة من الأحتفال الداخلي ....



و ما أن تبدء ترى الله

على أنه الألوهة....

حتى يكون هناك تغير جزري في أسلوبك...

بعد ذلك لن تنفع الصلاة

يصبح التأمل هو الطريق.......



يقول مارتن بيبر أن الصلاة هي عبارة عن حوار

عندها فالعلاقة بينك وبين الله هي علاقة

"أنا و أنت" وبهذا تبقى الازدواجية...

بوذا اكثر قربا للحقيقة....

هو يقول اسقط كل ثرثرة العقل

فأنت تخرج من العقل كما تخرج الأفعى من جلدها القديم

وتصبح صامتا بعمق......



المسألة ليس مسألة حوار ثنائي

ولا مسألة مونولوج (حوار فردي)

فما أن تختفي الكلمات من وعيك...

ولا يبقى لك أي رغبة...

لطلب المساعدة لتحققها..

لا طموحات لتصل لها...

عندما تصبح هنا والأن...

في تلك الحالة من السكينة....

في ذاك الهدوء....

تصبح مدركا لنور هذا الكون....







عندها فأن الاشجار والجبال والأنهار والناس

ستظهر محاطة بهالة رقيقة....

و يشعون بالحياة

فهي نفس (طاقة) الحياة ولكن بهيئات مختلفة.....

هو كون واحد يزهر في ملايين الصور

في ملايين الأزهار.....

تلك هي تجربة الألوهة

وهي من الحق الطبيعي للجميع

فأنت أصلا جزء منها علمت ذلك أم لم  تعلم

الأحتمالية فقط

في أنك لم تتعرف عليها أو تعرفت عليها.....



و الفرق بين الأنسان المستنير والأنسان الغير مستنير

هو ليس بالنوعية....

فهما طبق الاصل...

هنالك فرق بسيط فقط

الأنسان المتنور واع

يعرف أن المطلق منتشر في الكل

 يتخلل الكل

يخفق في الكل

ينبض في الكل......



هو يعرف نبض قلب الكون

يعرف أن الكون ليس بميت

فهو (الكون) حي

وتلك الحيوية هي الله...



فالأنسان الغير مستنير هو نائم....

نائم وغارق بالأحلام....

وهذه الأحلام تعمل كحاجز

فلا تعطيه فرصة أن يرى حقيقة أمره

وبالطبع...

إن كنت غير واع لحقيقة أمرك

فيكف لك أن تعي حقيقة الأخرين؟؟

فلا بد للتجربة الأولى أن تحدث بداخلك.....



فما أن ترى النور في داخلك....

لتصبح قادرا على أن تراه في كل شيء....



 لهذا لابد لله أن يحرر من مصطلحات الشخصنة

فالشخصية سجن...

ولابد أن يحرر الله من كل شكل

حتى يكون في كل الأشكال

يجب ان يحرر من الأسماء

لتكون كل الاسماء له...



عندها يعيش المرء الصلاة

لا يحتاج أن يصلي

أن يذهب للمعبد....للكنسية...

أين ما حل يكون مصليا...

بكل ما يفعل يكون مصليا...

وبتلك الصلة....

يخلق معبده....

فهو يتحرك في كل مكان و معبده يحيطه....

في أي مكان يجلس يصبح مكان مقدسا....

وكل ما يلمس يصبح ذهبا....

إن صمت فصمته من ذهب

وأن تكلم فأغنيته من ذهب...

أن جلس وحيدا فوحدته ربانية

وأن كان في أي علاقة

فعلاقته ربانية...



الشيء الاساسي

والشيء الأكثر جوهرية

هو أن تكون واع لأعماق داخلك

لان هذا هو سر الكون بأسره....



وهنا تكمن الأهمية الكبيرة للأبونشاد (كتاب مقدس لدى الهندوس)

فهو لا يتكلم عن الله...

بل عن الألوهة...

ولا يكترث بالصلاة

وكل ما يشدد عليه هو التأمل....



للتأمل جزءان

البداية والنهاية

البداية تسمى "ديانا" والنهاية تسمى "سمادي"

"ديانا" هي البذرة

و "سمادي" هي الزهرة



تعني الديانا أن تكون واعيا لعمل العقل

كل طبقات العقل

ذكرياتك... رغباتك... أفكارك... أحلامك...

أن تكون واعيا لك ما يحدث داخلك



فالديانا هي الوعي....

والسمادي هي الحالة عندما يصبح الوعي عميقا جدا

وكليا جدا فيكون كالنار

ويعمل على استهلاك كامل العقل ووظائفه

فيلتهم الأفكار والرغبات والطموحات والأمال والأحلام...

يلتهم كل الأشياء التي تملئ العقل....

فالسمادي هي الحالة التي تكون فيها وعيا

ولا يوجد أي شيء في داخلك لتكون واعيا له.....

الشاهد هناك

لكن لا يوجد شيء ليشاهد....



أبدء بالديانا...

بالتأمل...

وستنتهي بالسمادي ....بالنشوة...

وستعرف ما الله...

فهو ليس بفرضية...

هو تجربة...

عليك ان تعيشها وتلك هي الطريقة الوحيدة لتعرفه.....


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق