الأربعاء، 13 نوفمبر 2019







المعنى الحقيقي لكلمة “جنس”: في حَضرَة “أوشو”


            لطالما  سمِعْنا  بأنّ  اهتمام  عِلم“التانترا”  ينصَبُّ  دوماً  


            على  الطاقة  الجنسية  والتقنيات التي تخُصُّ  مقام  الجنس،


              إلّا أنك  تقول  بأنّ  “التانترا” عِلم  يشمُلُ جميع  المقامات.

pink rose


    *أوّل ما عليْك فَهمه هو الطاقة الجنسية. بالنسبة لك فإنّ الطاقة الجنسية
    هي جُزء، جزءٌ واحد، بُعْدٌ واحد لقوة الحياة، ولكنّ فَهم “التانترا”واكتشافها
    للطاقة الجنسية بلغَ عُمقاً أبصَرَت من خلاله أن الطاقة الجنسية تُعادِلُ
    الحياة. الطاقة الجنسية ليست جُزء ولا بُعد، بل إنها الحياة نفسها.لذا
    فحين تستخدم “التانترا” مصطَلَح الطاقة الجنسية فهي تعني طاقة الحياة.*


    *الأمر نفسه ينطبقُ على مفاهيم فرويد للطاقة الجنسية. لقد أساء الغرب
    فَهم فرويد وبشدّة، فتراءى للناس بأنه يحوِّل الحياة إلى كونها جنس في جنس
    لا أكثر ولا أقلّ وبأنّ الحياة تُختَصَر بالجنس، ولكنه كان يقوم بفعل ذات
    الشيء الذي لطالما فعَلَتْهُ “التانترا” على مرّ الأزمنة والعصور. الحياةُ
    جنس. وكلمة جنس هنا غير محدودة بالتكاثر، بل إنّ لعبة طاقة الحياة من
    خلال التجسد والفناء بأكملها هي جنس. التكاثر ليس إلا جزء من هذه
    اللعبة. متى ما التقَت طاقتان “سالبة وموجِبة” سوف يبدأ الجنس.*


    osho1228


    *صعبٌ عليك أن تفهم. أنت الآن تُصغي إليّ مثلاً، فإنْ سألْتَ فرويد أو أسياد
    التانترا المستنيرين فسوف يُخبروك بأنّ الإصغاء هو حال تلَقّي، هو حال
    أنثوي، وبأنّ التحدُّث هو حال ذكَري. الحديث لك هو دخولٌ فيك وأنت تتلقّى هذا
    الحال. يوجَدُ حدوث لفِعلٍ جنسيّ بين المتكلِّم والمستَمِع لأنّ المتكلِّم يحاولُ
    الدخول فيك وأنتَ تتلقّى ما يقوله. قد أصبحَت الطاقة بداخل المُصغي أنثوية،
    وإن لم يصبح المُصغي طاقة أنثوية فلن يحدُث الإصغاء. لأجل هذا السبب على
    المُصغي أن يكون مُتَلَقِّياً مُسترخياً فاتحاً أبوابه. لا يجب أن يفكّر وهو يُصغي
    لأنّ التفكير سيجعله فعّالاً يقومُ بفِعل. عليه أن يُصغي فقط أثناء الإصغاء
    دون أن يقومَ بأيِّ شيءٍ آخر. عندها فقط تنتقلُ الرّسالة فتدخلُه وتصِلُه لتُنير
    كيانه. لكنّ المُصغي أصبح في هذه الأثناء طاقة أنثوية.*


    *التواصل لا يحدث إلا إذا كان أحد الأطراف ذكَراً والطرف الآخر أنثى،
    وإلا فالتواصل معدوم ومفقود. متى ما التقى السالِب والموجِب، حدث
    الجنس.قد يتمّ الحدث على المستوى الجسدي فتلتقي الكهرباء السالبة
    بالكهرباء الموجبة ويحدثُ الجنس. متى ما التقَت الأقطاب، الأضدّاد، فهو
    الجنس.الجنسُ إذاً حال واسع شاسع لا حدّ له وليس محدوداً بالتكاثر
    فقط.التكاثر ليس إلّا نوع واحد لظاهرة يشملها الجنس ويحتويها. تُسِرُّ
    التانترا فتقول بأنّه لدى بلوغك حال النّعمة المُطْلَقة والنشوة الأبعد من
    الأبعاد داخلك، فهذا يعني بأنّ كِلا القُطبين السالب والموجب بداخلك قد
    التقيا فالتحَما وتوَحَّدا لأنّ كل إنسان هو إمرأة ورجل من الداخل فقد وُلِدَ
    نتيجة التقاء الأضدّاد، من الأب والأم. كلّ إنسان هو نصف أمّه ونصف
    أبيه.عندما يلتقي كلاهما بداخلك، تحدث نشوة أبعد من الأبعاد.*


    *قد كان بوذا في حال نشوةٍ داخلية أبعد من الأبعاد هو يجلسُ تحت
    شجرته. إلتقَت القوى الداخلية وذابَت في بعضها. الآن لا حاجة له للعثور
    على إمرأة في الخارج لأنّ لقاءه بالمرأة الداخلية وذوبانه فيها قد
    حدث.وبوذا ليس بمُتَعَلِّق ولا غير–متعلِّق بالمرأة خارجه، لا قريب ولا
    بعيد. ليس لأنه يتّخذُ موقفاً ضدّ المرأة، بل لأنّ المقام الأعظم والمُطْلَق قد
    تجلّى داخله. لا حاجة الآن لإمرأة خارجه. إكتمَلَت الدائرة وأصبحت كُلّاً
    واحداً.وهذا سبب في النعمة والجمال والكمال الذي يظهرُ على وجه بوذا. إنه
    جمال وجلال وكمال الإكتفاء والإكتمال. إشباعٌ عميق يفيضُ داخل الكيان
    ساريةً أنهاره بنعمةٍ وخفّة مُعلِنَةً اكتمال الرحلة. قد بلغَ المصيرَ الأعظم،
    المصير المُطْلَق فما تبقّى شيء. التقَت القوى الداخلية فتنَحّى الصِّراع وغاب
    إلى الأبد. ولكنّها ظاهرة جنسية. التأمّل ظاهرة جنسية، لذا قيلَ بأنّ
    التانترا في أساسها قائمة على الجنس، متجذّرة في الجنس وأنّ جميع
    تقنيّاتها هي تقنيّات جنسية.*


    *بالحقّ، لا وجود لتقنيّة تأمّل لا–جنسية. لكن عليك أن تُدرك وتفهم
    المساحات الشاسعة الواسعة التي تحويها كلمة “جنس“. إنْ لم تفهم فسوف
    يراودُك اضطراب ومن الإضطراب سيولدُ سوء فَهم.*


    *لذا فمتى ما ذكَرَت التانترا “الطاقة الجنسية” فهي تعني “طاقة
    الحياة”نفسها. المعنى واحد. إنّ ما نُسمّيه بالجنس هو بُعْدٌ واحدٌ من أبعاد
    طاقة الحياة. هناك أبعاد أخرى. هل رأيتَ البذرة وهي تتحوّل إلى شجرة
    لتُزهر الشجرة فتزورها الطيور وتتّخذها سكَناً لها؟ إنها ظاهرة جنسية. هي
    الحياة تُجَسِّدُ نفسها بطرُقٍ عِدّة. تغريد الطّيور هو دعوة جنسية. الزهرة التي
    تجذبُ الفراشات والنّحل إنما تقوم بدعوةٍ جنسية لأنّ النحل والفراشات سوف
    يحملون بذور التكاثر. النجومُ تتحرّك في الفضاء…. لم يبحث أحد في هذا
    الموضوع في الزمن المعاصر، لكنه واحدٌ من أقدم وأعتق مفاهيم التانترا
    بأنّ الفضاء يحوي كواكبَ ذكَريّة وكواكب أنثوية، وإلّا فالحركة
    مستحيلة. الحركة تحدثُ في وجود الأقطاب. وجود الضدّ مطلوب لأجل خَلق
    المغناطيسية، لأجل خَلق الجَذب. الكواكب هي إناث وذكور. كلّ شيء مقسوم إلى
    أقطاب. وما الحياة سوى الإيقاع والتناغم والتوازن بين هذين النّقيضيْن
    والضدّين. التنافر والانجذاب، الإقتراب والفراق… إنه الإيقاع.*


    *قد استخدمَت التانترا كلمة “جنس” متى ما التقَت الأضدّاد. هي ظاهرة
    جنسية. وكيف لكَ بحَثِّ نقيضيْكَ الداخليين على اللقاء؟ هذا هو هدف التأمل
    الحقيقي الوحيد. لذا فإنّ تقنيات التأمل جميعها هي تقنيات جنسية لأنها
    محاولة لإتمام اللقاء بين القوة الأنثوية والقوة الذكرية داخلك. لكن
    عليك أن تفهم المساحات الشاسعة الواسعة لمعنى كلمة “جنس“.*

*أوشو المستنير *
*احتفال من قلب وحال بشار*
*
* *كوتش رشيد ديباك شوبرا لويس هاي ايكارت تول تنمية بشرية الذات فائض
احتمال محمد هندا جنس روحي تانترا يوغا واين داير تاو تاوية الديانة مقارنة
الجاذبية روحانية قوانين الروحية السبع الجاذبية *






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق