الاثنين، 10 ديسمبر 2012

ابن رشد


                                                   ابن رشد 

هو أبو الوليد محمد بن أحمد ابن رشد الذي ولد وتوفي في الفترة (1126 -
1198) وهو فيلسوف وطبيب وفقيه من أصل عربي أندلسي ولد بقرطبة، وحذق في
العلوم الشرعية والعقلية، ولى القضاء في مدينة إشبيلية، ثم في قرطبة، فشغل
منصب أبيه وجده، وأصبح يلقب بقاضي قرطبة.. لقب ابن رشد ب(الشارح) لشرحه كتب
أرسطو، بتكليف من أمير الموحدين (أبي يعقوب يوسف) ، الذي عرف ابن رشد عن
طريق ابن طفيل، فأكبره وقربه منه. وعندما أصبحت الفلسفة موضعاً للسخط، اضطُهد
ابن رشد، ونفى في (أليسانة) قرب قرطبة، ثم عفا الأمير عنه، فعاد الفيلسوف
إلى مراكش، حيث عاجلته المنية هناك.
شرح ابن رشد كتباً كثيرة لأرسطو منها (الطبيعيات) و (السماء) و (العالم) و
(الكون والفساد) و (الآثار العلوية) و (النفس), ومن أهم شروح ابن رشد:
(تفسير ما بعد الطبيعة لأرسطو).
أهم مصنفاته الفلسفية: (تهافت التهافت) الذي رد فيه على كتاب الغزالي
(تهافت الفلاسفة) وقد عنى الفيلسوف بالتوفيق بين الفلسفة والدين، وبإثبات
أن الشريعة الإسلامية حثت على النظر العقلي وأوجبته، وأنها والفلسفة حق
والحق لا يضاد الحق، بل يؤيده ويشهد له ، ولهذا وضع رسالتين: أحدهما (فصل
المقال فيما بين الحكم والشريعة من الاتصال) والأخرى (الكشف عن مناهج
الأدلة في عقائد الملة) وله في الطب كتاب (الكليات) الذي كان له شأن في
العصور الوسطى وقد ألفه ليقابل به كتاب (التيسير) لمعاصره أبي مروان بن زهر
الذي عني ببحث الجزيئيات.
تدور فلسفة ابن رشد على قدم العالم وأنه مخلوق، وأن الخلق خلق متجدد، به
يدوم العالم ويتغير، وأن الله فاعل الكل وموجده، والحافظ له، وذلك بتوسط
العقول المحركة للأفلاك.
وعنده أن علم الله منزه عن أن يكون علماً بالجزيئيات الحادثة المتغيرة
المعلومة أو علماً بالكليات التي تنتزع من الجزيئيات، فكلا العلمين
بالجزيئيات والكليات حادث ومعلول، أما علم الله فعلم يوجد العالم ويحيط به،
فيكفي أن يعلم الله في ذاته الشيء ليوجد، ولتدوم عناية الله به، وحفظه
الوجود عليه.
وعنده أن العقل الفعال، الذي يفيض المعقولات على العقل الإنساني، أزلي وأن
العقل الإنساني، بحكم اتصاله بالعقل الفعال وإفاضة هذا العقل عليه، أبدى هو
الآخر، أما النفس، فصورة الجسم تفارقه وتبقى بعده منفردة وأما الجسد الذي
كان سيبعث فهو ليس عين الجسد الذي كان لكل إنسان في الحياة، وإنما هو جسد
يشبهه، وأكثر كمالاً منه.
يرى ابن رشد أن يعمل الإنسان على إسعاد المجموع، فلا يخص شخصه بالخير
والبر، وأن تقوم المرأة بخدمة المجتمع والدولة، كما يقوم الرجل، وأن
المصلحة العامة هي مقياس قيم الأفعال من حيث الخير والشر وإن كان العمل
خيراً أو شراً لذاته، وكان العمل الخلقي هو ما يصدر عن عقل وروية من الإنسان.
وليس الدين عنده مذاهب نظرية، بل هو أحكام شرعية، وغايات خلقية، بتحقيقها
يؤدي الدين رسالته، في خضوع الناس لأوامرهن وانتهائهم عن نواهيه.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق