الجمعة، 7 ديسمبر 2012

ما هي السعادة


  *ما هي السعادة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟*
------------------------------------------------------------------------

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السعادة
الدلالة الاولية اليوميية
يختلف الناس في تمثلهم للسعادة.فهناك من يربطها بالثروة و الجاه و النفوذ و
تحقيق المتعة في شتى اشكالها.و هناك من يربطها بحسن السيرةمن حياة كريمة و
معتدلة و منسجمة.و هناك من يربطها بسعادة الفرد و من يراها في سعادة المجموع.
و عموما يمكن القول ان التمثل الاجتماعي للسعادة يهيمن عليه المعنى المادي
الذي يرى في السعادة ضربا من ضروب المتعة الجسدية و هذا ما يطرح اكثر من
علامة استفهام؟؟؟؟؟
الدلالة اللغوية
يمكن ان نستنتج من تحليل الالفاظ التي اشتق منها مفهوم السعادة ان هذا
المفهوم يقترنبالارضاء و الارواء و الاشباع.
الدلالة الفلسفية
تتحدد السعادة كحالة ارضاء تام للذات يتسم بالقوة و الثبات و يتميز عن
اللذة للحظيتها و عن الفرح لحركيته فكيف تتحدد طبيعة هذا الارضاء؟اهو مادي
ام عقلي ام وجداني؟و الى اي حد يمكن فصله عن الفرحة و اللذة؟اليس كل ما من
شانه ان يسعد الانسان يمتعه و يفرحه؟ام قد تحضر السعادة بتغييب اللذة و
الفرح و اقصائهما؟؟؟؟
السعادة في المنظور الفلسفي
السعادة في المنظور الفلسفي اليوناني "افلاطون و ارسطو"
قسم افلاطون النفس البشرية الى 3 قوى نفس شهوانية و نفس غضبية و نفس
عاقلة.و راى بان خير الانسانية يتمثل في خضوع القوة الشهوانية و الغضبية
للقوة العاقلة.فسعادة الانسان تتجلى في الاصغاء لصوت العقل.
ان الفلاسفة في نظر افلاطون و حدهم سعداء لانهم وحدهم قادرون على فك
الاغلال و القيود ووحدهم قادرون على ادراك عالم المثل حيث السعادة الابدية.
اما "ارسطو"فيرى هو الاخر ان السعادة الحقة انما تتحقق بفضل ذلك الفعل
الوحيد الذي ييحقق انسانية الانسان و بالتالي يميزه عن باقي الكائنات
الاخرى .ولا شك ان العيش او الحياة الغذائية ليست الفعل الاساسي للانسان
لانه فعل يشترك فيه مع النبات و الحيوان.ويبقى فعل التفكير و الحياة
العقلية خاصية مميزة للانسان يحقق الانسان من خلاله انسانيته و بذلك تكون
السعادة هي موضوع النفس (العاقلة)بحسب كمالها الاقصى.
السعادة في المنظور الفلسفي الاسلامي "الفرابي و الرازي"

نظرية الفرابي في السعادة(نظرية الفيض)
يعرف الفرابي السعادة قائلا"السعادة هي ان تصير نفس الانسان من الكمال في
الوجود بحيث لا يحتاج في قوامها الى مادة.و ذلك ان تصير في جملة الاشياء
البريئة عن الاجسام وفي جملة الجواهر المفارقة للمواد و ان تبقى على تلك
الحال دائما". واضح من خلال هذا التعريف ان تصور الفرابي وفلاسفة الاسلام
عموما يتاسس على النظر الى الانسان من خلال ثنائية نفس/جسد.ذلك انهم مجدوا
النفس و ربطوا تحقيق السعادة بمدى تجاوز عوائق البدن و تطهير النفس من
الرذائل و الشهوات الخسيسة التي قد تعلق بها.فبقدر ما تلتبس النفس بالبدن و
تتدنس بملذاته بقدر ما يبتعد الانسان عن قبول الفضائل و ينخرط بالتالي في
الشقاء و الشر.
بهذا تتحدد عند الفرابي الصبغة النظرية للسعادة فهو يشترط الحكمة او
الفلسفة للوصول اليها مثلما هو الحال عند "افلاطون و ارسطو" الذين جعلا
السعادة الحقة موقوفة على الفلاسفة و على الجانب النظري من حياة الانسان و
الحكمة هي الطريق لتحصيلها.و من ظن انه يصل اليها بغير تلك الطريقة فقد ظن
باطلا و بعد عن الحق كثيرا.
نظرية الرازي في السعادة
على نفس منوال الفرابي يسير الرازي.فهو يعلي من شان اللذة العقلية على حساب
اللذة البدنية التي تظل حقيرة في نظره.و تاتي هذه المفاضلة في سياق فلسفي
ينتصر عموما للتوجه الافلاطوني الارسطي.فانطلاقا من هذا يرى الرازي ان
سعادة الانسان لا ترتبط ابدا بمدى ارضاءه لملذلته الحسية و ذلك لاعتبارات
كثيرة منها ان اللذة البدنية يشارك فيها الانسان جميع الحيوانات كلذة الاكل
و الشرب.هكذا ابرز الرازي ان الاشتغال بقضاء الشهوات ليس من السعادات و
الكمالات ولا من دفع الحاجات.ذلك الدفع الذي قد يتفوق فيه الحيوان عن
الانسان مثل قوة الغضب و كثرة الاكل و الشرب.
السعادة في المنظور الصوفي
يتم تحصيل السعادة في الفلسفة كما اسلفنا بممارسة العقل و التامل في الذات
و الموجودات فتكون بذلك السعادة تاملية تتحقق بالادراك العقلي .اما بالنسبة
للمتصوفة فان السعادة تاتي من خلال مجاهدة النفس و القول بروحانيتها.فقد
انتقد الصوفية الفلسفة و العقل و الممارسات المنطقية الاستدلالية و اعتبروا
العقل قاصرا عن ادراك الحقائق الالهية.من هنا سيكون الالهام و الاشراق
طريقين للسعادة.
ان طريق السعادة في التصوف هو مجاهدة الجسد بكبح رغباته و مطالبه و العمل
على التحرر و الانعتاق منها و الاعراض عن الدنيا و عن زخرفها و بهرجتها و
الاقبال كلية على الحق(الله).فالمتصوفة اذن يؤمنون بالسعادة و يرون ان
طريقها الاوحد هو الباطن الذي لا يدركه اصحاب النظر و الدهشة و الحيرة
الفلسفية .
هكذا نخلص الى ان الموقف الفلسفي و الصوفي يلتقيان في اشياء و يختلفان في
اخرى .يلتقيان عند نقطة واحدة هي احتقار اللذة البدنية و اعتبار الجسد مصدر
شقاء الانسان و انه يشكل عائقا يحول دون الانسان و دون سعادته.و يختلفان
حول طريق تحصيل السعادة فهو العقل و التامل بالنسبة للفلاسفة و الالهام و
الاشراق بالنسبة للمتصوفة.كما يختلف تمثلهما للسعادة ففي الوقت الذي تطغى
فيه النزعة النظرية التاملية على مفهوم السعادة في الفكر الفلسفي نجد بان
الفكر الصوفي يزاوج بين ما هو نظري و ما هو عملي.



ما يمكن قوله هو ان السعادة مفهوم نسبي يختلف تعريفه من شخص لاخر و ذلك
بحسب جملة المعايير و المبادئ التي يضعها كل واحد منا في تحديده لمفهوم
السعادة.

الله يسعد نا جميعا يا رب اختم
لانااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااااتمام*

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق