الكنفوشيوسيه: عرض نقدي مقارن
*الكنفوشيوسيه: عرض نقدي مقارن
كنفوشيوس : ولد سنة 551 ق. م في مدينة "تشو - فو" إحدى مدن "لو " الصينية .
وعاش فقيرا، حيث مات والده وهو ابن ثلاث سنين فربته والدته، فكان يدرس
ويعمل بعد الفراغ من المدرسة ليساعد على إعالة والدته . واشتغل في سن
الثالثة والعشرين بالتعليم، واتخذ داره مدرسة له.تعرض للتشرد والإبعاد
نتيجة اشتغاله بالسياسة، وطلبه المناصب، حيث رأى حروباً وفوضى سياسية اعتقد
أنه لا حل لها إلا من خلال حكومة صالحة تطبق مبادئ الفلسفة لتسيير دفة
الحكم، ولما بلغ كنفوشيوس التاسعة والستين من عمره، وقضى كنفوشيوس الأعوام
الخمسة الاخيره من حياته، يعيش حياة بسيطة معززا مكرما، قضى معظم وقته في
عزلة أدبية، منصرفا إلى نشر الكتب الصينية وكتابة تاريخ الصينيين. مات
كنفوشيوس في الثانية والسبعين من عمره.
كتب كنفوشيوس : مات كنفوشيوس وخلف وراءه خمسة مجلدات يقال إنه كتبها بنفسه،
وتعرف في الصين باسم " الجنجات الخمسة" أو "كتب القانون الخمسة"، وهذه
الكتب هي :
1 / اللي - جي أو سجل المراسم وهو كتاب يشتمل على القواعد القديمة من آداب
اللياقة، والأسس الدقيقة لتكوين الأخلاق ونضجها، بما يساعد على استقرار
النظام الاجتماعي .
2 / كتب ذيولا وتعليقات على كتاب "إلاي - جنج" أو "كتاب التغيرات" وموضوعه
علم ما وراء الطبيعة، رغم حرصه على ألا يلج بفلسفته إلى هذا المجال
المستعصي على عقل الإنسان وحسه .
3 / كتاب "الشي - جنج" وهو كتاب أناشيد قام بترتيبه وتبويبه، كما شرح فيه
كنه الحياة ومبادئ الأخلاق الفاضلة .
4/كتاب "التشو - شيو" وهو كتاب تاريخ سجل فيه أهم الأحداث التي وقعت في
مدينته "لو" .
5/الشو - جنج" وهو كتاب تاريخ آخر ولكنه أشمل، حيث جمع فيه أهم وأرقى ما
وجده في حكم الملوك الأولين من الحوادث والقصص .ويضيف الصينيون إلى هذه
الكتب الخمسة أربعة كتب أخرى، هي مما ألفها مريدوا مريديه، إلا أنها سجلت
في إيجاز ووضوح منقطعي النظير آراء وأقوال كنفوشيوس كما ذكرها أتباعه، وقد
جمعت تلك الكتب بعد عشرات السنين من وفاته .
أفكار كنفوشيوس
الأخلاق والسياسة: ترتكز فلسفة كنفوشيوس في إصلاح المجتمع على إصلاح الفرد،
فهو يرى أن في صلاح الفرد صلاح لأسرته، وصلاح الأسرة صلاح للمجتمع قاطبة.
ويرى أن وظيفة الحاكم أن يحكم الناس بالعدل، ولتحقيق العدل يوجب على الحاكم
أن يمثل القدوة الصالحة لشعبه في الأخلاق والسلوك الحسن، ويوجب عليه أن
أيضا أن يولي ولاياتهم وأن يوكل أعمال الحكم للصالحين لتستقيم الأمور،
ويحذر كنفوشيوس الحاكم من احتكار الثروة في أيدي المتسلطين، فيوجب عليه أن
يوزعها ففي توزيع الثروة جمع شتات الشعب، ويوجب على الحكام كذلك أن ينشطوا
في نشر العلم لأن التعليم إذا انتشر انعدمت الفروق بين الطبقات .
ويوجب على الحكومة أيضاً أن تغرس الأخلاق الطيبة بين الناس، ذلك أن الأخلاق
إذا فسدت فسدت الأمة معها. وآداب اللياقة هي التي تكون على الأقل المظهر
الخارجي لأخلاق الأمة .
ويوجب على الحكومة كذلك توفير الأمن الغذائي والأمن القومي لشعبها وأن تزرع
الثقة فيها في نفوس شعبها حتى تحصل الموائمة بينها وبينه، فيعم النظام
ويشيع الوئام .
وأما نظريته في الأخلاق فلا تقل أهمية عنده عن السياسية وشئون الحكم، بل إن
بينهما تداخلا لا يخفى، فالسياسة في المحصلة هي وظيفة أخلاقية يكون فيها
الحاكم هو المثال الخلقي لشعبه، وقد ألّف كنفوشيوس كتبا في الأخلاق، وحتى
كتب التاريخ كان يذكر فيها قصصا يحض فيها على الأخلاق الكريمة .
الطقوس والعقائد : أما جانب الطقوس والعقائد فلم يأت بشيء من عنده إلا أنه
كان حريضا على تقليد أهل عصره في ذلك، وكان يحث تلاميذه ألا يغفلوا عن
الطقوس والمراسم التقليدية في عبادة الأسلاف وتقديم القرابين لمعبوداتهم،
إلا أنه كان يتجنب البحث فيما وراء الطبيعة، ويحاول أن يصرف عقول أتباعه عن
أمور الغيب، فكان إذا وجه إليه سؤال في أمور الدين أجاب إجابة سلبية،
فعندما سأله بعض تلامذته قائلا : هل لدى الأموات علم بشيء أو هل هم بغير
علم " أبى أن يجيب جوابا صريحا . وعندما سأله آخر عن " خدمة الأرواح " (
أرواح الموتى ) أجابه " إذا كنت عاجزاً عن خدمة الناس فكيف تستطيع أن تخدم
أرواحهم ". وسأله آخر قائلا : "هل أجرؤ على أن أسألك عن الموت" فأجابه:"
إذا كنت لا تعرف الحياة فكيف يتسنى لك أن تعرف شيئا عن الموت".
الديانه الصينيه: وهكذا فأن كنفوشيوس لم يكن يُعنى كثيرا بمسائل الغيب
والطقوس والشعائر، ولكنه لم يكن يعارض ما يمارسه الصينيون من تلك الشعائر
والطقوس، بل كان يحث عليها على اعتبار أنها تشكل الوحدة الثقافية للصينيين
قاطبة. أما الديانة الصينية فقائمه على
1. يعتقد الصينيون بالإله الأعظم إله السماء، ويسمونه بالشانج - تي أي
القوة العليا المسيطرة على العالم، ويقيم له الإمبراطور احتفالاً سنوياً تقدم
فيه القرابين
2. يعتقد الصينيون أيضاً بأن للأرض إلهاً . كما أن الشمس والقمر والكواكب
والسحاب والجبال .. لكل منها إله
3. يتوجه الصينيون أيضا بالعبادة إلى أرواح آبائهم وأجدادهم وأسلافهم،
ويرون أن لأولئك الأموات أرواحا تضر وتنفع .
4. يؤمنون بأن ثمة أرواح خبيثة ترفرف من حولهم، لذلك يحرصون على رد عداوتها
بالأدعية والرقى السحرية .
5. يؤمنون بالسحر والتنجيم، وكانوا يستأجرون المتنبئين ليكشفوا لهم عن
مستقبلهم من أصداف السلاحف أو حركات النجوم، ويستأجرون السحرة ليوجهوا
منازلهم نحو الريح والماء، والعرّافين ليستنزلوا ماء الأمطار. وكانوا يعرضون
للموت من يولد لهم من الأطفال في أيام " النحس ".
6. يقرب الصينيون في كل يوم قرباناً متواضعاً - ويكون في العادة شيئاً من
الطعام – للموت ويرسلون الدعوات الصالحات إلى أرواحهم
.تقويم ومقارنه
ا/ الإسلام
أوجه الاتفاق: كنفوشيوس جاء كمصلح اخلاقى ولم يدعى النبوة، وقد دعا إلى
العديد من القيم الاخلاقيه التي دعا إليها الإسلام كاتفاق القول والعمل(كبر
مقتا عند الله أن تقولوا مالا تعلمون )وعدم جرح الناس بالكلام( ولو كنت فظا
غليظ القلب لانفضوا من حولك) وعدم المحسوبية (ولا تأكلوا أموال الناس
بالباطل لتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس )(البقرة:188)
أوجه الاختلاف :ولكن موقفه السلبي من تعدد الالهه أدى إلى تحول
الكنفوشيوسيه في مراحل تاليه إلى ديانة تكرسي لتعدد الالهه فضلا عن تاليه
كنفوشيوس نفسه لتتناقض هنا مع التوحيد في الإسلام.
ب/الفلسفة اليونانية: وللكنفوشوسيه الاسبقيه في القول بالعناصر الخمسة
(الخشب المعدن الماء النار التراب) بينما قالت الفلسفة اليونانية قبل سقراط
بالعناصر الاربعه(الماء النار التراب الهواء )كما دعي كنفوشيوس إلى مدينه
فاضلة شان أفلاطون لكن دعوته كانت واقعيه بخلاف أفلاطون الذي كان خياليا في
دعوته..
*الكنفوشيوسيه: عرض نقدي مقارن
كنفوشيوس : ولد سنة 551 ق. م في مدينة "تشو - فو" إحدى مدن "لو " الصينية .
وعاش فقيرا، حيث مات والده وهو ابن ثلاث سنين فربته والدته، فكان يدرس
ويعمل بعد الفراغ من المدرسة ليساعد على إعالة والدته . واشتغل في سن
الثالثة والعشرين بالتعليم، واتخذ داره مدرسة له.تعرض للتشرد والإبعاد
نتيجة اشتغاله بالسياسة، وطلبه المناصب، حيث رأى حروباً وفوضى سياسية اعتقد
أنه لا حل لها إلا من خلال حكومة صالحة تطبق مبادئ الفلسفة لتسيير دفة
الحكم، ولما بلغ كنفوشيوس التاسعة والستين من عمره، وقضى كنفوشيوس الأعوام
الخمسة الاخيره من حياته، يعيش حياة بسيطة معززا مكرما، قضى معظم وقته في
عزلة أدبية، منصرفا إلى نشر الكتب الصينية وكتابة تاريخ الصينيين. مات
كنفوشيوس في الثانية والسبعين من عمره.
كتب كنفوشيوس : مات كنفوشيوس وخلف وراءه خمسة مجلدات يقال إنه كتبها بنفسه،
وتعرف في الصين باسم " الجنجات الخمسة" أو "كتب القانون الخمسة"، وهذه
الكتب هي :
1 / اللي - جي أو سجل المراسم وهو كتاب يشتمل على القواعد القديمة من آداب
اللياقة، والأسس الدقيقة لتكوين الأخلاق ونضجها، بما يساعد على استقرار
النظام الاجتماعي .
2 / كتب ذيولا وتعليقات على كتاب "إلاي - جنج" أو "كتاب التغيرات" وموضوعه
علم ما وراء الطبيعة، رغم حرصه على ألا يلج بفلسفته إلى هذا المجال
المستعصي على عقل الإنسان وحسه .
3 / كتاب "الشي - جنج" وهو كتاب أناشيد قام بترتيبه وتبويبه، كما شرح فيه
كنه الحياة ومبادئ الأخلاق الفاضلة .
4/كتاب "التشو - شيو" وهو كتاب تاريخ سجل فيه أهم الأحداث التي وقعت في
مدينته "لو" .
5/الشو - جنج" وهو كتاب تاريخ آخر ولكنه أشمل، حيث جمع فيه أهم وأرقى ما
وجده في حكم الملوك الأولين من الحوادث والقصص .ويضيف الصينيون إلى هذه
الكتب الخمسة أربعة كتب أخرى، هي مما ألفها مريدوا مريديه، إلا أنها سجلت
في إيجاز ووضوح منقطعي النظير آراء وأقوال كنفوشيوس كما ذكرها أتباعه، وقد
جمعت تلك الكتب بعد عشرات السنين من وفاته .
أفكار كنفوشيوس
الأخلاق والسياسة: ترتكز فلسفة كنفوشيوس في إصلاح المجتمع على إصلاح الفرد،
فهو يرى أن في صلاح الفرد صلاح لأسرته، وصلاح الأسرة صلاح للمجتمع قاطبة.
ويرى أن وظيفة الحاكم أن يحكم الناس بالعدل، ولتحقيق العدل يوجب على الحاكم
أن يمثل القدوة الصالحة لشعبه في الأخلاق والسلوك الحسن، ويوجب عليه أن
أيضا أن يولي ولاياتهم وأن يوكل أعمال الحكم للصالحين لتستقيم الأمور،
ويحذر كنفوشيوس الحاكم من احتكار الثروة في أيدي المتسلطين، فيوجب عليه أن
يوزعها ففي توزيع الثروة جمع شتات الشعب، ويوجب على الحكام كذلك أن ينشطوا
في نشر العلم لأن التعليم إذا انتشر انعدمت الفروق بين الطبقات .
ويوجب على الحكومة أيضاً أن تغرس الأخلاق الطيبة بين الناس، ذلك أن الأخلاق
إذا فسدت فسدت الأمة معها. وآداب اللياقة هي التي تكون على الأقل المظهر
الخارجي لأخلاق الأمة .
ويوجب على الحكومة كذلك توفير الأمن الغذائي والأمن القومي لشعبها وأن تزرع
الثقة فيها في نفوس شعبها حتى تحصل الموائمة بينها وبينه، فيعم النظام
ويشيع الوئام .
وأما نظريته في الأخلاق فلا تقل أهمية عنده عن السياسية وشئون الحكم، بل إن
بينهما تداخلا لا يخفى، فالسياسة في المحصلة هي وظيفة أخلاقية يكون فيها
الحاكم هو المثال الخلقي لشعبه، وقد ألّف كنفوشيوس كتبا في الأخلاق، وحتى
كتب التاريخ كان يذكر فيها قصصا يحض فيها على الأخلاق الكريمة .
الطقوس والعقائد : أما جانب الطقوس والعقائد فلم يأت بشيء من عنده إلا أنه
كان حريضا على تقليد أهل عصره في ذلك، وكان يحث تلاميذه ألا يغفلوا عن
الطقوس والمراسم التقليدية في عبادة الأسلاف وتقديم القرابين لمعبوداتهم،
إلا أنه كان يتجنب البحث فيما وراء الطبيعة، ويحاول أن يصرف عقول أتباعه عن
أمور الغيب، فكان إذا وجه إليه سؤال في أمور الدين أجاب إجابة سلبية،
فعندما سأله بعض تلامذته قائلا : هل لدى الأموات علم بشيء أو هل هم بغير
علم " أبى أن يجيب جوابا صريحا . وعندما سأله آخر عن " خدمة الأرواح " (
أرواح الموتى ) أجابه " إذا كنت عاجزاً عن خدمة الناس فكيف تستطيع أن تخدم
أرواحهم ". وسأله آخر قائلا : "هل أجرؤ على أن أسألك عن الموت" فأجابه:"
إذا كنت لا تعرف الحياة فكيف يتسنى لك أن تعرف شيئا عن الموت".
الديانه الصينيه: وهكذا فأن كنفوشيوس لم يكن يُعنى كثيرا بمسائل الغيب
والطقوس والشعائر، ولكنه لم يكن يعارض ما يمارسه الصينيون من تلك الشعائر
والطقوس، بل كان يحث عليها على اعتبار أنها تشكل الوحدة الثقافية للصينيين
قاطبة. أما الديانة الصينية فقائمه على
1. يعتقد الصينيون بالإله الأعظم إله السماء، ويسمونه بالشانج - تي أي
القوة العليا المسيطرة على العالم، ويقيم له الإمبراطور احتفالاً سنوياً تقدم
فيه القرابين
2. يعتقد الصينيون أيضاً بأن للأرض إلهاً . كما أن الشمس والقمر والكواكب
والسحاب والجبال .. لكل منها إله
3. يتوجه الصينيون أيضا بالعبادة إلى أرواح آبائهم وأجدادهم وأسلافهم،
ويرون أن لأولئك الأموات أرواحا تضر وتنفع .
4. يؤمنون بأن ثمة أرواح خبيثة ترفرف من حولهم، لذلك يحرصون على رد عداوتها
بالأدعية والرقى السحرية .
5. يؤمنون بالسحر والتنجيم، وكانوا يستأجرون المتنبئين ليكشفوا لهم عن
مستقبلهم من أصداف السلاحف أو حركات النجوم، ويستأجرون السحرة ليوجهوا
منازلهم نحو الريح والماء، والعرّافين ليستنزلوا ماء الأمطار. وكانوا يعرضون
للموت من يولد لهم من الأطفال في أيام " النحس ".
6. يقرب الصينيون في كل يوم قرباناً متواضعاً - ويكون في العادة شيئاً من
الطعام – للموت ويرسلون الدعوات الصالحات إلى أرواحهم
.تقويم ومقارنه
ا/ الإسلام
أوجه الاتفاق: كنفوشيوس جاء كمصلح اخلاقى ولم يدعى النبوة، وقد دعا إلى
العديد من القيم الاخلاقيه التي دعا إليها الإسلام كاتفاق القول والعمل(كبر
مقتا عند الله أن تقولوا مالا تعلمون )وعدم جرح الناس بالكلام( ولو كنت فظا
غليظ القلب لانفضوا من حولك) وعدم المحسوبية (ولا تأكلوا أموال الناس
بالباطل لتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس )(البقرة:188)
أوجه الاختلاف :ولكن موقفه السلبي من تعدد الالهه أدى إلى تحول
الكنفوشيوسيه في مراحل تاليه إلى ديانة تكرسي لتعدد الالهه فضلا عن تاليه
كنفوشيوس نفسه لتتناقض هنا مع التوحيد في الإسلام.
ب/الفلسفة اليونانية: وللكنفوشوسيه الاسبقيه في القول بالعناصر الخمسة
(الخشب المعدن الماء النار التراب) بينما قالت الفلسفة اليونانية قبل سقراط
بالعناصر الاربعه(الماء النار التراب الهواء )كما دعي كنفوشيوس إلى مدينه
فاضلة شان أفلاطون لكن دعوته كانت واقعيه بخلاف أفلاطون الذي كان خياليا في
دعوته..