ﻣﻦ ﻫﻲ ﻟﻴﻠﻰ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻐﻨﻰ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ؟
ﻳﺘﻌﺠﺐ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺣﻴﻦ ﻳﺠﺪﻭﻥ ﺍﺳﻢ “ ﻟﻴﻠﻰ ” ﻓﻲ ﻗﺼﺎﺋﺪ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ، ﻓﻤﻦ ﻫﻲ ﻟﻴﻠﻰ ﻫﺎﺗﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻐﻨﻰ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ؟ ﻫﻞ ﻫﻲ ﺇﻧﺴﻴﺔ ﺃﻡ ﺟﻨﻴﺔ؟ ﻫﻞ ﻫﻲ ﺣﻮﺭ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪﺙ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ؟ ﺃﻡ ﻋﺮﻭﺱ ﺍﻟﺤﻀﺮﺓ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﺎﻝ؟ ﺃﻡ ﻫﻲ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻓﻲ ﺃﺳﻤﻰ ﻣﻌﺎﻧﻴﻬﺎ؟ ﺃﻡ ﻫﻲ ﺷﻲﺀ ﺁﺧﺮ ﻻ ﻧﻌﺮﻓﻪ ﻳﺪﺭﻛﻪ ﻓﻘﻂ ﺍﻟﻌﺎﺭﻓﻮﻥ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺸﻔﺖ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺤﺠﺐ؟ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﺘﻐﻨﻰ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﺑﻠﻴﻠﻰ ﻻ ﻧﻔﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﻗﻮﺍﻟﻬﻢ ﺳﻮﻯ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻔﻴﺾ ﺍﻟﺠﺎﺭﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﻭ ﺍﻟﻮﺻﻒ ﺍﻟﺒﺪﻳﻊ ﻟﻠﺤﺴﻦ ﻭ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﻭ ﺍﻷﺧﺬ ﺍﻟﺠﺬﺍﺏ ﻟﻸﺷﻮﺍﻕ، ﻭ ﻻ ﻧﺪﺭﻱ ﻣﻦ ﻫﻲ ﻫﺬﻩ ﻟﻴﻠﻰ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﺤﺪﺛﻮﻥ ﻋﻨﻬﺎ ﻷﻧﻬﻢ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺟﻤﻌﺖ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﻲ . ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﺣﻤﺪ ﺍﻟﻌﻠﻮﻱ ﺍﻟﻤﺴﺘﻐﺎﻧﻤﻲ ”: ﻇﻬﺮﺕ ﺑﻜﻞ ﻟﻮﻥ ﻣﺎﺫﺍ ﻳﺤﺼﻲ ﺟﻔﻦ ..” ، ﻭﻻ ﺗﺠﻠﻮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻴﺮﺓ ﻭ ﺍﻟﺪﻫﺸﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﻨﻐﻤﺲ ﺍﻟﻤﺮﻳﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺼﻮﻑ ﻭﻳﺬﻭﻕ ﻣﻦ ﻣﺸﺮﺏ ﺍﻟﻘﻮﻡ ، ﺁﻧﺬﺍﻙ ﺗﻨﺤﻞ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻭ ﺗﻨﻔﻚ ﺍﻟﻄﻼﺳﻢ، ﻭﻳﺼﺒﺢ ﺍﻟﻤﺮﻳﺪ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﻓﻬﻢ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻤﺸﺎﻳﺦ، ﻓﻜﻠﻬﻢ ﺗﺤﺪﺛﻮﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﺗﻐﻨﻮﺍ ﺑﻠﻴﻠﻰ . ﻭمما ﺟﺎﺀ ﻓﻲ “ ﻟﻴﻠﻰ ” ، ﻗﻮﻝ ﻣﺤﻴﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﻦ ﻋﺮﺑﻲ : ﺳﻠﺒﺖ ﻟﻴﻠﻰ ﻣﻨﻲ ﺍﻟﻌﻘﻞ .. ﻗﻠﺖ ﻳﺎ ﻟﻴﻠﻰ ﺍﺭﺣﻤﻲ ﺍﻟﻘﺘﻠﻰ : ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺃﺣﻤﺪ ﺍﻟﻌﻠﻮﻱ : ﺩﻧﻮﺕ ﻣﻦ ﺣﻲ ﻟﻴﻠﻰ ﻟﻤﺎ ﺳﻤﻌﺖ ﻧﺪﺍﻫﺎ .. ﻳﺎ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺻﻮﺕ ﻳﺤﻠﻮ ﺃﻭﺩ ﻻ ﻳﺘﻨﺎﻫﻰ، ﺭﺿﺖ ﻋﻨﻲ ﺟﺬﺑﺘﻨﻲ ﺃﺩﺧﻠﺘﻨﻲ ﻟﺤﻤﺎﻫﺎ .. ﺁﻧﺴﺘﻨﻲ ﺧﺎﻃﺒﺘﻨﻲ ﺃﺟﻠﺴﺘﻨﻲ ﺑﺤﺪﺍﻫﺎ .. ﻭﺍﻟﻘﺼﺎﺋﺪ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻜﻠﻢ ﻋﻦ ﺣﺴﻦ ﻟﻴﻠﻰ، ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﻔﻬﻢ ﻣﻦ ﻇﺎﻫﺮ ﺍﻟﻘﻮﻝ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺣﻘﻴﻘﺘﻪ ﺗﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺷﻲﺀ ﺳﺎﻡ، ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻣﻌﻨﻮﻳﺔ ﻭﻟﻴﺴﺖ ﺣﺴﻴﺔ، ﺭﻭﺣﻴﺔ ﻭﻟﻴﺴﺖ ﺑﺪﻧﻴﺔ، ﺟﻤﻌﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﻞ ﻣﻤﻴﺰﺍﺕ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﺒﻬﺎﺀ ﻭﺍﻟﺮﻭﻧﻖ، ﻻ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻨﻬﺎ، ﻓﻬﻮ ﻛﻨﻬﻬﺎ، ﺃﺧﺬﺗﻪ ﺑﺎﻟﻜﻠﻴﺔ، ﻃﻮﺭﺗﻪ ﺑﺪﻟﺘﻪ ﻭﺃﻋﻄﺖ ﻟﻪ ﺳﻤﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻞ ﻗﺘﻠﺘﻪ ﻭﺿﺎﺀ ﻧﺠﻤﻪ ﻓﻲ ﺳﻤﺎﻫﺎ . ﻳﺨﺎﻃﺐ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻤﺮﻳﺪﻳﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺒﺤﺜﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺃﻥ ﻳﺄﺧﺬﻭﺍ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﻧﻮﺭﻫﺎ . ﺇﻧﻪ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻨﻘﻞ ﺍﻟﻤﺮﻳﺪ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻟﺤﻀﺮﺓ ﺍﻟﻤﻮﻟﻰ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ، ﻛﻲ ﻳﺘﻠﻘﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻴﺾ ﺍﻟﺮﺑﺎﻧﻲ، ﻓﻴﻌﺮﻑ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﻭﺍﻟﺮﻗﺎﺋﻖ ﻭﺗﻜﺸﻒ ﻟﻪ ﺍﻟﺤﺠﺐ ﺍﻟﻨﻮﺭﺍﻧﻴﺔ ﻛﻲ ﻳﺘﻴﻪ ﺣﺒﺎ ﻭﻭﺟﺪﺍ ﻓﻲ ﺧﺎﻟﻘﻪ، ﻓﻠﻴﻠﻰ ﻫﻲ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺪﺭﻙ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻧﻠﻤﺴﻪ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺃﺷﻌﺎﺭ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻐﻨﻮﺍ ﺑﺎﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﺑﻠﻴﻠﻰ . ﻓﺘﺒﺮﺯ « ﻟﻴﻠﻰ » ﻛﻤﻠﻬﻤﺔ ﻟﻬﻢ ﻓﻬﻲ ﺷﻤﺲ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﻲ، ﻳﺼﻮﺭﻫﺎ ﺗﺼﻮﻳﺮﺍ ﺭﺍﺋﻌﺎ ﺑﻜﻼﻡ ﺭﺑﺎﻧﻲ ﺃﺧﺎﺫ ﻳﺴﻠﺐ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻭﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﻳﺸﺪ ﺍﻟﺠﻮﺍﺭﺡ ﻭﻳﻨﻌﺶ ﺍﻟﻘﻠﺐ، ﻳﺘﻮﺍﺟﺪ ﻟﻪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺗﻴﻬﺎ ﻭﻃﺮﺑﺎ، ﻭﻳﻬﻴﻢ ﻓﻴﻪ ﺷﻮﻗﺎ ﻭﻭﺟﺪﺍ، ﺇﻧﻪ ﻛﻼﻡ ﺻﺎﺩﺭ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺳﻜﺮ ﻭﻟﻴﺴﺖ ﺣﺎﻟﺔ ﺻﺤﻮ، ﺳﻜﺮ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﺗﻴﻪ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﻃﺮﺑﺎ ﺑﺎﻟﻠﻪ، ﻓﻤﺎ ﺷﺮﺑﻮﺍ ﺍﺛﻤﺎ ﻭﻻ ﻃﻌﻤﻮﺍ ﺧﻤﺮﺍ،ﻟﻜﻦ ﺑﺮﻳﻖ ﺍﻟﻘﺮﺏ ﺃﻓﻨﻰ ﻋﻘﻮﻟﻬﻢ، ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺎﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻟﻴﺴﺖ ﻛﺎﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻭﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﻟﻴﺴﺖ ﻫﻲ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ، ﺇﻧﻬﺎ ﺗﻌﺎﺑﻴﺮ ﺭﻗﻴﻘﺔ ﻣﻦ ﻣﻌﻴﻦ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺑﺎﻟﻠﻪ، ﻓﻬﺬﺍ ﺗﺼﻮﻳﺮ ﻳﻨﻘﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ، ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺒﺢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺮﻭﺡ . ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﺍﻟﺤﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﺪﻫﺸﺔ ﺣﻮﻝ ﻣﺎﻫﻴﺔ ﻭﻣﻜﻨﻮﻥ “ ﻟﻴﻠﻰ ” ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻐﻨﻰ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ، ﻟﻨﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﺃﻥ « ﻟﻴﻠﻰ » ﻫﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﻄﻴﻔﺔ ﺍﻟﺮﺑﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻭﺩﻋﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻨﺎ، ﻭﻇﻬﺮﺕ ﺑﺸﻜﻞ ﻭﺍﺿﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ، ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﻛﺎﺋﻦ ﻟﻄﻴﻒ ﻧﺎﻋﻢ ﺟﻤﻴﻞ، ﺧﻠﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻓﻲ ﺃﺣﺴﻦ ﺻﻮﺭﺓ، ﻓﻼ ﻏﺮﺍﺑﺔ ﺃﻥ ﻳﺘﻐﻨﻰ ﺑﻬﺎ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻠﻪ، ﻓﻬﻲ ﺣﺎﻣﻠﺔ ﻟﻠﺮﻭﺡ ﻓﻲ ﻧﻘﺎﺋﻬﺎ ﻭﺻﻔﺎﺋﻬﺎ ﻭﺍﻟﺮﻭﺡ ﺷﻲﺀ ﺳﺎﻡ ﻣﻘﺪﺱ ﻻ ﻳﺪﺭﻙ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﺇﻻ ﺍﻟﻌﺎﺭﻓﻮﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺳﻠﻜﻮﺍ ﺩﺭﻭﺏ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺮﻭﺣﻴﺔ ﻭﺩﺧﻠﻮﺍ ﺣﻀﺮﺓ ﺍﻟﻤﻮﻟﻰ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ، ﻭﺍﻧﺘﻘﻠﻮﺍ ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ ﻣﻦ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺴﺮ .. ﻓﻠﻮ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻓﻬﻢ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻴﻦ ﺟﻨﺒﻴﻪ ﻟﻌﺮﻑ ﺧﺎﻟﻘﻪ ﺃﺣﺴﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻓﻤﻦ ” ﻋﺮﻑ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﺮﻑ ﺭﺑﻪ ” ، ﻓﺒﺴﻠﻮﻙ ﻣﺴﻠﻚ ﺍﻟﻌﺎﺭﻓﻴﻦ ﻭﻓﻬﻢ ﺃﻗﻮﺍﻟﻬﻢ ، ﻳﺘﻌﺮﻑ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻄﻴﻔﺔ ﺍﻟﺮﺑﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﺴﺎﻣﻴﺔ ليلى ..!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق