السبت، 15 ديسمبر 2012

أدلة جنائية



  أدلة جنائية

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

عرف الإنسان الجريمة  منذ فجر
البشرية
  منذ
هابيل  وقابيل
 حيث وقعت أول جريمة قتل في التاريخ
الإنساني. وكلما تعددت وسائل وأساليب الجرائم من قتل
 أو سرقة   أو
نصب   أو
سطو مسلح
 
أو إرهاب.. كلما تطورت وسائل الكشف عنها. لهذا تعتبر علوم الأدلة الجنائية
محصلة هذه الجرائم تتطور معها في طرق الكشف عنها والوقاية منها والبحث وراء
الحقيقة وتعقب المجرمين.


  * 1 بصمات الأصابع
    
  * 2 بصمة العرق 
  * 3 بصمة الشعر 
  * 4 بصمة الحمض النووي (DNA)
    
  * 5 تحديد الهوية
    
  * 6 بصمات الصوت
    
  * 7 مواضيع متعلقة
    

    بصمات الأصابع



بصمة الأصبع

لقد مضي مائة عام علي اعتبار بصمات الأصابع كدليل جنائي أمام المحاكم

والآن تعتبر بصمة الدي أن آيه بالدم أحد الوسائل لتحديد هوية الأشخاص. لأن
هذه البصمات الدناوية مبرمجة على حواسيب لملايين الأشخاص العاديين
والمجرمين والمشتبه فيهم. ولن يمر هذا العقد إلا ويكون لكل شخص بصمته
الدناوية محفوظة في السجلات
 المدنية
ومصالح الأدلة الجنائية.

وكان الصينيون

واليابانيون
  قد
اتبعوا بصمة الأصابع منذ 3 آلاف سنة في ختم العقود
 وفي القرن 19 استخدم الإنجليز البصمات عندما كانوا في
إقليم البنغال

بالهند للتفرقة بين المساجين والعمال هناك. لأنهم اكتشفوا أن البصمات لا
تتشابه من شخص لآخر ولا تورث حتى لدي التوائم المتطابقة (المتشابهة). لهذا
أصبح علم البصمات واقعا في عالم الجريمة.وكانت تضاهي يدويا وبالنظر
بالعدسات المكبرة. والآن يكتشف تطابق بصمات الأصابع بوضعها فوق ماسح
إلكتروني
  
حساس للحرارة. فيقرأ التوقيع الحراري للإصبع. ثم يقوم الماسح بصنع نموذج
للبصمة ومضاهاتها بالبصمات المخزونة. وهناك ماسح آخر يصنع صورة للبصمة من
خلال التقاط آلاف المجسات بتحسس الكهرباء المنبعثة من الأصابع. وكان يواجه
الطب الشرعي مشكلة أخذ البصمات لأصابع الأموات حتى بعد دفنهم. لأنها ستكون
جافة. لهذا تغمس في محلول جليسرين أو ماء مقطر أو حامض لاكتيك لتطري. ولو
كانت أجهزة اليد مهشمة أو تالفة.. يكشط جلد الأصابع ويلصق فوق قفاز
(جوانتي) طبي. ثم تؤخذ البصمة
 

وفي عام 1248 ظهر أول كتاب صيني بعنوان (غسيل الأخطاء) فيه كيفية التفرقة
بين الموت العادي والموت غرقا. وهذه تعتبر أول وثيقة مكتوبة حول استخدام
الطب الجنائي في حل ألغاز الجرائم. ومنذ عام 1910  أخذت الأدلة
الجنائية تضع في الحسبان الآثار التي يخلفها المجرمون وراءهم في مسرح
الجريمة رغم عدم وجود آثار بصمات أصابع لهم. فلقد اتخذ الشعر والغبار وآثار
الأقدام والدهانات أو التربة أو مخلفات النباتات أو الألياف

أو الزجاج  كدلائل استرشادية للتوصل إلى
المجرمين. ويمكن جمع بعض الآثار من مكان الجريمة بواسطة مكنسة تشفط عينات
نادرة من هذه المواد وقد تكون قد علقت بإقدام المشتبه فيهم.


    بصمة العرق

أمكن تحليل عرق الأشخاص بواسطة التحليل الطيفي للتعرف علي عناصره. لأن
العرق اكتشف أن لكل شخص بصمة عرق خاصة به تميزه. ويعتبر رائحة العرق أحد
الشواهد في مكان الجريمة لهذا تستخدم الكلاب البوليسية 
في شمها والتعرف علي المجرم من رائحته.

حقيقة في الماضي لم تكن الأدلة الجنائية تستطيع الحصول علي دليل لا يري
بالعين المجردة حتى أخترعت الأجهزة التي أصبحت تتعرف عليه وتراه. فالعدسات
المكبرة  
كانت أول أداة استخدمت. وما زالت تستخدم في مسرح الجريمة كفحص أولي
سريع.ولقد استخدمت عدسات الميكروسكوب الضوئي المركب
   
لتكبير صور الأشياء أكبر بعشر مرات من العدسة المكبرة العادية. وفي عام
1924  استخدم الميكروسكوب الإلكتروني الماسح وأعطي صورا ثلاثية
الأبعاد مكبرة لأكثر من 150 ألف مرة. وهذه الطريقة تستخدم في التعرف علي
الآثار الدقيقة من المواد كالدهانات أو الألياف.

 
    بصمة الشعر

يعتبر الشعر من الأدلة القوية ولاسيما وأنه لا يتعرض للتلف مع الوقت. فيمكن
من خلاله التعرف علي هوية الضحية أو المجرم. وقد أخذ دليل بصمة الشعر أمام
المحاكم عام 1950. والآن أي عينة شعر توضع في قلب مفاعل نووي ليطلق
النيترونات عليها. فتتحول كل العناصر النادرة بالشعر إلى مواد مشعة حتى ولو
كانت نسبة المادة جزءا من مليار جزء من الجرام. وفي كل شعرة يوجد 14 عنصرا
نادرا. وواحد من بين مليار شخص يتقاسم تسعة عناصر من هذه العناصر.

وفي عام 1895 أستخدم التحليل الطيفي بواسطة المطيافات التي تطلق الضوء علي
المادة المراد تحليلها من خلال التعرف علي الخطوط السوداء التي تعتبر خطوط
امتصاص لألوان الطيف. وكل مادة لها خطوطها التي من خلالها يتم التعرف
عليها. والشعر كغيره من الألياف الصناعية والطبيعية كالنايلون أو الرايون
أو القطن يمكن أن يعطي نتائج مبهمة في الطب الشرعي. لأن كل الألياف تتكون
من سلاسل جزيئات معقدة وطويلة جدا. لكن يمكن التعرف علي أجزاء منها تحت
الميكروسكوب الضوئي العادي أو الإلكتروني أو الذي يعمل بالأشعة دون
الحمراء. كمايمكن مضاهاة ألوان هذه الألياف بالكومبيوتر. (وأن فحص عينة
الشعره القياسية تتم عن طرق النزع لأحتوائه على بصلة الشعرر)


    بصمة الحمض النووي
    
    (DNA)


بصمة الحمض النووي

لاشك أن الإنسان يختلف جينيا عن الشمبانزي
 وبقية
الحيوانات رغم أننا في الواقع نشارك الشمبانزي في 98% من جيناتنا. ويختلف
أيضا في أعراقه وأنسابه. لهذا نجد أن بصمة الدنا بصمة فريدة تظهر لنا
التنوع البشري وتطوره. ولقد قام مشروع الخريطة الجينية مؤخرا علي التنوع
البشري حسب تصنف البشرية بها الأجناس حسب الجينات لدي الأفراد وليس حسب
اللون. لأن هناك اختلافات جينية بين الأفراد أكثر مما هي في المجموعات
الأجناسية كالجنس الآري أو الحامي أو السلافي أو السكسوني.

لهذا أصبحت تكنولوجيا الدنا
  
أحد الأدلة الرئيسية في علم الطب الشرعي
 الذي يعتمد حاليا علي لغة
الجينات  وبات جزيء (DNA) كبنك
معلومات جينية عن أسلافنا وأصولهم حيث يعطينا هذه المعلومات كمعطيات سهلة
وميسرة وبسرعة. وفي عام 1984.. ظهر التقدم في فحص جزيء (DNA) في دماء
الأشخاص والتعرف من خلاله عل الأفراد. وتعتبر بصمة (DNA) أداة قوية ودامغة
للتعرف من خلالها علي هوية الأشخاص والمجرمين والمشتبه فيهم.فلقد اكتشف
علماء الجينات والوراثة أن ثمة مناطق متقطعة في أجزاء الاتصال بكل دنا.
فتوجد في هذه الأجزاء أطوال قصيرة متكررة عدة مرات في الشفرة الوراثية. كما
وجد أن هذه الأجزاء المتكررة والمتقطعة لها بصمة وحيدة لكل شخص أشبه بتفرد
بصمات أصابع اليد. إلا أن هذه البصمة (DNA) متطابقة لدي التوائم المتطابقة.
وأمكن تصوير هذه البصمة بأشعة اكس
 ورفعها
علي أفلام حساسة. وتعتبر البصمة (DNA) هي البصمة التي ستتبع في الألفية
الثالثة. لأنها أقوي أداة للتعرف من خلالها علي المجرم والكشف عنه من خلال
رفع بصمة دناه من آثار دمه في مسرح الجريمة حتي ولو كانت من بقعة دمية
متناهية. ثم مضاهاتها بملايين البصمات (DNA)والمخزنة في أجهزة الكومبيوترات
الجنائية وفي بنوك (DNA). وأي بصمة (DNA) سيمكن التعرف عليها وعلي صاحبها
في ثوان.


    تحديد الهوية

لم تعد مصالح الأدلة الجنائية تستكفي ببصمات الأصابع فقط. كما كان ذي قبل.
لكنها تستخدم آليات وتقنيات متنوعة تطورت مع تطور العلوم. فتستخدم حاليا
بصمات كف اليد أو مفاصل الأصابع أو بصمة العينين
  و
الأذنين أو حتى البصمة الصوتية والتحليل الصوتي
  أو سمات
الوجه وآخرها كانت بصمة الدنا. فنحن فعلا نعيش عصر الأمن من خلال العلم
الذي يسعى علماؤه جاهدين لوضع طرق أساليب جديدة ومتنوعة لحمايتك أو حماية
ممتلكاتك.

وكانت الحماية الأمنية للممتلكات تتمثل في القفل والمفتاح المعدني وهي
طريقة عملية للتأمين ضد السرقة إلا لو سرق المفتاح أو قلد. ويوجد الكروت
المشفرة التي توضع في القفل الإلكتروني لفتح الأبواب أو استعمالها في
ماكينات صرف النقود بالبنوك بعد إدخال الرقم السري ورغم هذا فان اللصوص
والإرهابيين يمكنهم اختراق هذه الحماية الإلكترونية.

وفي المطارات والموانئ تتم المراجعة البشرية للجوازات

والتدقيق في الصور بها بواسطة رجال الجوازات. لكن علم القياس الحيوي دخل في
هذه العملية لتجنب المراجعة البشرية لجوازات السفر أو البطاقات الشخصية
لتفادي الأخطاء البشرية. فتوضع البطاقة الشخصية
  أو
الجواز داخل أجهزة إلكترونية للتدقيق فيهما والتعرف علي الأشخاص الحاملين
لهما من خلال مقاييس وعلامات دقيقة.فمثلا ماكينة صرف النقود بالبنوك سوف
تتعرف علي شخصيتك قبل الضغط علي زر السحب. والهواتف حاليا تعطيك رقم الطالب
وشخصيته. وبعض المصاعد
  لا
تفتح أبوابها إلا بعد التعرف علي الأشخاص من صور وجوههم أو نبرات أصواتهم
أو عن طريق وضع بطاقة ذكية مبرمجة. فالشركات الكبرى توجه أموالها للاستثمار
في تطوير وسائل الحماية والوقاية الأمنية عن طريق المقاييس الحيوية. وفي
أمريكا تطورت مصلحة الهجرة والأدلة الجنائية في تطوير وسائل التعرف علي
المتسللين والمجرمين والإرهابيين وحماية أجهزة الكومبيوترات وشبكات الإنترنت.

والمقاييس الحيوية لا تتطلب علوما جديدة للبحث فيها. وفي كل سجون أمريكا
توجد هذه الأجهزة القادرة علي تمييز المساجين من الزائرين للسجون بسهولة
وسرعة حتى لو اندسوا بينهم. وفي سجون أيرلندا
 
وإنجلترا توجد هذه الأجهزة في السجون للتعرف علي العاملين بها بعدة طرق.

وفي أمريكا توجد ماكينات صرف النقود تتعرف علي العملاء من خلال بصمات
عيونهم والتحقق من القزحية  وهذه
التقنية تستخدمها السلطات الجنائية الأمريكية في إدارات تحقيق الشخصية
وهوية الأشخاص منذ عام 1980.لأن قزحية العين أشبه ببصمة الأصابع. فلكل شخص
له بصمته اليدوية والقزحية. حتى ولو كانت بصمات المواليد. لأن هاتين
البصمتين تظلان مع المولود من المهد إلى اللحد ولا تتغيران بالمرض أو
الشيخوخة. فيمكن النظر في جهاز التعرف علي القزحية وهو أرخص من جهاز الماسح
لشبكية العين. وهذه الأجهزة تركب حاليا في ماكينات صرف النقود بالبنوك.
وتقنية التعرف علي قزحية العين استخدمت مؤخرا في الدورة الأوليمبية بسيدنى
للتعرف من خلالها علي هوية اللاعبين بها. وبصمة العين لا تطابق في أي عين
مع عين شخص آخر. حتى العين اليمني في الشخص الواحد لا تتطابق مع العين
اليسرى. وقزحية العين بها 266 خاصية قياسية
 
عكس بصمات الأصابع التي بها 40 خاصية قياسية يمكن التعرف عليها. ويمكن
التعرف علي بصمة العينين من خلال كاميرا علي بعد 3 أقدام. وتستخدم في
التعرف علي الخيول المشاركة في السباقات باليابان.

والآن تتطور تقنية التعرف علي الأشخاص. فلدى الشرطة أجهزة يمكن التعرف علي
هوية الشخص بالشارع وفي ثوان. كما أن هذه الأجهزة تباع في المحلات لتركب
علي أبواب العمارات والمصاعد والمباني العامة والخاصة. وفي السيارات توجد
هذه الأجهزة فتتعرف علي شخصية صاحبها من رائحة عرقه أو صوته أو نظره. ولو
حاول أحد اللصوص قيادتها تفككت السيارة واتصلت الأجهزة بالشرطة. وهذه
الأجهزة سوف توضع حول أسوار الحدائق العامة
 
أو الخاصة. فإذا حاول الأطفال الخروج منها أطلقت تحذيراتها الصوتية لتنبيه
المشرفين عليها. وتوجد حواسيب لا تعمل إلا بعد أن تتعرف أزرارها علي بصمة
صاحبها حيث يوجد جهاز ماسح دقيق أو قارئ دقيق للبصمة ويوضعا في لوحة
المفاتيح وهو رخيص ويباع حاليا. وهذه الأجهزة سوف تحقق حماية كبيرة لأجهزة
الكومبيوترات بالشركات الكبرى والمؤسسات الأمنية. وهناك مسدسات لا تطلق
أعيرتها إلا بعد أن يتعرف زرار الإطلاق علي بصمة صاحبه.

وفي المتاجر الكبرى لن يخرج أي شخص من أبوابها ببضاعة إلا بعد دفع ثمنها.
لأن كل سلعة
 
عليها بطاقة لاصقة ذكية (الباركود) وعندما يدفع ثمنها تلغي هذه التحذيرات
فيمر الشخص من أمام أجهزة المراقبة علي الأبواب دون إطلاق صيحة إنذار
للمشرفين. وبهذه الأجهزة يمكن تحديد عدد المرات التي زرت فيها المحل وأي
الأقسام اشتريت منها.


    بصمات الصوت

عند التسوق بواسطة الهاتف فان العاملة أو جهاز التسجيل يتلقى رقم بطاقتك
الائتمانية

والمعلومات حول التحقق من شخصيتك. وهذه المعلومات يمكن استغلالها في السطو
 علي حسابك
في البنك وسحب أموال علي بطاقتك دون علمك. ولهذا أضيفت بصمة الصوت عن طريق
جهاز خاص. فلا يمكن لأي شخص لديه هذه المعومات سحب أي أموال إلا بالبصمة
الصوتية التي يتحكم فيها نبرات وطبقات صوتك والتي لا يمكن تقليدها. لأن هذه
التقنية تعتمد علي الأحبال الصوتية وتجويف الأنف والفم. وهذه التقنية شائعة
في البيوت بأمريكا. فعندما تقول : افتح يا سمسم. ينفتح لك الباب
أتوماتيكيا. لأن الجهاز يتعرف علي نبرات صوتك ويسجلها بذبذبة ترددية واحد
علي ألف من الثانية. ولقد أخترعت تليفونات محمولة لا تعمل إلا من خلال
نبرات صوت صاحبها ولا تعمل مع آخرين..لكن أحد المليارديرات وضع ملايينه في
بنك بسويسرا وكان يعتمد علي بصمة صوته إلا أنه أصيب بالشلل في أحباله
الصوتية فضاعت أمواله لأنها ظلت حبيسة بالبنك.

وتستخدم هندسة اليد في التعرف علي الهوية. ويتم هذا بإدخال اليد في جهاز
يقيس أصابعك وكف يدك بدقة لأن كف كل شخص له سماته الخاصة وهي أشبه بسمات
الأصابع مع التعرف علي الأوردة خلف راحة اليد. وهي دلائل تأكيدية لبصمة
الكف والأصابع.

وتوقيعك على الأوراق والمستندات والشيكات له سماته الشكلية والهندسية
المميزة. وبصمة توقيعك لا يتعرف عليها من خلال الشكل الظاهري لها فقط.فهناك
أجهزة تتعرف علي (فورمة) توقيعك وشكله وطريقة ووقت ونقاط الكتابة وسرعة
القلم. حتى الكتابة علي الآلة الكاتبة. فيمكن معرفة أي الأصابع تستعملها
وطريفة الضغط علي كل مفتاح. لأن طريقة استعمل لوحة المفاتيح تختلف من شخص
لآخر. وكل ماكينة آلة كاتبة لها بصمات حروفها. لهذا كانت بصمة الحروف تؤخذ
بواسطة رافعي البصمات لدي المباحث الجنائية ويدون اسم صاحب الآلة حتى لا
يكتب عليها منشورات سرية أو خطابات تهديدية ويمكن من بصمات الحروف التعرف
علي كاتبها. والآن يوجد التوقيع الرقمي (الإلكتروني) حيث يوقع الشخص فوق
قرص رقمي أو باستعمال قلم خاص. ويمكن التوقيع علي الإنترنت علي الوثائق أو
العقود. ويمكن التوقيع به علي طلبات القبض أو الحضور للمتهمين.

ولكل شخص طريقة مشي ويمكن تفحص طريقة مشيك من خلال التصوير بالفيديو أو
قياس ذبذبات الأرض أثناء المشي للتعرف علي هوية الشخص. وهذا علم كان لدي
العرب يسمونه القيافة. والكلاب عندما تضع آذانها علي الأرض تتعرف علي
أًصحابها والأغراب من طريقة المشي وصوت ذبذباته فتنتفض فجأة.

والآن تجري الأبحاث للتعرف علي سمات الأشخاص من خلال سمات الوجه
  ففي المطارات
سوف يؤخذ المشتبه فيهم لأجهزة للتعرف علي ملامح وجوههم. وهنشيباك أجهزة
تصور المارين بشبالصالات بالمطارات للتعرف علي المجرمين المسجلين من خلال
أنوفهم  وعيونهم  
وأفواههم  وهذه ملامح لا تتغير مع الوقت أو
بالسن. وصورة الوجه تحلل برمجيا من خلال فحص يسبشيسبحوالي 50شسبشسي نقطة
حول الأنف والفمشسيب والحاجبين  وبعض
أجزاء الوجه. ويرصد الجهاز المصور الشخص من حركة رأسه إلا أنشيبس
التوائمشسيب  المتطابقة والأشخاص الذين
يطلقون لحاهم أو يزداد وزنهم يشكلون عائقا للكشف عن شخصياتهم. وفي ماليزيا
 يصور كل شخص عند
تسليمه حقائبه بالمطارات. وفي دراسة وجد أن الأشخاص يمكن التعرف عليهم من
خلال كرمشة وثنيات الجلد  بأيديهم. ويقال أن
مطاعم الوجبات السريعة سيمكنها التعرف علي زبائنها من خلال تصوير طريقة قضم
سندوتشات الهامبورجر وبقايا الأطعمة في الأطباق.


 

من أسرار الهامه لعلم الحرف



    من أسرار الهامه لعلم الحرف 


وهو علم تحويل الحروف إلى أرقام و هو علم واسع له عدة تطبيقات استفاد منها
الإنسان على مر الزمان وهو علم منتشر في كل أنحاء العالم و لقد عمل به
علماء المسلمين و اقروا مصداقيته و أجد انه من الضروري أن أبين بعض قواعد
و استخدامات هذا العلم الشريف للقارئ الكريم .




إن
(علم الحرف ) هو من أشرف العلوم التي اشتغل بها الإنسان و الذي أكرمه الله
سبحانه و تعالى بمعرفته و من المعروف إن أول من عرف هذا العلم هو نبي الله
( إدريس ) ( عليه السـلام ) حيث أن هذه المعرفة كانت من مما وهب الله
سبحانه و تعالى نبيه ( إدريس ) ( عليه السلام ) و من هنا جاء الفعل ( درس
, يدرس , دراسة ) أي التعلم و الكتابة و لقد وضع له أسس و قواعد توارثها
الحكماء على مر الأجيال . و لقد استخدم الحكماء و المفكرين (علم الحرف )
في استخلاص العلوم و استخراج العديد من الأسرار التي ما كان لها أن ترى
النور لولا هذا العلم الشريف أن (علم الحرف ) يستند على إعطاء قيمة عددية
معينة لكل حرف من حروف الأبجدية و هي تمثل قوة هذا الحرف أو ( روحه ) و
يمكن أن يكون للحروف قيم أخرى و لكنها كلها تعتمد على الترقيم الأول
لأستنباطها و العمل بها . وعند دمج هذه الحروف لصنع الكلمة تكون قوة هذه
الكلمة نابعة من هذه الحروف و يكون لهذه الكلمة تأثير على الأشياء بصورة
كبيرة و عند تجميع العديد من الكلمات يصبح تأثيرها أقوى و أشد ( من المهم
جدا معرفة إن التأثير يكون أقوى كثيرا عند قول هذه الكلمات بصوت مسموع و
ليس بكتابتها فقط ) و أشرف و أقوى هذه الكلمات هي التي قالها الخالق
سبحانه و تعالى و التي أنزلها على رسوله الأمين محمد ( صلى الله عليه وآله
و سلم ) و هي ( القرآن الكريم ) و الكل يعرف ما للقران الكريم من تأثيرات
و قوة لا يمكن تخيلها أو إنكارها و ليبين الله سبحانه و تعالى عظمة هذا
العلم جعل أول خلق خلقه ( القلم ) و ( اللوح المحفوظ ) و أول ما أراد الله
سبحانه و تعالى البدء بالخلق قال ( كن ) فكانت الأشياء و المخلوقات . و
لقد أشــــار أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) إلى
أسرار الحروف القرآنية حيث قال ( لو شئت لأوقرت سبعين بعيرا من باء بسم
الله الرحمن الرحيم ) أي ( تحميل سبعين بعيرا بالكتب التي تتحدث عن حرف
الباء و أسراره) و قال أيضا ( عليه السلام ) : كل ما في القرآن في الفاتحة
و كل ما في الفاتحة في بسم الله الرحمن الرحيم و كل ما في بسم الله الرحمن
الرحيم في باء بسم و أنا النقطة التي تحت الباء . و قال عليه السلام : (
إن بين جنبي علماً جما آه لو أجد له حملة , لقد احتويت على مكنون علم لو
بحت به لاضطربتم كاضطراب الريشة في الطوى, و ليس ذلك في علم الشرع ) . هذا
ما قاله أسد الله الغالب الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) الذي قال
فيه الرسـول الصــادق الأمين ( صلى الله عليه و آله و سلم )( أنا مدينة
العلم و علي بابها ).




و سأكشف معلومة توصلت إليها عن
طريق العمل بعلم الحرف مكنني الله سبحانه و تعالى من الوصول إليها فيها
دليل على العلم اللدني الذي وهبه الله سبحانه و تعالى للإمام علي بن أبي
طالب ( عليه السلام ) . ذكرت الروايات عن أهل البيت ( عليهم السلام ) أن
الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وضع كتابا أسماه ( كتاب الجفر
الجامع ) ذكر فيه بعض الأسرار القرآنية و العلوم الربانية التي استخرجها
من القرآن الكريم ( و مع الأسف فأن هذا الكتاب قد فقد على ما هو شائع ) و
لقد استخرج (عليه السلام ) هذه العلوم من باطن القرآن الكريم و ليدلنا على
هذا فقد سمى الكتاب الذي احتوى هذه العلوم و المعارف باسم ( الجفر الجامع
) و على هذا الأساس :



نجمع قيم الحروف لكلمة ( القرآن ) :

ا + ل + ق + ر + ا + ن

1 + 30 + 100 + 200 + 1 + 50 = 382




من
قواعد ( علم الحرف ) استخدام طريقة تسمى ( المقاليب ) أي قلب القيمة
العددية للكلمة و هذه العملية يستخرج منها سر باطن الكلمة . و عند
اســــتخدامها مع هذه القيمة فنرى أنها تصــبح ( 283 ) و هــــذه القيمة
تعطي الكلمة ( جفر ) ( 3 = ج , 80 = ف , 200 = ر ) . و عندما سمى الإمام
علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) كتابه بهذا الاسم يقصد أن ما فيه هو علوم
و أسرار باطن القرآن الكريم و الله اعلم .




كلنا
سمعنا و نعرف أن لله سبحانه و تعالى ( تسعا و تسعين ) اسما و ذكرت
الأحاديث النبوية الشريفة إن من أحصاها دخل الجنة و أن هناك اسماً واحدا
مخفيا هو ما يطلق عليه ( اسم الله الأعظم ) و الذي لا يمكن أن يعرفه إلا
من شاء الله له أن يعرفه و هذا الاسم يمكن للإنسان أن يدعو به فيستجيب له
الله سبحانه و تعالى و لقد عرف هذا الاسم المبارك الأنبياء ( عليهم السلام
) و البعض من الناس على مر التاريخ و لقد عرفه الأئمة من أهـــــــل البيت
( عليهم السلام ) و بعض علماء المسلمين و لا يمكن للذي يعرف الاسم الشريف
أن يصرح به أبدا لان معرفة هذا الاسم الشريف تكون هبة ربانية لأشخاص
مخصوصين و لكن تم ذكر بعض المعلومات و الإشارات حول ( اسم الله الأعظم ) و
التي سأورد قسماً منها :




إن اسم الله الأعظم مكون من
حروف الفواتح ( أو بعضها ) في أوائل السور و إن تجميعها بصورة معينة ينتج
عنها الاسم الشريف , و كذلك ذكرت بعض الأحاديث عن الأئمة ( عليهم السلام )
إن اسم الله الأعظم موجود في سورة الفاتحة بصورة مقطعة , و ورد في بعض
الأحاديث أن اسم الله الأعظم مكون من الحـــروف الصامتة ( غير المنقطة ) و
لقد اعتقد بعض علماء المسلمين أنها ( لا اله إلا الله ) و يقال أن اسم
الله الأعظم يقرأ باتجاهين من اليسار و من اليمين و لقد وردت مثل هذه
الكلمات في بعض آيات القرآن الكريم مثل ( ربك فكبر ) و ( كل في فلك ) و
الله اعلم .




و سيجد القارئ مصداق ( علم الحروف ) من
خلال ما سيتبين لاحقاً إنشاء الله . و أساس علم الحرف هو إن لكل حرف قيمة
عددية معينة تكون صفة لهذا الحرف ( أو ما يسمى روحه ) و هي على ترتيب (
أبجد هوز حطي ……) و هي :



ا = 1 ي = 10 ق = 100 غ = 1000

ب = 2 ك = 20 ر = 200

ج = 3 ل = 30 ش = 300

د = 4 م = 40 ت = 400

هـ = 5 ن = 50 ث = 500

و = 6 س = 60 خ = 600

ز = 7 ع = 70 ذ = 700

ح = 8 ف = 80 ض = 800

ط = 9 ص = 90 ظ = 900





و
يوجد عدة أنواع من حسابات الحروف فجمع الحروف كما هي يسمى (الجمع بالحرف
الكبير ) أما جمع الحروف ( بتحويلها إلى أرقام فردية مثل حرف اللام = 30
أما تحويله إلى رقم فردي فهو بحذف مرتبة العشرات فيصبح ل = 3 وكذلك
بالنسبة للأرقام التي تكون مرتبتها مئوية تحذف المرتبة المئوية مثلا حرف
التاء = 400 فتصبح التاء = 4 ) إن هذا الجمع يسمى (الجمع الصغير) و إليك
بعض الأمثلة على مصداقية علم الحرف :



عند السؤال : ما هو كتاب الله



نعطي كل حرف قيمته على حساب الجمع الصغير :



م + ا + هـ + و + ك + ت + ا + ب + ا + ل + ل + هـ



4 + 1 + 5 + 6 + 2 + 4 + 1 + 2 + 1 + 3 + 3 + 5 = 37



الجواب: هو القران الكريم



عند جمع قيم الحروف لجملة ( هو القران الكريم ) نجد إن لها نفس القيمة
العددية:



هـ + و + ا + ل + ق + ر + ا + ن + ا + ل + ك + ر + ي + م



5 + 6 +1 +3 + 1 +2 +1 + 5 +1 + 3 + 2 + 2 + 1 + 4=37



و الآن لنسأل :



من هو محمد : م + ن + هـ + و + م + ح + م + د



4 + 5 + 5 + 6 + 4 + 8 + 4 + 4 = 40



الجواب : هو رسول الله



هـ + و + ر + س + و + ل + ا + ل + ل + هـ



5 + 6 + 2 + 6 + 6 + 3 + ا + 3 + 3 + 5 = 40



نجد أن للجملتين نفس القيمة العددية .



و من المعروف إن القيمة العددية لأسم محمد بالجمع الكبير هي (92 ) أي

2 + 90 عند تحويل الجمع إلى الصغير يكون ( 2 + 9 )



و ألان لنسأل مرة أخرى :

من هو محمد :



م + ن + هـ + و + (م + ح + م + د )



4 + 5 + 5 + 6 + ( 2 + 9 ) = 31



الجواب : هـــو نبي الله .



هـ + و + ن + ب + ي + ا + ل + ل + هـ



5 + 6 + 5 + 2 + 1 + 1 + 3 + 3 + 5 = 31

والله الموفق
لا تنسونا من خالص دعائكم
 

زرادشت

                                              الزرادشـتيـة:

 عرض نقدي مقارن  
تعريف: تنسب إلى زرادشت الذي عاش من سنة 660 ـ 583 ق.م،ويعتبر كتاب"أفت"
المصدر الأساسي والوحيد الذي يمدنا بالمعلومات عن طبيعة هذه الديانة ومؤسسها ،
الثنائية :زرادشت لا يحيد عن مقالة الفرق المجوسية إذ يقر النور والظلمة،
ويقول إنهما أصلان متضادان، وكذلك يزدان وأهريمان، وهما مبدأ الموجودات
وحصلت التراكيب من امتزاجهما، كما أن الخير والشر والفساد والصلاح والطهارة
والخبث وكل شيء يضاد شيء آخر إنما حاصل ذلك كله من امتزاج النور والظلمة،
وأنهما لو لم يمتزجا لما كان هناك وجود للعالم، وأن الامتزاج لا يزال قائماً
حتى يغلب النور الظلمة ثم يخلص الخير في عالمه وينحط الشر إلى عالمه وحينئذٍ
تكون القيامة.
زرادشت والقيم الأخلاقية: وتدعو الزرادشتية إلى نظام أخلاقي عبر عنه زرادشت
بقوله: "إني أشيد بالفكر الطيب، الكلمة الطيبة، العمل الطيب".إن صرح القيم
الأخلاقية بناء تشيده في النفس ثلاثة أركان: حُمادا أو التفكير الحميد.
حُقاتا أو القول الحق أو الصدق. خفائر شتا، أو العمل الطيب أو
الخير.وانطلاقاً من ذلك يستطيع الإنسان أن يحدد بأن ما يراه حقاً هو حق
بالفعل، وأن العمل الذي يراه خيراً هو حقاً الخير، وذلك على طريق التفريق بين
الباطل والخير، فالباطل طبيعته الفناء، و الخير طبيعته البقاء.
محاسبة النفس: كما أنه دعا الإنسان إلى أن يعمل الخير دون أن ينتظر الجزاء،
فإن الخير يحمل جزاؤه في نفسه، ولذلك عليه أن يستأصل عامل الشر من نفسه
وينمّي في نفسه بذرة الخير، لأن خالقه جعل له عقلاً وأعطاه القلم بيده وعلّمه
به ما لم يكن يعلم، وتركه يسطّر في لوحه ما يريد بعد أن بيّن له طرق الخير
وأمره بإتباعها وبين له طرق الشر وأمره بمقاومتها، عن طريق هذا العقل الذي
أعطاه إياه وهذا الضمير الذي أودعه فيه..
تفسير وجود الشر: يتميز المعتقد الزرادشتي بمحاولته تفسير وجود الشر في
العالم. ففي البدء لم يكن سوى الله- أهورا مزدا؛ وجود كامل وتام، وإلوهية
قائمة بذاتها مكتفية بنفسها. ولكن هذه الألوهة اختارت أن تخرج من كمونها
وتُظهر ما عداها إلى الوجود، فكان أول خلقها روحان توأمان ها سبينتا ماينيو
وأنجرا ماينيو. ولكي يكون لهذين الروحين وجود حقيقي مستقل عن خالقهما، فقد
منح لها خصيصة الحرية. وبداعٍ من هذه الحرية المطلقة فقد اختار سبينتا
ماينيو الخير ودُعي بالروح القدس، واختارأنجرا ماينيو الشر ودُعي بالروح
الخبيث. بعد هذا الخيار الأخلاقي للتوأمين، كان لابد من تصادمهما ودخولهما
في صراع مفتوح. على الرغم من أن الله كان قادراً منذ البداية على سحق أنجرا
ماينيو ومحو الشر في مهده، إلا أنه آثر عدم التناقض مع نفسه بالقضاء على
مبدأ الحرية الذي أقره، والسير بخطته التي تقوم على مقاومة الشراستناداً إلى
ذات المبدأ الذي أنتج الشر. وهنا عمد بمعونة الروح القدس سبينتاماينيو إلى
خلق ستة كائنات روحانية قدسية شكلت بطانته الخاصة التي تحيط به على الدوام،
ويُدعَون بالأميشا سبينتا أي الخالدون المقدسون. وقد أوجدهم الله من روحه كمن
يشعل الشموع من مشعل متقد. ثم إن هؤلاء أظهروا إلى الوجود بالطريقة نفسها
عدداً كبيراً من الكائنات القدسية الطيبة هم الآهوريون، فعهد إليهم الرب
بمهمة مكافحة الشر كل في مجاله. وبالمقابل فإن أنجرا ماينيو أظهر إلى
الوجود عدداً كبيراً من الكائنات الروحانية المتفوقة هم الديفا، فراحوا
يساعدونه في تخريب كل عمل طيب يصدر عن الله. وبذلك تم تشكيل عالم الملائكة
وعالم الشياطين قبل خلق العالم المادي.بعد أن تأسس الشر على المستوى
الروحاني، عرف أهورا مزدا أن القضاء على الشيطان وأتباعه لن يتيسر قبل خلق
العالم المادي، لأن عالم المادة سيكون بمثابة المسرح المناسب للصراع بين
جند الحق وجند الباطل، ولسوف يعمد أنجرا ماينيو إلى مهاجمة خلق الله بكل ما
أوتى من قوة، لأنه خلقٌ حسن وطيب وكامل، ولكن هذا الهجوم سوف يفُتُّ في عضد
الشيطان تدريجياً حتى يفقد قوته وسلطانه في آخر الأمر، ويُحسم الصراع لصالح
الخير عند نهاية التاريخ.
المعابد والهياكل: تتجلى بساطة الديانة الأصلية في غياب المعابد والهياكل
والمذابح. وزرادشت نفسه لم يعنَ بتشييد أماكن خاصة للعبادة، لأن الله موجود
في ك لمكان ويمكن التوجه إليه في أي مكان طاهر. كما منع النبي صنع الصور
والمنحوتات لأهورا مزدا وبقية الكائنات القدسية؛ لذا فقد خلت المراكز
الحضرية للمملكة الأخمينية من المعابد الضخمة، وكانت الصلوات تقام في
البيوت أو في أماكن مفرزة للعبادة في الهواء الطلق مزودة بموقد للنار
المقدسة. ولكن الملك أردشير الثاني الذي حكم من عام 485- 425 ق.م، خرج على
هذه التقاليد وكان أول من بنى المعابد الضخمة على الطريقة البابلية وزينها
بصور للكائنات السماوية. ولكن فريقاً من الكهنة عارضوا هذا الإجراء وردوا
عليه بإقامة معابد تتصدرها شعلة النار المقدسة بدلاً من تماثيل الآلهة،
وبذلك ظهرت لأول مرة معابد النار في إيران، وأخذ أهل الديانات الأخرى يصفون
الزرادشتيين بأنهم عبدة النار، في الوقت الذي لم تكن النار بالنسبة إليهم
إلا رمز اًللألوهة المطلقة الخافية. ومع ظهور معابد النار نشأت طبقة جديدة
من الكهان المتفرغين لطقوس النار عُرفت تاريخياً باسم ماجي، وباللغة
اليونانية ماجوس التياستمدت منها التسمية العربية مجوس.
طقوس الموت:تقوم طقوس الموت في الزرادشتية على نظرة النبي إلى الموت
باعتباره ناتجاً من نواتج فعاليات الشيطان في العالم. فأجساد الأحياء تنتمي
إلى أهورا مزدا، بينما تنتمي جثث الموتى إلى الشيطان. إن لمس أي جثة هو
مصدر للنجاسة، وعلى من احتك بها أن يطهر نفسه بالماء؛ كما أن أيجزء مقتطع
من الجسم الحي مثل قصاصات الأظافر أو قصاصات الشعر هو جزء ميت ويجب عدم
الاحتكاك به. وجميع الحيوانات التي تتغذى على الجثث من النمل والذباب
والكلاب والضباع وما إليها، هي حيوانات نجسة يجب قتلها أينما وجدت. من هنا
فقد خضعت عملية دفن الموتى إلى طقوس خاصة يقوم بها اختصاصيون يعرفون كيف
يطهرون أنفسهم بعدها. فقد كانت جثة الميت تسجى على مصطبة حجرية في منطقة
نائية أو في سفح جبل، ولا يسمح لها بالاحتكاك بتربة الأرض كيلا تلوثها،
وهناك تترك مكشوفة حتى تتحلل بالعوامل الطبيعية أو انقضاض الجوارح عليها.
وبعد فترة كافية لتحلل الجسد تدفن العظام تحت التراب انتظاراً لبعثها في يوم
القيامة.
التطور التاريخي:بقيت تعاليم زرادشت التي بثها في أناشيد الغاثا لفترة
طويلة بمثابة الإنجيل الذي يحفظ جوهر الدين ويجمع المؤمنين حول العقيدة.
ولكن لغة هذه الأناشيد صارت قديمة بمرور الزمن، ودعا أسلوبها البليغ
المختصر الكهنة إلى التوسط من أجل تبسيط أفكارها وشرحها للناس. وقد تراكمت
هذه الشروحات تدريجياً حتى شكلت مصدراً آخر من مصادر الديانة الزرادشتية،
وجُمعت تحت اسم الأفيستا؛ ثم تطلبت هذه المجموعة من الشروحات بدورها الشرح
والتفسير فنشأ على هامشها كتاب الزند أفيستا، أي شرح وتعليق على الأفيستا.
وقد لعب المجوس دوراً مهماً في تحرير وتطوير الأفيستا، ولكنهم أدخلوا تعديلات
مهمة على أفكار زرادشت الأصلية، فبنوا لاهوتاً متكاملاً عن مجمع الملائكة
ومجمع الشياطين، فصارت الملائكة التي تعمل تحت إمرة سبينتا ماينيو تُعد
بالآلاف، وكذلك الشياطين التي تعمل تحت إمرة أنجرا ماينيو. كما تحول
الأميشا سبينتا من قوى مجردة وغير مشخصة إلى كائنات إلهية لكل منها وظيفة
محددة في نظام الكون والطبيعة، وصارت فروض العبادة والتقديس تقدم إليها بما
هي كذلك. كما أدخل المجوس على العقيدة الأصلية تعديلاً جذرياً انحرف بهاعن
فكر زرادشت، عندما جعلوا أنجرا ماينيو يقف على قدم المساواة مع أهورا
مزدا،ونظروا إليهما كخصمين متصارعين منذ البدء؛ وبذلك تحول أهورا مزدا من
إله يسمو فوق الروحين البدئيين المتنافسين إلى طرف مباشر في الثنوية
الكونية.وفي عقيدة الزورفانية التي طورها فريق من المجوس، صار أهورا مزدا
وأنجرا ماينيو (الذي يتخذ هنا اسم أهريمان) ابنين توأمين للإله الأعلى
المدعو زورفان، أي الزمن. وقد عهد زورفان إلى أهورا مزدا بمهمة خلق العالم
ليغدو مسرحاً للصراع المكشوف بين قوى الخير وقوى الشر، وحدد لصراعهما ردحاً
معيناً من الزمن ينتهي بغلبة أهورا مزدا على خصمهأ هريمان؛ وبقي بمثابة
العلة الأولى والإطار الذي تجري ضمنه أحداث الكون. وقد تحولت هذه العقيدة
من هرطقة تعيش على هامش زرادشتية الأفيستا إلى دين رسمي للدولة في عهد
الأسرة الساسانية، حيث تحولت الزرادشتية في المراحل المتأخرة للتاريخ
الإيراني القديم من ديانة عالمية تتوجه إلى جميع بني البشر إلى ديانة قومية
خاصة بشخص معين
.تقويم ومقارنه
:ا/ الإسلام:
البعث : تلتقي الزرادشتيه مع الإسلام في القول بالبعث والجزاء الاخروى.
الشر: وقد قالت الزرادشتيه بوجود خير مطلق وشر مطلق هو تناقض لان المطلق لا
يتعدد ، والإسلام يقول بوجود خير مطلق هو الله تعالى، وشر مطلق مصدره
الشيطان او الإنسان.
الفيض: وتفسير هذه الديانة لكيفية وجود أهرمان يقارب تفسير الفارابي وابن
سينا لكيفية ظهور العقول والكواكب في نظريه الفيض .عباده الملوك:ويرى كثير
من الباحثين ان نظريه عباده الملوك فيها أثرت على الشيعة في قولهم بعصمة
الائمه.
ب/ الفلسفه اليونانية: وقد اخذ الفبلسسوف الالمانى نيتشه من زرادشت وألف
كتابا جعل زرادشت بطله .
 

كنفوشيوس

                                   الكنفوشيوسيه: عرض نقدي مقارن   
*الكنفوشيوسيه: عرض نقدي مقارن

كنفوشيوس : ولد سنة 551 ق. م في مدينة "تشو - فو" إحدى مدن "لو " الصينية .
وعاش فقيرا، حيث مات والده وهو ابن ثلاث سنين فربته والدته، فكان يدرس
ويعمل بعد الفراغ من المدرسة ليساعد على إعالة والدته . واشتغل في سن
الثالثة والعشرين بالتعليم، واتخذ داره مدرسة له.تعرض للتشرد والإبعاد
نتيجة اشتغاله بالسياسة، وطلبه المناصب، حيث رأى حروباً وفوضى سياسية اعتقد
أنه لا حل لها إلا من خلال حكومة صالحة تطبق مبادئ الفلسفة لتسيير دفة
الحكم، ولما بلغ كنفوشيوس التاسعة والستين من عمره، وقضى كنفوشيوس الأعوام
الخمسة الاخيره من حياته، يعيش حياة بسيطة معززا مكرما، قضى معظم وقته في
عزلة أدبية، منصرفا إلى نشر الكتب الصينية وكتابة تاريخ الصينيين. مات
كنفوشيوس في الثانية والسبعين من عمره.
كتب كنفوشيوس : مات كنفوشيوس وخلف وراءه خمسة مجلدات يقال إنه كتبها بنفسه،
وتعرف في الصين باسم " الجنجات الخمسة" أو "كتب القانون الخمسة"، وهذه
الكتب هي :
1 / اللي - جي أو سجل المراسم وهو كتاب يشتمل على القواعد القديمة من آداب
اللياقة، والأسس الدقيقة لتكوين الأخلاق ونضجها، بما يساعد على استقرار
النظام الاجتماعي .
2 / كتب ذيولا وتعليقات على كتاب "إلاي - جنج" أو "كتاب التغيرات" وموضوعه
علم ما وراء الطبيعة، رغم حرصه على ألا يلج بفلسفته إلى هذا المجال
المستعصي على عقل الإنسان وحسه .
3 / كتاب "الشي - جنج" وهو كتاب أناشيد قام بترتيبه وتبويبه، كما شرح فيه
كنه الحياة ومبادئ الأخلاق الفاضلة .
4/كتاب "التشو - شيو" وهو كتاب تاريخ سجل فيه أهم الأحداث التي وقعت في
مدينته "لو" .
5/الشو - جنج" وهو كتاب تاريخ آخر ولكنه أشمل، حيث جمع فيه أهم وأرقى ما
وجده في حكم الملوك الأولين من الحوادث والقصص .ويضيف الصينيون إلى هذه
الكتب الخمسة أربعة كتب أخرى، هي مما ألفها مريدوا مريديه، إلا أنها سجلت
في إيجاز ووضوح منقطعي النظير آراء وأقوال كنفوشيوس كما ذكرها أتباعه، وقد
جمعت تلك الكتب بعد عشرات السنين من وفاته .
أفكار كنفوشيوس
الأخلاق والسياسة: ترتكز فلسفة كنفوشيوس في إصلاح المجتمع على إصلاح الفرد،
فهو يرى أن في صلاح الفرد صلاح لأسرته، وصلاح الأسرة صلاح للمجتمع قاطبة.
ويرى أن وظيفة الحاكم أن يحكم الناس بالعدل، ولتحقيق العدل يوجب على الحاكم
أن يمثل القدوة الصالحة لشعبه في الأخلاق والسلوك الحسن، ويوجب عليه أن
أيضا أن يولي ولاياتهم وأن يوكل أعمال الحكم للصالحين لتستقيم الأمور،
ويحذر كنفوشيوس الحاكم من احتكار الثروة في أيدي المتسلطين، فيوجب عليه أن
يوزعها ففي توزيع الثروة جمع شتات الشعب، ويوجب على الحكام كذلك أن ينشطوا
في نشر العلم لأن التعليم إذا انتشر انعدمت الفروق بين الطبقات .
ويوجب على الحكومة أيضاً أن تغرس الأخلاق الطيبة بين الناس، ذلك أن الأخلاق
إذا فسدت فسدت الأمة معها. وآداب اللياقة هي التي تكون على الأقل المظهر
الخارجي لأخلاق الأمة .
ويوجب على الحكومة كذلك توفير الأمن الغذائي والأمن القومي لشعبها وأن تزرع
الثقة فيها في نفوس شعبها حتى تحصل الموائمة بينها وبينه، فيعم النظام
ويشيع الوئام .
وأما نظريته في الأخلاق فلا تقل أهمية عنده عن السياسية وشئون الحكم، بل إن
بينهما تداخلا لا يخفى، فالسياسة في المحصلة هي وظيفة أخلاقية يكون فيها
الحاكم هو المثال الخلقي لشعبه، وقد ألّف كنفوشيوس كتبا في الأخلاق، وحتى
كتب التاريخ كان يذكر فيها قصصا يحض فيها على الأخلاق الكريمة .
الطقوس والعقائد : أما جانب الطقوس والعقائد فلم يأت بشيء من عنده إلا أنه
كان حريضا على تقليد أهل عصره في ذلك، وكان يحث تلاميذه ألا يغفلوا عن
الطقوس والمراسم التقليدية في عبادة الأسلاف وتقديم القرابين لمعبوداتهم،
إلا أنه كان يتجنب البحث فيما وراء الطبيعة، ويحاول أن يصرف عقول أتباعه عن
أمور الغيب، فكان إذا وجه إليه سؤال في أمور الدين أجاب إجابة سلبية،
فعندما سأله بعض تلامذته قائلا : هل لدى الأموات علم بشيء أو هل هم بغير
علم " أبى أن يجيب جوابا صريحا . وعندما سأله آخر عن " خدمة الأرواح " (
أرواح الموتى ) أجابه " إذا كنت عاجزاً عن خدمة الناس فكيف تستطيع أن تخدم
أرواحهم ". وسأله آخر قائلا : "هل أجرؤ على أن أسألك عن الموت" فأجابه:"
إذا كنت لا تعرف الحياة فكيف يتسنى لك أن تعرف شيئا عن الموت".
الديانه الصينيه: وهكذا فأن كنفوشيوس لم يكن يُعنى كثيرا بمسائل الغيب
والطقوس والشعائر، ولكنه لم يكن يعارض ما يمارسه الصينيون من تلك الشعائر
والطقوس، بل كان يحث عليها على اعتبار أنها تشكل الوحدة الثقافية للصينيين
قاطبة. أما الديانة الصينية فقائمه على
1. يعتقد الصينيون بالإله الأعظم إله السماء، ويسمونه بالشانج - تي أي
القوة العليا المسيطرة على العالم، ويقيم له الإمبراطور احتفالاً سنوياً تقدم
فيه القرابين
2. يعتقد الصينيون أيضاً بأن للأرض إلهاً . كما أن الشمس والقمر والكواكب
والسحاب والجبال .. لكل منها إله
3. يتوجه الصينيون أيضا بالعبادة إلى أرواح آبائهم وأجدادهم وأسلافهم،
ويرون أن لأولئك الأموات أرواحا تضر وتنفع .
4. يؤمنون بأن ثمة أرواح خبيثة ترفرف من حولهم، لذلك يحرصون على رد عداوتها
بالأدعية والرقى السحرية .
5. يؤمنون بالسحر والتنجيم، وكانوا يستأجرون المتنبئين ليكشفوا لهم عن
مستقبلهم من أصداف السلاحف أو حركات النجوم، ويستأجرون السحرة ليوجهوا
منازلهم نحو الريح والماء، والعرّافين ليستنزلوا ماء الأمطار. وكانوا يعرضون
للموت من يولد لهم من الأطفال في أيام " النحس ".
6. يقرب الصينيون في كل يوم قرباناً متواضعاً - ويكون في العادة شيئاً من
الطعام – للموت ويرسلون الدعوات الصالحات إلى أرواحهم
.تقويم ومقارنه
ا/ الإسلام
أوجه الاتفاق: كنفوشيوس جاء كمصلح اخلاقى ولم يدعى النبوة، وقد دعا إلى
العديد من القيم الاخلاقيه التي دعا إليها الإسلام كاتفاق القول والعمل(كبر
مقتا عند الله أن تقولوا مالا تعلمون )وعدم جرح الناس بالكلام( ولو كنت فظا
غليظ القلب لانفضوا من حولك) وعدم المحسوبية (ولا تأكلوا أموال الناس
بالباطل لتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس )(البقرة:188)
أوجه الاختلاف :ولكن موقفه السلبي من تعدد الالهه أدى إلى تحول
الكنفوشيوسيه في مراحل تاليه إلى ديانة تكرسي لتعدد الالهه فضلا عن تاليه
كنفوشيوس نفسه لتتناقض هنا مع التوحيد في الإسلام.
ب/الفلسفة اليونانية: وللكنفوشوسيه الاسبقيه في القول بالعناصر الخمسة
(الخشب المعدن الماء النار التراب) بينما قالت الفلسفة اليونانية قبل سقراط
بالعناصر الاربعه(الماء النار التراب الهواء )كما دعي كنفوشيوس إلى مدينه
فاضلة شان أفلاطون لكن دعوته كانت واقعيه بخلاف أفلاطون الذي كان خياليا في
دعوته..

نظرية الوجود

 نظريه النفس عند ابن سينا   
------------------------------------------------------------------------
*نظريه النفس عند ابن سينا
نظرية الوجود:
أ) الإنسان
:النفس:تعريف النفس:يأخذ ابن سينا بتعريف أرسطو للنفس بأنها (كمال أول، جسم
طبيعي، آلي، ذو وجود بالقوة).
كمال أول: يقصد أرسطو بالكمال الفعل، فالوجود عنده بالقوة (إمكانية
كالبذرة) أو وجود بالفعل (تحقق كالشجرة). لكن الوجود بالفعل الذي يتعلق به
الكمال ينقسم إلى وجود بالفعل الأول (أي أولى درجات تحقق الوجود كالشجرة
قبل أن تثمر) وهو الكمال الأول، ووجود بالفعل الثاني (أي آخر درجات تحقق
الوجود كالشجرة المثمرة) وهو الكمال الثاني. وبالتالي فإن المقصود بأن
النفس كمال أول وأن وجودها بالفعل الأول أي في أول درجات تحقق درجات الوجود
أنها صالحة لتأدية وظائفها دون أن تؤدي هذه الوظائف فعلاً (مثل تعلم العلم
دون العمل به).
جسم طبيعي: ثم انتقل إلى بيان خصائص الجسم الذي هو أداة لهذه النفس فحدد
أول خصيصة له بأنه طبيعي أي أن حركته ذاتية (مصدرها النفس) بخلاف الحركة
الآلية التي مصدرها مؤثر خارجي
.آلي: أي أن الجسم بمثابة الآلة للنفس وأن أعضاؤه بمثابة آلات لتأدية وظائف
النفس
.ذو وجود بالقوة: إذا كان وجود النفس بالفعل (الأول) فإن الجسم ذو وجود
بالقوة أي إمكانية والنفس هي التي تنقل هذا الجسم من القوة إلى الفعل (أي
من الإمكانية إلى التحقق)
من أين جاءت النفس: إذا كان ابن سينا قد أخذ من أرسطو الإجابة على السؤال
ما هي النفس فإنه قد أخذ من أفلاطون الإجابة على السؤال من أين جاءت النفس
لاعتقاده أن هناك اتفاق بين أفلاطون والدين في الإجابة على هذا السؤال، حيث
يرى أن النفس كانت موجودة قبل وجود بدنها في عالم علوي قم هبطت إليه بعد
اكتما الجسم المستعد لقبولها كما في قصيدته العينية التي يشبه فيها النفس
بحمامة حبست في قفص وتحن إلى التحرر من شجنها والعودة إلى الحرية.وهبطت
إليك من المحل الأربع ورقاء ذات تعزز وتمنع
أدلة وجود النفس:ثم يورد ابن سينا مجموعة من الأدلة لإثبات وجود النفس منها:
البرهان الطبيعي، البرهان النفسي (السيكولوجي) برهان الاستمرار برهان وحدة
النفس وسنورد هنا برهان الإنسان المعلق في الفضاء لأنه من ابتكاره، ومضمونه
أنه لو فرض أن إنساناً خلق في الفضاء دفعه واحدة ولم يحس بوجود أعضاءه وضعت
وضعاً يحول دون تماسكها، وترك يهوي في فضاء لا هواء فيه حتى لا يكون لديه
فكرة ما عن الجسم ولو فرض أن تخيل يداً أو رجلاً فلا يظنها يده ولا رجله،
ولكن رغم هذه الشروط كلها فإنه سيظل يحس بذاته، وأنه موجود، وما ذلك إلا
إثبات للنفس وأنها غير البدن.
خلود النفس: ويرى ابن سينا أن النفس وإن كانت مع البدن فإنها لا تفسد
بفساده، إذ هو ليس علة لها فالنفس ذات روحانية بسيط غير مركبة وبالتالي غير
قابلة للفساد والانحلال.
قوى النفس:ويقسم ابن سينا النفس إلى ملكات أو بتعبيره إلى نفوس "حسب مراتب
الحياة الثلاثة النبات والحيوان والعاقلة. وبرى أن للنفس النباتية ثلاثة
قوى: غازية ) التغذي) ونامية (النمو) ومولدة (التناسل)..وللنفس الحيوانية
بالإضافة إلى قوى النفس النباتية قوتان: محركة (الحركة) ومدركة
(الإدراك).وللنفس الناطقة (الإنسانية) بالإضافة على قوى النفس النباتية
والحيوانية قوتان: عملية(السلوك) ونظرية (التفكير)
.تقويم:جاءت نظرية ابن سينا في النفس محاولة لإقامة نظرية إسلامية في النفس
تأخذ من كل أرسطو وأفلاطون بمعنى آخر فإن معيار الأخذ أو الرفض من كل من
أرسطو وأفلاطون كان ما يراه ابن سينا موافقاً أو مخالفاً للدين الإسلامي، حيث
نجده يأخذ من أرسطو تعريفه للنفس ويرفض الأخذ بالإجابة على السؤال من أين
جاءت النفس لأن أرسطو ينكر خلود النفس هو ما يخالف الدين ويلجأ إلى أفلاطون
في الإجابة على هذا السؤال لاعتقاده أن هناك اتفاقاً بينه وبين الدين
الإسلامي قائلاً أن التصور الأفلاطوني يقوم على فصل النفس عن الإنسانية عن
البدن وأولويتها عليه بينما التصور الإسلامي قائم على وحدة النفس والبدن
 

رأيت ربي بعين قلبي

                                               رأيت ربي بعين قلبي


  
شَرْحُ أَبْيَاتٍ فِي التَّصَوُّفِ

للإمام أبي عبد الله محمد بن يوسف السنوسي الحسني
( 832 ـ 895هـ)




بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وآله



قال الشيخ السنوسي رحمه الله تعالى

هذا تعليق على قول بعض السادات ـ رضي الله تعالى عنهم أجمعين ـ



رَأَيْتُ رَبِّي بِعَيْنِ قَلْــبِي ::: فَقُلْتُ لاَ شَكَّ أَنْتَ أَنْـتَ

أَنْتَ الَّذِي حُزْتَ كُلَّ أَيْنٍ ::: فَحَيْثُ لاَ أَيْنَ ثَمَّ أَنْــتَ

وَلَيْسَ لِلْأَيْنِ مِنْكَ أَيْــنٌ ::: فَيَعْلَمُ الأَيْــنُ أَيْنَ أَنْتَ

وَلَيْسَ لِلْوَهْمِ فِيكَ وَهْـمٌ ::: فَيَعْلَمُ الوَهْـمُ كَيْفَ أَنْتَ

أَحَطْتَ عِلْمًا بِكُلِّ شَيْءٍ ::: وَكُلَّ شَيْءٍ تَــرَاهُ أَنْتَ

فَمُنَّ بِالعَفْوِ يَا إِلَــهِي ::: فَلَيْسَ أَرْجُو سِوَاكَ أَنْـتَ


الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله .

قوله: (رَأَيْتُ رَبِّي بِعَيْنِ قَلْبِي)

يعني: عرفته بوجوده وما يَجِبُ له وما يَسْتَحِيلُ وما يَجُوزُ ببصيرة قَلْبِي التي هي
عَيْنُ القَلْبِ،

وهو الجُزْءُ منه الذي يَقُومُ به العِلمُ والفِكرَةُ المُضيئةُ الصَّحيحة .

وقوله: (فَقُلْتُ لاَ شَكَّ أَنْتَ أَنْتَ)

يعني: فقلت بقلبي لمّا أن عَرفْتُه بالبرهان القاطع ، وتميَّزَ لي عن كل ما سواه:
لا شكَّ ولا رَيْبَ أنت يا مولاي هو الموصوفُ

بهذه المحاسن التي أبْصَرَتْهَا بالبرهان عَيْنُ قَلبِي.

وإنما رَتَّبَ القَوْلَ على رؤية القلب ـ وهي معرفتُه بالله تعالى ـ تنبيهًا على أنّ
حصول الإيمان هو عند حصول المعرفة؛

لأنّ الإيمانَ ـ على الأصح ـ هو حَدِيثُ النَّفْسِ التابِعِ للمعرفة، لا نَفْسُ المعرِفَة
خلافًا للشيخ الأشعري.

ويحتمل أن يكون مرادُه برؤية عَيْنِ القَلْبِ المَعرِفَةُ الذوقِيَّةُ التي هي آخر مَقامَاتِ
السالكين، فيكون حينئذ معنى قوله

: "أَنْتَ أَنْتَ" أي: أنتَ الآن بحَسَبِ المَعرِفة الذوقية هو أنْتَ أوَّلاً بحسب المَعرِفَة
الرسمية التي أنتجتها البراهين العقلية؛

إذ علامةُ صِحَّةِ الذَّوْقِ أن يَجْرِيَ على وِفْقِ ما شَهِدَ به العِلْمُ الرَّسْمِي،

ولهذا يستعيذُ المؤمنون في الآخرة من الصورة التي تظهر لهم في الموقف على
صفة الحوادث فتقول أنا ربُّكم،

فيقولون: هذا مكانُنا حتى يأتينا ربُّنَا أو حتى يظهر لنا على الصفة التي
عرفناه بها من التنزُّهِ عن سمات الحوادث

كلها ، ولهذا لمّا رأوه على ما يَجِبُ له تعالى خَرُّوا سُجَّدًا،

وتلك الفتنةُ في الآخرة هي آخر الفِتَنِ التي يَظْهَرُ بها المُؤمن العارِفُ بما يَجِبُ
لمولانَا وما يَجُوزُ وما يَسْتَحِيلُ من غيره ،

ولا يَسْلَمُ من ضَرَرِ تلك الفتنة إلا من أتْقَنَ عقائِدَهُ في هذه الدار قبل موته
وأُسْعِدَ بالممات على ذلك،

نسأل الله سبحانه السلامَةَ من شرِّ كل مِحنَةٍ دُنيَا وأُخرَى بجاهِ سيدنا ومولانا
محمد صلى الله عليه وسلم.

قوله: (أَنْتَ الَّذِي حُزْتَ كُلَّ أَيْنٍ)

أي: أنت الذي أحطت بكل مكانٍ من العوالم عِلْمًا ومُلْكًا وتَدبِيرًا، أي كُلُّ العوالِم

وكل جزءٍ منها لا يشارِكُك في مُلْكِهَا ولا تدبِيرِها أَحَدٌ عُمومًا؛

لأن كل جُزْءٍ من أجزاء العوالم يَصْلُحُ أن يكون مَكانًا لجُزءٍ آخر ليستَقِرَّ عليه ،

فالأَيْنُ إذًا صادِقٌ بكل جُزءٍ من أجزاء العوالِم،

فحَوْزُهُ لكلِّ أَيْنٍ بالمُلْكِ والتدبير والعِلْمِ والقَهْرِ، وهو معنى مُلْكِهِ لكل العوالم
وتدبيره لشؤونها، والله تعالى أعلم.

قوله: (فَحَيْثُ لاَ أَيْنَ ثَمَّ أَنْتَ.)

أشار بـ"ثَمَّ" إلى المرتبة التي تُنَزَّهُ عن الأَيْنِ، وهي مَرتَبَةُ الإلَهِ الحَقِّ الذي
يستحيل عليه الجِرْمِيَّةُ والعَرَضِيَّةُ الملزومين لقبول الأَيْنِ،

وهي التي أراد أيضا بقوله: "حَيْثُ"، أي: أنت يا مولاي في المَرتبة التي تُنَزَّهُ
عن الجِرْمِيَّة والعَرَضِيَّة وقَبُولِ الأَيْنِ

الذي هو من خواصِّ العوالِم الحادِثة التي حُزْتَ جميعَها خَلْقًا ومُلْكًا وتَدبِيرًا،

فكيف يمكن أن تكون يا مولاي في مرتبة تُشْبِهُ مُلكَك؟! فأنت إذًا يا مولاي في
مرتبة لا يَصِحُّ فيها أَيْن،

وهي مَرتَبَةُ كونِكَ الواحِدُ الأحد الفَرْدُ الصَّمَد الذي لم يلد ولم يُولَد ولم يكن له
كُفؤًا أحد،

ولهذا أشار إلى هذه المنزلة العديمة المثال.

قوله: (وَلَيْسَ لِلْأَيْنِ مِنْكَ أَيْنٌ.)

يعني: إنك يا مولاي لمّا تنزَّهْتَ عن التَّحَيُّزِ وصفات الأَجْرَامِ من قَبُول الأَيْن
والجِهَات، لم يَكُن للأَيْنِ منك أَيْن،

أي: لم يَكُن للفظ الأين منك أينٌ ولا لمعناه، والسؤال به من جهة جلالك مُحال،
ولا يُسَلَّمُ الكلامُ الذي يُقَالُ فيه: أين أنت؟

بل يُعتَرَضُ ذلك الكلام ويُبْطَل، إلا أن يريد به صاحبُه غير معنى الأين الحقيقي،

وينصب قرينةً على مراده، كقوله ـ عليه الصلاة والسلام ـ للسوداء: «أين الله؟» ،

فإنه قال ـ عليه الصلاة والسلام ـ ذلك اختبارًا لها هل هي من المشركات
والمشركين

الذين يعبدون الأصنام التي محلُّهَا في الأرض ووُجِدَ تعظيمُها فيها فقط، فأجابت هي

بأنّ معبودها ليس الذي يُعظَّمُ في الأرض فقط ـ وهي الأصنام ـ،

وإنما معبودُها الله، في السماء لا يعظَّمُ فيها غيره، بخلاف الأرض فإنه قد عُبِدَ
فيها مولانا ـ جَلَّ وَعَلاَ ـ

وعُبِدَ فيها غَيرُه، ولهذا لم تُشِرْ إلى الأرض لِمَا في ذلك من اللَّبْسِ

لاختلاط المعبود الحَقِّ فيها بالمعبودات الباطلة في العبادة، ولا كذلك السماء،

فكأنها أجابت بأنَّ معبودَها اللهُ الذي تَعبُدُه الملائكةُ في السماء وَحدَه، كما
قال تعالى:

?وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاء إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ?[الزخرف:84] أي معبودٌ فيهما،

وقدَّمَ السماءَ لشَرَفِها وعَدَمِ الاشتراك فيها.

ويحتمل أن يكون مرادُه بقوله ـ عليه الصلاة والسلام ـ «أين الله؟» أي: أَيْنَ
منزِلَتُه في قلبك؟ هل هو مثل منزلته

في قلوب المشركين من تسويتهم له تعالى مع مخلوقاته في الألوهية، فأهانوا
منصب الألوهية الأعلى

وتلاعبوا به حيث أثبتوه لمن لا يستحِقُّهُ عقلاً ولا نَقْلاً من بعض الحيوانات
والجمادات،

كما قال تعالى: ?الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ

وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ ? [الأنعام:1]،

فذَكَرَ ـ سُبْحَانَهُ ـ أفعالَه التي يَعجُزُ عنها كل ما سواه فلا يفعلها لا بالحقيقة
ولا بالمجاز،

ثم الذين كفروا بأنعم المولى العظيم وجَحَدُوا دلائِلَ وحدانيته

وتنزُّهِه تعالى عن الشريك في ذاته وصفاته وأفعاله يَعْدِلُون به غيرَه،

أي: يُساوُونَ به غيرَه، وأتى بـ"ثُمَّ" لاستبعاد صُدور هذه الرذيلة من العقلاء،

فأجابت تلك السوداءُ لتعذُّر النطق منها بأنّ منزلة الله تعالى عندها ليس كمثل
منزلته في قلوب المشركين من عدم التعظيم،

بل هو عندها في الرفعة والجلالة في السماء الأعلى لا يَصِلُ أحَدٌ إلى قَدْرِه

ولا إلى التشبيه به لأنّ الناس إذا عظَّمُوا أحدا في غاية التعظيم قالوا في
التعبير في ذلك:

فُلانٌ أراه في السماء الأعلى ونجمًا في السماء وما أشبه ذلك.

قوله: (فيَعْلَمُ الأَيْنُ أَيْنَ أَنْتَ.)

هذا كلام مُرتَّب على نَفْيٍ، ولهذا يُنصَبُ المضارِع، أي: لا أَيْنَ لَكَ لا بالقَبُولِ ولا
بالحُصُولِ فيَعْلَمَ ذلك الأينُ بكُنْهِ ذاتِك،

إذ الأَيْنُ يَعْلَمُ بأنَّ كل ما حَلَّ فيه فهو من الأجرام الكثيرة الأمثال، فلا خفاء
إذًا لذاتٍ لها أين.

قوله: (وَلَيْسَ لِلْوَهْمِ مِنْكَ وَهْمٌ.)

مرادُه بالوَهْمِ هنا إدراكٌ يُقدِّرُ أمورًا من الأجرام والأعراض منها ما كان ومنها
ما لم يكن،

وبالجملة فهو إدراكٌ لا يخوض إلا في جنس الأجرام وجنس أعراضها،

ولمّا تنزَّهَ المولى العظيم أن يُماثِل شيئًا مما سواه من أجناس الأجرام وأجناس
الأعراض عمومًا قُصَّتْ أجنحةُ الوَهْمِ ورَجَعَ خاسِئًا

لا يَقْدِرُ أن يَلْمَحَ الذاتَ العَلِيَّة ولا صفاتها لأنّ ذلك الجلال العديم المثال
خارج وبعيد غايةَ البُعد عن جنس عِشِّه الذي يتحرَّك فيه.

قوله: (فيَعْلَمُ الوَهْمُ كَيْفَ أَنْتَ)

هذا أيضا مُرتَّبٌ على النَّفْيِ الذي قبله، يعني أنه لمّا استحالَ ارتسامُ ذاتك العلية

وصفاتك الجليلة المُرَفَّعَة في وَهْمٍ من الأوهام لم يكن للوَهْمِ عِلْمٌ بذلك الجلال،

وإنما العَقْلُ وَحْدَهُ أدرَك من ذلك الجلال على الجملة ما شَهِدت به العوالِمُ، وغَضَّ
الطَّرْفَ عَجْزًا عمَّا وراءَ ذلك.

قوله: (أَحَطْتَ عِلْمًا بِكُلِّ شَيْءٍ.)

يعني أنّ المولى العظيم أحاطَ عِلْمًا بكل ما سواه، لا يحيطون عِلْمًا بكُنْهِ ذاتِه،

وإنما تفضَّلَ عليهم بنَزْرٍ يسير من العِلْم ينتفعون معه في أمر دنياهم وآخرتهم.

قوله: (وَكُلَّ شَيْءٍ تَرَاهُ أَنْتَ.)

أي: كل موجود فأنت تراه، وسائر الموجودات حَجَبْتَهُم عن رؤية ذلك الجلال،

إلا أن تَفْتَحَ لمن شئت فيما شئت من غير تكييفٍ ولا تحديدٍ، فهذا كله تحقيقٌ
لعظيم مُلْكِه وقهره كل ما سواه،

وعبودية كل ما سواه له.

قوله: (فَمُنَّ بالعَفْوِ يَا إِلَهِي، فَلَيْسَ أَرْجُو سِوَاكَ أَنْتَ)

هذا مُرتَّبٌ على العلم والرؤية لكل موجود، ومن جملة الموجودات المعاصي التي
تقع من العبيد،

وقد علمت أن الجاني إذا لم يَرَ المَلِكُ جنايته بِبَصرِه وإنما شُهِد عليه بذلك ربما
يحتال عليه بإنكارٍ وتجريح للشاهد ونحو ذلك،

أمّا إذا علم أن الملك قد رأى جنايته ببصره، والفَرْضُ أنه في قَبْضَةِ المَلِكِ،
انقطعت عنه الحِيَلُ كلّها ولم يُمْكِنْهُ إلا النداء

بالويل والثبور والتضرّع بين يدي الملك والتشفع إليه بخواص عبيده وبذاته
المنزَّهة في طلب العفو،

فهذا وجه ترتيب هذا الكلام بالفاء،
على ما قبله، والله أعلم، وبه التوفيق لا رب غيره ولا معبود سواه.

اللهم اختم لنا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام والمغفرة لجميع الذنوب
بلا محنة يا غفور

الحكيم أرسطو طاليس


      الحكيم أرسطو طاليس (عليه السلام) 


*.الحمد لله الذي قسم البريّة كيف شاء فانفرد بكل ما فعله كما أحبَّ و جعل ما
في السماء دائم الحركة و ثبت له في ذلك القوة التي لا يقاسُ إليها شيء , و
جعل حركة الكواكب لاظهار كيفيات ما في العالم و صيّر التغيُّر والانقلاب على
حالة واحدة , و قوم بعضاً من بعض , و أحالَ بعضاً إلى بعض , فكلُ بيده و من
عنده , لا نقص لما أثبته , ولا دوام لما فرّقه .
· *

*الحمد لله الذي سبق الكيفية والماهية , و تعالى عن جميع الأينيات و
المحدودات والموصوفات, , فأنشئ به كل موصوف و أعيد كل المتجانسات . الذي
أظهر اشتراك الأشياء و اتفاق ما أنشأ بتوحيده و انفراد قدرته , و أثبت
اختلاف البريّة بقوته و سعة قدرته , لا مثال لقدرته و لا قرين لقوته , و لا
أمدَ لملكه و لا زوال لربوبيته و لا معاند لأمره و لا خلل في خلقه . أحكم
البريّة و زيّن بأجمل الأمور الخلقة : فما شاء يبقى بقى , و ما شاء أن يفنى
فنى . فمُضيُّ الأشياء دالٌ على قوته و انقلابها دالٌ على قدرته . فكل المدح
دونه و كل القياسات منحطة عن جلاله . ارتفع عن التوهم و علا على كل ممدوح
فله الحمدُ كما هو أهله .
· الشكر واجب لله تعالى و المنُّ له سبحانه على البريَّة و الطول من عنده إياه
أحمد و هو ملجأي , و به أستعين على المهم في كبير أمري و صغيره ,و شكري له
شكر من يعرف مننه عليه و لا يحصي نعمه لديه و من يقول : إنه واحدٌ لا أول له
و لا زوال لملكه . أنشأ الخليقة لا من موجودات , و أحدثها لا من متقدمات .
خلق الرؤوس الأوائل كيف شاء , و برأ الطبائع الكلية من تلك الرؤوس على ما
شاء .*


*· الحمد لله الذي اختبر عباده بأقل من مقدار الطاقة و أمرهم بما لهم فيه
الحظوة الذي بنعمته على خلقه و رحمته و رأفته , و صرف عنهم البلاء على غير
استحقاق منهم . و الحمد لله الذي صيَّرني بنعمه على ممن يشكره و يعرف إحسانه
و فضله , الذي ملك المعرفة و العقل , و أذلّ الجهل و المعاندة . إياه اعبد و
أشكر , و به أستعين و عليه أتوكل – و بذلك أرجو السلامة و التوفيق .
· ليس الآمر بالخير بأسعد به من المطيع , و لا المتعلم بأسعد من المعلم له
, و لا الناصح أولى من المنصوح , إن أفضل ما أنت تاركٌ من هواك ما أنت مصيبٌ
من لذته و السرور به . و أفضل ما يقسم للناس من معايشهم في الدنيا إن
الواهب لم يرض لنفسه من الناس إلا بمثل الذي رضي لهم به منه : فإنه رحمهم و
أمرهم بالتراحم و صدقهم و أمرهم بالتصادق و جاد عليهم و أمرهم بالجود و عفا
عنهم و أمرهم بالعفو فليس قابلاً إلا مثل الذي أعطاهم و لا آذنٌ لهم في خلاف
ما أتى إليهم .
· اعلم إنه لا شيء لك إلا ما نلت من جميل الذكر و رضوان الخالق تعالى ذكره
فإنك إن وثقت به في حقه عليك وقاك شرّ من دونه .
· اعلم أنك غير مستصلح رعيتك و أنت فاسد . و لا مرشدهم و أنت غاوٍ و لا
هاديهم و أنت ضالٌ . فكيف يقدر الأعمى أن يُهدي و الفقير أن يُغني , و الذليل
أن يُعز , و الضعيف أن يُقوي ! و اعلم أنه ما استصلح المستصلح غيره إلا بصلاح
نفسه , و لا أفسد المفسد سواه إلا بفساد نفسه فإن رغبت في صلاح من وليت
أمره فابتدئ بصلاح نفسك . و إن أردت دفع العيوب عن غيرك فطهر منها قلبك ,
فإنك لا تقدر على تطهير غيرك و قد دنست نفسك كبعد المتطبب من إبراء غيره من
دائه مثله , و لا تُرك ذاتك أنه إذا أحسنت القول دون الفعل فقد أبلغت إلى
السامعين منك دون أن يصدق قولك فعلك و تحقق سريرتك علانيتك .
· إذا أردت الغنى فاطلبه بالقناعة فإنه من لم تكن له قناعةٌ فليس المالُ
مغنيه و إن كثُر .*


*· اعلم أن من علامة تنقل الدنيا و كدر عيشها أنه لا يصلح منها جانبٌ إلا
بفساد جانب آخر , و لا سبيل لصاحبها إلى عز إلا بإذلال , و لا استغناء إلا
بافتقار . و اعلم أنها ربما أصيبت بغير حزم في الرأي و لا فضلٍ في الدين .
فإن أصبت حاجتك منها و أنت مخطئ , أو أدبرت عنك و أنت مصيب فلا يستخفك ذلك
إلى معاودة الخطأ و مجانبة الصواب .
*

*· لا تضنن على الناس بما ترغب فيه و لا تأت إليهم ما تكره أن يؤتى إليك و
قاتل هواك و أقصر رغبتك و اكفف شهوتك و احلل الحقد من فؤادك و طهّر من الحسد
قلبك و اقبض إليك أملك فإن بسط الأمل مقساة للقلب و مشغلة عن الميعاد . و
ليكن ما تستعين به على إطفاء الغضب علمك بأن الزلل لا يخلو منه أحدٌ و به
وقع صاحبك .*


*· احذر الشهوات و ليكن ما تستعين به على كفها عنك علمك بأن الشهوات مذهبة
لفضلك مهجّنة لرأيك , شائنة لعرضك شاغلة لك عن عظيم أمرك لأنها لعب و إذا
حضر اللعب غاب الجد , و لا يقوم الدين و لا تصلح الدنيا إلا بالجد . و إن
نازعتك نفسك إلى الشهوات و اللهو فإنها قد نزعت بك إلى شر منزلةٍ فغالبها
أشد مغالبة و امتنع منها أشد الامتناع . و ليكن مرجعك منها إلى الحق فإنك
متى تترك شيئاً من الحق فلا تتركه إلا إلى الباطل و مهما تترك من الصواب
فإنما تتركه إلى الخطأ . فلا تداهن هواك باليسير فيطمع منك في الكثير و لا
يرحبنّ بمقارفة صغير الخطأ فإن لكل عملٍ ضراوةٍ و متى تعوذ نفسك القليل تعدل
بك إلى الكثير .
*

*لا تبطل عمراً في غير نفع , و لا تضع لك مالاً في غير حق و لا تصرف لك قوة
في غباوة , و لا تعدل لك رأياً في غير رُشد . فعليك بالحفظ لما أتيت من ذلك و
الجد فيه و خاصةً في العمر الذي كل شيء مستفادٌ سواه فإن كان لا بد لك من شغل
نفسك بلذة فلتكن في محادثة العلماء و درس الحكمة .
*

*إياك والكذب فإن الكذاب لا يكذب إلا من مهانة نفسه و سخافة رأيه و جهالةٍ
منه بعواقب مضرة الكذب عليه . و اعلم أن أقل ما ينزل بالكذاب إذا عُرف به أن
يقول فلا يُصدق وهو صادق و لا يُحكم و هو عادل , و لا يُبرأ و هو نظيف . *


*· اعلم أن سرعة ائتلاف قلوب الأبرار حين يلتقون كسرعة اختلاط ماء البحر
بالمطر وبُعد الفَجَرة من الائتلاف و إن طالت معاشرتهم كبعد البهائم من
التعاطف وإن طال اعتناقها . *


*العدل ميزان الله عز وجل في أرضه و به يؤخذ للضعيف من القوي و للمحق من
المُبطل,. فمن أزال ميزان الله عما وضعه بين عباده فقد جهل أعظم الجهالة و
اغتر بالله سبحانه أشد الاغترار . *

*, العالم يعرف الجاهل لأنه كان جاهلاً والجاهل لا يعرف العالم لأنه لم يكن
عالماً .
ليس طلبي للعلم طمعاً في بلوغ قاصيته ولا استيلاء على غايته , و لكن التماساً
لما يسع جهله ولا يحسن بالعاقل خلافه . *


*·استعن على أمورك بخلتين إحداهما تألف الأهواء والأخرى التثبت في الأمور . *


*الحكمة رأس التدبير وهي سلاح النفس و مرآة العقل, وبها تذلُّ المكروهات و
تعز المحبوبات ,ما أحسن رأي من حقق في طلبها ! و ما أبهى نتائج الحكمة في
النفس و هي رأس الممدوحات و أصل المفاخر, وكفى بالحكمة قدراً أن في حجة من
رام إبطالها تثبيتها , وقوله إن الحكمة باطل موجبٌ لها أنها حق . وكفاها
فضلاً أن الجهل ضدها و خلافها , و هو الذي ينتفي الناس كلهم منه و يتدافعونه
أجمعون . بها تنال الدنيا حق المنالة. و هي الفائدة إلى فوز العاقبة . و
بها تنجو النفس من العذاب . *


*أول منازع النفس الذِكر(أي بمعنى أن يذكرك الناس ويفاخروا بك), والرياسة
تُنتج حبَّ الذِكر فإن طُلبت من غير جهتها انتجت الحسد ,. والحسد ينتج الكذب
والكذب هو أصل , و نتيجة الكذب في النفس النميمة و النميمة تنتج البغضاء ,
والبغضاء تنتج الجور والجور ينتج التصادم والتصادم ينتج الحقد و الحقد ينتج
المنازعة و المنازعة تنتج العداوة و العداوة تنتج المحاربة و تفنى العمارة
. و ذلك يؤول إلى مخالفة فعل الطبيعة و مخالفة فعل الطبيعة فساد الأمر كله .*


*اطلب الغنى الذي لا يفنى والحياة التي لا تتغير والملك الذي لا يزول
والبقاء الذي لا يضمحل .
· أصلح نفسك لنفسك يكن الناس تبعاً لك وكن رؤوفاً رحيماً و لاتكن رأفتك و
رحمتك فساداً لمن يستحق العقوبة و يصلحه الأدب .خذ نفسك بإثبات السنة فإن
فيها كمال التقى . *


*· إياك والبغي فإن فيه هتك القوة و إياك و العجب فإنه يفسد كبير الفضل,
واعلم أن البذخ رأس الفشل . *


*· صيّر دنياك وقاية لآخرتك , وصير آخرتك وقاية لدنياك, برَّ أهلَ التقوى
المشهورين بالزهد وقدّم مجلس من كان معروفاً بالورع واقض حوائج العامة بهم,
·اعلم أن العلم زين الملوك و دليل ذلك أن يسلم الناس من جورك و يحمدوك و
تسلم آخرتك .

· اطلبوا الدنيا لتُصلحوا بها الآخرة و لا تطلبوها لتصلح هي فما أقل اللبث
فيها و أسرع الانتقال عنها فقد أصبحتُ فيها غير راغب و منها على وجلٍ و أنا
أسأل الله الخالق أن يسلمني من الدنيا و أن يسلم أهلها مني الأردياء
ينقادون بالخوف و الأخيار ينقادون بالحياء فميز بين الطبقتين و استعمل
في.أولئك الغلظة و البطش و في هؤلاء الإفضال و الإحسان إليهم .
·
,رغبتك فيمن يزهد فيك ذل نفسٍ وزهدك فيمن يرغب فيك قصر همة . الجاهل عدوٌّ
لنفسه فكيف يكون صديقاً لغيره.

· الصالح هو كل ما إذا هو أتى إليك أصلحك والسيء كل ما إذا هو أتى إليك , و
إذا كان المصلح أيضا يصلح منك ما أنت حقيقٌ بحبه فلا يسخطك عليه إفساده منك
ما أنت حقيقٌ ببعضه .*


*· إذا كانت الحكمة هي خير الدنيا و كان ثوابها هو خير الآخرة فأحق ما وجهت
إليه همتك الحكمة .
 

نظرية المعرفة عند أفلاطون


      نظرية المعرفة عند أفلاطون (هام جدا) 


*من أهم ما كتب أفلطون حيث تلقي الضوء على صلب فهم العقيدة فيقول:*


*لا يجوز اعتبار الحواس وحدها أساساً للمعرفة و إنه لا بد من توسط العقل
لتصحيح الإدراك الخاطئ و لإعطاء صورة حقيقية عن المُدرك . إن لهذه الحقيقة
العقلية وجوداً ذاتياً مستقلاً أصيلاً , مما حدا بأفلاطون للانطلاق إلى نظرية
الحقائق الكلية أو نظرية المُثل . و لكن هل إلى معرفة هذه الحقائق الكلية من
سبيل ؟ أجل إن النفس قبل أن تحل في الجسد كانت تعيش في عالم المُثل العقلي
مدركةً لجميع الحقائق و لمّا التصقت بالجسد نسيت ما كانت تعرفه , فاستعانت
بالفلسفة على تذكرها . إذن فالمعرفة هي تذكر الحقائق الأزلية و ما وظيفة
المعلم أو المرشد إلا تسهيل سبيل التذكر و لما كانت الكليات واحدة لا تتغير
فإن المعرفة أيضا واحدة و ثابتة . *



*أما أنواع المعرفة عند الإلاطون فهي اربعة : *

*الإحساس: و هو إدراك عوارض الأجسام أو أشباحها . *

*الظن: هو نعمة إلهية و ليس اكتساباً عقلياً و هو بمثابة قلق في النفس يدفعها
إلى طلب العلم .*

*الاستدلال: وفيه يتبع منهج الرياضيين في حل المشاكل بالإيجاب أو السلب . *

*التعقل: و هو إدراك الماهيات المجردة من كل مادة و هو أسمى درجات المعرفة .*



*نظرية المُثل : *

*المُثل عن أفلاطون هي الصور المجردة أو الحقائق الخالدة في عالم الإله و هي
لا تندثر ولا تفسد و لكنها أزلية أبدية و الذي يفسد و يندثر إنما هو هذا
الكائن المحسوس . *

*وبالنسبة لأفلاطون هناك عالمان عالم العقل أو عالم الإله و فيه المُثل
العقلية و الصور الروحانية و عالم الحس أو عالم الظلال و فيه الصور
الجسمانية والأشخاص الحسية .*

*فكأن عالم الحس عالم الظواهر المتغيرة و كأن عالم العقل عالم الحقائق
الثابتة .*

*و نسبة الحقائق التي في عالمالعقل إلى النسخ التي في عالم الحس نسبة
الأشخاص الحقيقيين إلى الصور التي في المرآة . *



*إن الفرق بين الصور المنطبعة في مرآة الحس والحقائق الموجودة في عالمالعقل
هو أن صور المرآة الحسية صور خيالية متغيرة على حين أن المتمثل من الحقائق
في عالمالعقل صور روحانية مجردة أو في مُثل ثابتة تحرك الأشخاص و لا تتحرك و
لها الوجود الدائم و الثبات المستمر . *



*الله : *

*يثبت أفلاطون وجود الله ببرهانين اثنين :*

*برهان الحركة و برهانالنظام فيقرر من وجه أول أن الحركات سبع : الجهات
الست , و الحركة الدائرية , و إن حركة العالم دائرية منظمة لا يستطيعها
العالم بذاته و لذا فهي ترجع إلى علة عاقلة و هذه العلة العاقلة هي الله .*

*ومن الوجهة الثانية يقول : إن العالم آية فنية و هذا العمل الرائع هو من
صنع عقل كامل توخى الخير و رتب كل شيء عن قصد .*

*وإن مثال الجمال هو المقصد الأسمى الذي ترمي إليه الإرادة في نزوعها نحو
المطلق و الغاية القصوى التي يتوخاها العقل في جدله و هذا المثال لا يوصف .*

*إن مثال الخير هو أقصى حدود العالم المعقول و علة لكل ما هو خيّر و جميل و
هو الذي يمنح النفس قوة الإدراك و هو مبدأ العلم و الحق . *



*الخير و الشمس ملكان :*

*الأول ملك على العالم المعقول و الآخر الشمس على العالم المحسوس و مقصد
أفلاطون أن الخير يربط كل شيء و أنه أساس كل شيء كما هي الشمس مصدر الحياة
في عالم الحس .*

*وإن الله في العالم المعقول كالشمس في العالم المحسوس أي كما أن الشمس تهب
الأشياء الحسية وجودها واستمرارها كذلك الله في العالم المعقول يهب المُثل
وسائر الكليات العقلية وجودها و ماهيتها . *

*ويعتبر أفلاطون أن الايمان بالله و بعنايته يسعفان على صيانة النظام في
المجتمع , ومن أنكر الله ساءت أعماله و أخلّ بالنظام فاستحق العذاب . *

*و انطلاقاً من إيمان أفلاطون بالله و بعنايته اللذين يسعفان على صيانة
النظام في المجتمع تصور الدولة كمثال يسعف على صيانة نظام المجتمع و ما
يستتبعه هذا النظام من توفير للضمانات العقلية التي تكفل معرفة الطريق
للوصل إلى الإيمان بالله و التمسك بعنايته و التسليم بقضائه و قدره و الرضى
بأفعاله سراً و جهراً و اعتبر أفلاطون المعرفة تلك هي ذاتها في كل عصر و زمان
و إن الفيلسوف هو من يعرف الخير و هذا العرفان هو توكيد بوجود مستوى موضوعي
تقاس عليه كل الفرضيات . *



*النفس الإنسانية : *

*للعالم نفس كلية تحركه و للإنسان نفس هي علة حركته و هي متصلة بعالم المثل
من جهة و بعالم الكون و الفساد من جهة ثانية و تنقسم النفس إلى قسمين :*

*1-الجزء الأعلى أو الأرقى منها و به العقل و هو بسيط خالد يدرك المثل و
مركزه الرأس .*

*2- القسم الأسفل , اللاعقل , يتجزأ و يفنى و هو مقسوم بدوره إلى شريف و
وضيع و بالشريف تتعلق العواطف النبيلة كالشجاعة و مركزه القلب و بالوضيع
تتعلق الشهوات البهيمية و مركزه البطن . *

*ثم عمل أفلاطون على إثبات خلود النفس فأعطى أدلة ثلاثة على خلودها.*

*الأول :*

*التقمص و هو عقيدة (فيثاغورية) ومختصر قوله في هذا الدليل: أن الأشياء
تتغير دائرةً بين الأضداد يتولد الأكبر من الأصغر والأحسن من ألأسوأ وبالعكس
, و على هذا النحو يصح القول بأن الحياة تُبعث من الموت و إلا لانتهت
الأشياء إلى سكون .*

*والدليل الثاني :*

*تعقل المُثل , فالنفس عرفت المُثل قبل هبوطها عالم الطبيعة و المُثل بسيطة و
البسيط دائماً ثابت لا يعتريه انحلال . و إن النفس تدرك المُثل فلا بد من أن
تكون شبيهة بالمُثل التي تدركها لأن الشبيه يدرك الشبيه فينجم عنه أن النفس
كالمُثل . و إذا قيل أن النفس ماهية تشارك الحياة بالذات و لا تقبل ما هو
ضدها و عليه فهي لا تقبل الموت . *



*منشأ الطبيعة : *

*كل حادث إنما يحدث بعلة و العالم مُحدث لأنه محسوس و كل محسوس محدث و كل
حادث لا بد له من مُحدث أو صانع و قد صنع العالم على مثال المثل الذي هو
الحق و الخير و الجمال . و الخير التام لا بد له من أن يفيض من صفاته على
ما يصنعه فيأتي شبيهاً به . و لذلك أتت الكائنات الروحية العليا و هي المثل
عاقلة حية و جاء العالم الأعلى ثابتاً لا يدركه نقص أو فساد . *



*الأخلاق *

*أهم موضوعاتها :**اللذة و الألم , الفضيلة و الرذيلة و العدالة و السعادة.*

*اللذة و الألم : يرى أفلاطون أن لذة الشهوة و الرغبات الجسمانية موت متكرر
إنها تنمي الرغائب و تنمي الآلام فإرضاؤها يضاعف الشعور بالحرمان و يزيد
الآلام لذا كانت الحياة الفاضلة التي لا تدور حول إشباع اللذات هي الحياة
الحقيقية . *

*الفضيلة : الفضائل ثلاث تديرها قوى النفس الثلاث : الحكمة فضيلة العقل و
العفة فضيلة القوة الشهوية و تتوسط هذين الطرفين الشجاعة و هي فضيلة القوة
الغضبية و تعين العقل على الشهوية فيقاوم إغراء اللذة و مخافة الألم و
الحكمة أولى الفضائل و مبدأها و بها نظفر بسائر الفضائل .*

*وكل فضيلة خلت من الحكمة فضيلة عبدة . و إن من أنكر العقل تعذر عليه بلوغ
الفضيلة .*

*والفضيلة عمل الحق صادراً عن معرفة حقة بقيمة الحق و هذه هي الفضيلة
الفلسفية . و عندما تحقق كل قوة من هذه القوى الثلاث أي القوة العاقلة و
القوة الغضبية و القوى الشهوية فضائلها و هي الحكمة و الشجاعة و العفة ,
تتحقق عندها في المرء الفضيلة الرابعة و هي العدالة . *

*العدالة : و لقد أدرك أفلاطون الوجود الثابت و هو وجود عالم الكليات أو
عالم المُثل الحقيقي . و لكن كيف تتم معرفة هذا الوجود الثابت ؟ و كيف يمكن
أن يتوصل العقل لإدراك المُثل ؟ هذا ما توضحه التربية الأفلاطونية . إن
المعرفة ملكة النفس الخالدة التي كانت قد أبصرت الجمال المتألق و بقية
المُثل قبل أن تهبط إلى العالم الأرضي و تحل في الجسد ( كنا كاملين أصفياء
لا نحمل معنا ذاك الشبح الذي سميناه الجسد ) و عندما تسكن النفس الجسد
البشري تنسى مرحلياً معرفتها تلك إلا أنه يمكنها تذكرها و استعادتها في
حياتها الأرضية بالدراسة النظرية و التأمل الفلسفي الذي يهدف إلى تحريرها
من عوائق و حواجز الجسد . فالتعلم استعادة معرفة ضائعة منسية . *
 

الحكيم فيثاغورث



      الحكيم فيثاغورث ( الحقيقة – العقل – معرفة الله ) 


*يوضح فيثاغورث من خلال فلسفته توضيح معنى العقل والحقيقة لمعرفة الله
فيفسرها بالتالي:*

*الله هو الحي و هو الحقيقة المطلقة مدثراً بالنور .**
الحقيقة كاملة و عظيمة إلى حدٍ بعيد إذ الله سيصور نفسه مرئياً للناس .
لذلك سيختار نوراً لجسده و حقيقة لروحه .
الشيئان الأفضلان اللذان أعطيا للناس من العُلى هما حب الحقيقة و حب فعل
الخير .
الله يتكلم بصوت الحقيقة فقط إنها صوته الوحيد . لا يمكن الباطل و الخداع
لا في صوته و لا في أعماله الله لا يحتاج لإنسان كي يعلن إرادته أعلنها هو
ذاته في الكون بوصفه نظاماً متناغماً منذ بدء الأزل .
الله يكشف معناه إلى العاقل بواسطة أعماله و بدون أي صوت .
إن الكون بوصفه نظاماً كاملاً متناغماً يعلن حقيقته و يُسمع بيانه . إن أفعاله
تنبئ عنه .
كما في أعلى هكذا في اسفل , كما في أسفل هكذا في أعلى لا يوجد شيء مخبأ لا
يمكن كشفه.
الحقيقة مفتاح الأسرار كلها**.
إن روح الإنسان ذات أصل إلهي و من ثم يمكن أن توجد قوة نبوية حقيقية فيها
لكن النبوة الحقيقية يجب أن تأتي من الروح ترشدها النفس الحقة .
التأكيد الحقيقي فيما يخص الله هو تأكيد لله لكن التأكيد الباطل لا يمكن أن
يكون.
يمكن وجود الألوهية الحقة لكنها تأتي من الحكمة المؤسسة على قواعد علم
الحساب . و لا تأتي من الإرشادات و الرموزات و الكهانة .*
*
*
*ليس من الضروري أبداً أن يُخدع الإنسان فلديه داخل نفسه معاني أكيدة لكشف
المغالطة و لإقامة الدليل على الحقيقة و برهنتها .
أليس الدليل العقل ؟ يمكننا الوثوق بالعقل إذن ؟ العقل خالد يفنى كل ما
عداه لأنه إذا نشد أي إنسان الحقيقة بجد و عناية في ضوء العقل سيعرف عن
العقيدة سواء إذا كان مصدرها العقل أو الإنسان .
كل شيء باطلاً أو خطأ لا يمكن أن يصدر من الله الحقيقة تظهر نفسها بوضوح .
بما أن الله يتكلم الحقيقة بشكل أزلي هكذا أبناء الآلهة ينبغي عليهم أن
يتكلموا الحقيقة على الدوام تكلم الحقيقة أو لا تقل شيئاً على الإطلاق لا
تخدع أي إنسان كي تهلكه لا تخدع نفسك .
لا تخبئ نور الحقيقة تحت مكيال الحبوب . من يخبئ الحقيقة يدفن الذهب .
إخفاء الحقيقة يشبه دفن الذهب .
العطيتان الأنبل التي وهبتها السماء للإنسان هما لتتكلم الحقيقة و تفعل
الخير . هذان الشيئان الإثنان يشبهان أعمال الألوهية . إن قول الحقيقة يعظم
الإنسان حتى العبادة .
يُبحث عن الحقيقة بعقلٍ طاهرٍ من الأهواء الجسدية .
ستختبر اتحاذ الله الخالد مع الإنسان الفاني عند انتصارك على الأشياء
الشريرة .
يكون الإنسان في وضعه الأفضل عندما يتجه نحو الله كلا و ليس الله أبداً
ببعيد . إذا كان عملك خارجاً عن الاتصال بالله و عن عنايته فأنت الذي فضلت
نفسك عن الله و ليس الله هو من حوّل نفسه عنك . اعتبر أن الوقت الذي لا تفكر
فيه بالله كله خسارة لك . لهذا السبب فكّر بالله غالباً و أكثر مما تتنفس
علاوة على ذلك إتبع الله .
الله أحد . توجد حقيقة واحدة . وحدة واحدة تشمل السماء و الأرض . الحياة
واحدة كلها و الله أحد . الحياة و الدين هما واحد لا إنفصال بينهما . عبادة
الله واحدة و لن تكون شراً , توجد طريقة واحدة فقط أن تتبع الله ! نهاية
الحياة هي أن تحيا بإنسجام مع الله .
الحياة السعيدة الحقيقية هي حياة الاعتدال التي تُنظم فيها إرضاء الرغبة
بالاعتبار للعدل و الاعتدال . إن مستلزم الحياة المعتدلة الأول هو تبجيل
الله . مكتوب أن أعرف الله ! أعرف نفسك !
دعنا نتأمل الله روحياً ! إننا نحيا فيه و بواسطته حقاً . نحن نحيا بواسطة
الله حقاً كما يحيا الجنين في أمه .
يستطيع الإنسان تحسين روحه بطرائق ثلاث بالمحادثة مع الله , بادئ ذي بدء
لأن لا أحد يقدر على الاقتراب منه ما لم يمتنع عن فعل الشرور كلها مقلداً
الألوهية حتى بالاستيعاب . ثانياً : بفعل الخير الذي هو صفة مميزة للألوهية
. ثالثاً : بالموت .
من يعرف الله سيعرف كيف يعبده . من لا يعرف الله لا يعرف كيف يعبده . إذا
عرفت من أوجدك ستعرف نفسك . تذكر أن النفس المنتشرة ككل التي تعطي النور
إلى الكون كله تماثلك في النوع و الشيء عينه كما أنت و لو أنها مختلفة من
حيث الدرجة بشكل غير محدود .
مدركاً أنت من هو الله و مدركاً ما الذي يوجد فيك يدرك الله . الروح الملهمة
بالألوهية توحدنا مع الله . إنه شيء ضروري وجوب أن يقترب الشبيه من شبيهه .
مباركاً الإنسان الذي قد رأى العبادة .
المبدأ الأول للوجود يسمو فوق الحس و الهوى و هو غير مرئي و غير قابل
للفساد و يُدرك بالعقل المجرد فقط . كل وسائل الاتصال بالله مستحيلة ما عدا
وسيلة الاتصال بالعمل الطاهر للعاقل .
يقطن الله في فكر الإنسان الحكيم . فكر الإنسان الحكيم مع الله على الدوام
. الإنسان الحكيم يشارك في ما يختص بالله بشكل دائم .
الإنسان الحكيم يتبع الله و الله يتبع روح الإنسان الحكيم , الإنسان الحكيم
و مزدري الغنى يشبهان الله .
أساس التقوى كبح النفس عن الشهوة و الهوى , لكن قمة التقوى محبة الله , لا
يستطيع أحد محبة الله بشكل حقيقي بدون أن يحب مخلوقاته كلها في الوقت عينه
. أي شيء تكرّم فوق الأشياء كلها سيسيطر عليك . لكن إذا سلمت نفسك لسيطرة
الله سيكون لك سلطان فوق الأشياء كلها . كرّم الله فوق الأشياء كلها كي يمكن
أن يحكمك . التكريم الأعظم الذي يُستطاع تقديمه لله هو أن تعرفه و تتشبه به
. إن معرفة الله و التشبه به كافيان وحدهما كي يغبطا الإنسان .
المعرفة العلمية لله توجب الإنسان أن يستخدم كلمات قليلة . الرجل الثرثار و
الجاهل يفسدان الطبيعة الإلهية في صلاتهما و تضحياتهما لهذا السبب فإن
الإنسان الحكيم هو الكاهن وحده و هو صديق الله و يعرف كيف يصلي . مجّد الله
لعظمته الكبيرة و لجمال الكون بوصفه نظاماً كاملاً متناغماً و قدم له الشكر
المخلص لهبته الحياة و الروح لك . و لعنايته الكلية و لحكمته التي تشفي كل
شيء .
صل يا إلهي المقدس امنحني الجمال في الداخل
صلِّ على الدوام لأن الإنسان لديه مشاركة مع الله في الصلاة لكن عندما تصلي
صلِّ من أجل لا شيء بشكل خاص لأن الإنسان لا يمتلك عقلاً كافياً كي يعرف لماذا
يصلي ؟ أنشد الحكمة و الفهم كي تجد الخير الذي في متناول يديك الذي منعك
عنه جهلك و إتباع طريقتك . من المستحيل أن يقدر إنسان على الاعتقاد بالله
حقاً ويشك في عنايته المطلقة .
صل قائلاً يا إلهي المقدس إمنحنا الخير سواء إذا صلينا لأجله أو لم ننشده
لكن ذلك الذي ننشده بطريقة خاطئة جنبنا إياه .
إن إرادة الله ترسخت للأزل و هي لا تتغير و نظمه الأساسية هي نظم حكمية يجب
عليك أن تعرف من الله الحقيقة عن إرادته و أن تقيم في ذلك المكان .
ضع نفسك في حالة رضا و أمانة عقلية عندما تؤدي صلاتك و أنشد بحق كي تعرف
الجيد و الخيّر لك بدل أن تنشد تحقيق رغباتك الخاصة فصلاتك سوف تُستجاب بكل
تأكيد .
استشهد بالله كشاهد على كل ما تقوم به من أعمال . عوّد نفسك الاعتماد على
الله بشكل دائم .
فكر بالله ذلك كي يمكن لنوره أن يسبق قدراتك قبل أن تفعل أي شيء . ضع الله
نصب عينيك في كل أعمالك . العفو الإلهي تم توفيره مسبقاً و هو في متناول
اليد على الدوام . هكذا فإن الضمير و السلام الفكري يمكن إعادته إلى
الإنسجام و الإتزان *

عقيدة التقمص في فلسفة جبران خليل جبران



        عقيدة التقمص في فلسفة جبران خليل جبران \ ونظرة خاصة

        عقيدة التقمص في فلسفة جبران خليل جبران \ ونظرة خاصة



        إن عقيدة التقمص ركن رئيسي في الرؤية الجبرانية للانسان والوجود ,
        ناهيكم عن ايمانه الكبير بفكرة وحدة الوجود والذات العظمى ويمكن من
        خلال هذه الاركان تفسير وفهم مقولات جبران الفلسفية - الفكرية



        كان جبران شديد الإيمان بفكرة التقمص في كتاباته وحياته الشخصية أيضًا

        فهو يؤكد في إحدى رسائله إلى ماري هاسكل أن عنده شعورًا واعيًا بكونه
        عاش حياة بشرية في الماضي. كما يقول لها، في رسالة أخرى في العام
        1911، أنه "في حيواتـه الماضية عاش مرتين في سورية، لكنما لفترات
        قصيرة، ومرة في إيطاليا إلى سنِّ الخامسة والعشرين، وفي اليونان حتى
        الثانية والعشرين، وفي مصر حتى الشيخوخة، وعدة مرات – ستَّ مرات أو
        سبعًا ربما – في بلدان الكلدان، وواحدة في كلٍّ من الهند وفارس" ويردف
        أنه في هذه الحيوات كلِّها كان "كائنًا بشريًّا، لكنه لا يعرف شيئًا عن
        حيواته قبل ذلك"


        ويؤكد ميخائيل نعيمه، في مقدمته للمجموعة الكاملة لمؤلَّفات جبران
        العربية أن "جبران الذي كان يؤمن أوثق الإيمان بالتقمص ما كان يحسب
        ولادته في شمالي لبنان مصادفة عمياء، بل كان يعتقدها نتيجة لازمة
        لحياة سابقة"



        ويمكن لنا أن نتبيَّن الأهمية المحورية لعقيدة التقمص في فكر جبران
        وأدبه من خلال تصفُّح كتبه
        إذ يكاد ألا يخلو واحدٌ منها من نصٍّ يدور حول هذه الفكرة أو من إشارة
        إليها.

        ففي كتاب عرائس المروج (1906)، نجد نصَّ "رماد الأجيال والنار
        الخالدة" الذي تعود فيه روحا ناثان وعروسه إلى الحياة بعد قرون،
        لتصلا ما قَطَعَه الموت من حبِّهما.

        وفي كتاب الأرواح المتمردة (1908)، تؤمن بطلة قصة "مضجع العروس"
        بأن مضجع الحبِّ الحقيقي ينتظرها بعد موت جسديهما.

        وفي كتاب دمعة وابتسامة (1914)، يقول جبران في نصِّ "نشيد الإنسان":
        "أنا كنت منذ الأزل، وها أنا ذا، وسأكون إلى آخر الدهر، وليس
        لكياني انقضاء."

        أما في قصيدته المواكب (1919)، فيؤكد جبران على العَوْد الأبدي، إذ
        لا تفنى الذرات في الجسد ولا في الروح؛ وهو يشبِّه فيها الجسم برحم
        تستكين فيه الروح ريثما يأتيها "الموت"، الذي ما هو في الحقيقة إلا
        عهد مخاض تولد فيه من جديد:


        ظـلَّ الجميعُ فلا الذرَّاتُ في جَسَـدٍ * تُثـوَى ولا هيَ في الأرواحِ تُحتضَرُ

        والجِّسـمُ للـرُّوحِ رحْمٌ تَسـتكنُّ به * حـتى البلـوغِ فتستعلِـي وينغـمرُ

        فهيَ الجنِينُ وما يومُ الحِمام سـوَى * عهدِ المخاض فلا سـقطٌ ولا عسرُ




        وفي كتاب المجنون (1918)، يتحدث عن "الحيوات السبع" على الأرض.

        أما في كتابه العواصف، الذي تزامن صدورُه مع صدور كتاب السابق، فنجد
        الأمير والشاعر البعلبكي، اللذين عاشا سنة 112 قبل الميلاد في
        مدينة بعلبك، يعودان إلى الحياة في مدينة القاهرة سنة 1912 للميلاد.

        أما كتاب السابق، فقد خصَّصه جبران بالكامل لبسط رؤيته عن التقمص.
        فهو يقول، في النصِّ الأول من الكتاب، إن الإنسان "سابق نفسه"، بمعنى
        أن وجوده، كجوهر أصلي، سابق لتجسده كفرد يعيش في هذه الحياة.
        فالإنسان في الأصل كان فكرة هائمة في الضباب أو كلمة صامتة بين
        شفتي الحياة المرتعشتين. وعندما اشتاقت الفكرةُ إلى الحياة، وتلَّفظتْ
        الحياةُ بكلمتها، بَرَزَ الإنسانُ إلى الوجود، وقلبُه خافق بتذكارات
        الأمس والحنين إلى الغد. وما أمس الإنسان سوى انتصاره الدائم على
        الموت؛ وما غده سوى انتظار الميلاد الجديد، الذي يخلِّصه من الحياة
        السابقة ليفتح أمامه أبواب حياة جديدة. فالإنسان بداية متجددة،
        وسيبقى بداية إلى الأبد. فالظل الذي ينبسط أمامه عند شروق الشمس
        سيتقلَّص تحت قدميه عند الظهيرة؛ وسيعقب هذا الشروق شروقٌ آخر، فيُحدِث
        ظلاً ثانيًا، سيتقلَّص بدوره في ظهيرة أخرى. ووجود الإنسان على هذه
        الأرض مثل ذلك الظلِّ، الذي ما أن ينبسط حتى يتقلَّص، ريثما تشرق شمس
        ولادة ثانية تعيده إلى الحياة من جديد.

        إلا أن هذه العودة الدائمة إلى الحيوات المتعاقبة ليست بغير معنى
        أو هدف. فالإنسان، في كلِّ دورة من دورات الحياة، يقيم "أبراجًا" تكون
        أساسًا لحياته التالية. فما يزرعه فيها سوف يحصده في الحياة
        اللاحقة. وبذلك يمكن له أخيرًا أن يحقق "ذاته الجبارة" التي هي
        الهدف الأسمى للوجود الإنساني.


        ونفهم من نصِّ "المحبة" أن هذه "الذات الجبارة" هي نقيضة "الذات
        الضعيفة". فالذات الضعيفة هي التي تجوع وتعطش وتستهويها الرغائب؛
        وهي التي تموت وتفنى في كلِّ دورة من دورات الحياة. أما "الذات
        الجبارة" فهي الخالدة، لأنها لا تشرب إلا من قدح ملأتْه المحبة، أو
        كأس باركتْها. وإذا كانت الذات الضعيفة تملأ الإنسان بفقاقيع الغرور
        (نص "الملك الناسك")، فإن الذات الجبارة تحثه على أن يستبدل
        بالمملكة الزائلة غابةً تترنَّم فيها الفصول، ليفهم أسرار الغبراء،
        وينظر إلى الحقِّ عاريًا، ويتأمل الجمال سافرًا. فالذات الجبارة تجعل
        من المولود ملكًا دون مملكة، ومن الرجل المسود بجسمه سائدًا بروحه؛
        إنها الذات التي تطل من أعماقنا (كما في نصِّ "الذات العظمى")
        لتذكِّرنا بتفاهة المكاسب التي نحقِّقها في حياتنا المادية. فلو كان
        الملك أنبل وأشد بأسًا وأوفر حكمة، لما اختار أن يكون ملكًا في حياة
        لن يلبث أن يغادرها سريعًا إلى حياة أخرى!


        وفي نصِّ "طائر إيماني" نرى "ذات الإنسان الفُضلى" تزداد كبرًا كلما
        ارتقت من حال إلى حال: ففي كلِّ دورة حياتية تكتسب المزيد من المعرفة
        الجامعة القديرة التي تجعلها تتحرَّر من قيود اللحم والعظم، وتنبثق
        محلِّقة في عالم اللاحدود، حتى ترتسم على أديم السماء. أما في نصِّ
        "وراء وحدتي"، فنجد ذات الإنسان السجينة في الجسد الذي حلَّتْ فيه في
        إحدى حيواتها تعي أن وراء وحدتها في هذه الحياة وحدة أبعد وأقصى.
        وهي تتوق إلى تلك الوحدة العلوية المقدسة، وتدرك أن لا سبيل إلى
        ذلك إلا بالتسامي على أشياء الواقع المادية وتجاوُز رغائبه
        المتعاقبة. كما لا يمكن للفرد بلوغ ذاته الحرة الطليقة قبل أن يصير
        جميعُ الناس أحرارًا طلقاء. فلا بدَّ أن تذوي الجذور التي تتشبَّث بظلام
        الأرض قبل أن تطير الأوراق مترنمة في الريح؛ ولا بدَّ للفراخ من أن
        تغادر عشَّها قبل أن يحلِّق نَسْرُ الروح أمام جوهر الشمس – وجه الحقيقة
        المطلقة أو وجه الروح الكلِّي الخالد.

        وفي النصِّ الأخير من الكتاب، الذي وضع له جبران عنوان "اليقظة
        الأخيرة"، نرى "السابق"، بعد أن عبر دورات حياته المتعاقبة، وتخلَّص
        من ذواته المستعبَدة فيها، واغتنتْ ذاتُه الجبارة بما اكتشفتْه من
        معارف وأسرار، وما اكتنزتْه من تجارب وخبرات – إذا به ينهض في يقظته
        ليمشي مطلقًا عاريًا، ويخاطب أرواح النائمين المستيقظة، معلنًا
        الحقيقة العظيمة التي تجلَّت له – وهي المحبة. فلا أساس لهذا العالم
        سوى المحبة، ولا جوهر لهذا الوجود سواها. والمحبة واحدة لا تتجزأ:
        فهي تشمل الجميع، كما لو كانوا واحدًا؛ وتشمل الواحد، كما لو كان
        الجميع؛ وتشمل القوي والضعيف، والسقيم والسليم، والغني والفقير،
        والمبدع والمقلِّد، والمؤمن والكافر، والخيِّر والشرير.

        وإذا كان الناس لا يقوون على شرب المحبة من النهر الفيَّاض، فإن في
        وسعهم أن يرتشفوها من القدح الصغير. لذلك كان لا بدَّ له، لحاجته إلى
        قربه من الناس، أن يتظاهر بالجفاء. وخوفًا منه على دنوِّ قضاء محبتهم،
        راح يقوم على حراسة سدود محبَّته. إلا أنه يدرك في قلبه أن المحبة
        المحتقَرة في عريها لأعظم من المحبة التي تنشد الظفر في تستُّرها
        وتنكُّرها. لذلك يخجل من ذاته، ويرفع رأسه باسطًا ذراعيه، معلنًا أن
        الليل قد ولَّى. وعندما يأتي الفجر فلا بدَّ لنا – نحن أولاد الليل –
        أن نموت كي تنبعث من رمادنا محبةٌ أقوى من محبتنا – محبة تضحك في
        نور الشمس، وتكون خالدة مثل خلودها، ومثل خلود الحقيقة المطلقة
        وخلود الذات الجبارة العظمى.

 

وعظ أفلاطون الناس فقال


                                       *وعظ أفلاطون الناس فقال :*

*أيها الناس استمعوا كلامي و اشكروا الله على نعمه عليكم واعلموا أن الله
تعالى ساوى بين خلقه في مواهب النعم و بذلها لهم كافة ففهموا و اعتبروا
القول بالصحة . أسبغ الله النعم و هي للعامة أجمعين .*

*ادفعوا الشهوات فإنها ضد الفكر ولاتطلبوا ما لا حاجة لكم إليه . قد أعدّ
الله لكم ما يحامي التُّقى رأس النجاح و هو مفتاح الفضائل عنكم ,وهو الحكمة
والتقوى.*

*وعليكم بالحكمة فإنها ضياء النفس و بها تظهر فضائلها و جميع
أخلاقها,والزموا العلم فإنه من خاصة الصورة التي هي بدء الخلقة و لا تطلبوا
الإسراف في الأكل و الشُّرب فإنهما من شكل الهيولى التي هي أوضع من الصورة و
هو الذي تتم به فعال الصورة فتشبهوا بالصورة لأنها المحركة بالقوة التي
أنشأ فيها الخالق سبحانه , و لا تميلوا على الهيولى الذي أنشأه الخالق
تعالى و تممه بالصورة وحركه بتحريك القوة لها . أصلحوا أنفسكم تصلح لكم
آخرتكم .
فارقوا الدنيا و أنتم غير مجروحين بشهواتها و قدّموا الحكمة على جميع المرغوب .
اطلبوا فضائل النفس تصحَّ لكم قُواكم .
تعاونوا على البرّ و ارفعوا عنكم البغضاء و لا تأنسوا بما يفارقكم و لا
ترغبوا فيما تفقدونه قريباً و اطلبوا الفضائل التي اتفق الناس على أنها رغبة
وادفعوا المذمومات لانقباض الناس أجمعين عنها .
الحق واضحٌ و الصوابُ بينٌ و التُّقى معروف , و الأنفة ظاهرة , و المروءة مكشوفة
و العدل فضيلة محمودة .للعادة على كل شيء سلطان.
.سوء الخُلق يفسد العمل كما يفسد الصبر العسل .
.إذا هرب الحكيم من الناس فاطلبوه فإذا طلبهم فاهربوا منه .
- رأى رجلاً يكثر الكلام و يُقِلُّ الاستماع فقال له : يا هذا أنصف أذنيك من فيك
, فإن الخالق سبحانه و تعالى إنما جعل لنا أذنين و لساناً واحداً لنسمع ضعفَ
ما نتكلم .
- من شكركم على غير معروف و برّ فعاجلوه بهما و إلا انعكس الشكر فصار ذماً .
- ليس ينبغي للعاقل أن يشغل قلبه فيما ذهب منه لكن يُعنى بحفظ ما بقي له .
- من لم يواس الإخوان عند دولته , خذلوه عند فاقته .
- من فضيلة العلم أنك لا تقدر أن يخدمك فيه أحدٌ كما يخدمك في سائر الأشياء
و إنما تخدمه بنفسك فلا يستطيع أحدٌ أن يسلبك إياه كما يسلبك غيره من العتاد .
- قيل له : بماذا يُعرف الحكيم أنه حكيم ؟ فقال : إذا لم يكن بما يصيب من
الرأي مُعجباً , و لما يأتي من الأمر مُتكلفاً و لم يستفزه عند الذَّمِ الغضبُ و لا
يدخله عند المدح النخوة ُ و الكِبرُ .
- قيل له بماذا ينتقم الإنسان من عدوه ؟ فقال : بأن يتزايد فضلاً في نفسه .
- كثيرٌ من الناس يرون العمى في العين فتأباه أنفسهم , فأما عمى النفس فليس
يأبونه إذ ليس يرونه فليس يستوحشون منه .
- قال لتلاميذه : لتكن عنايتكم في مالكم بما يصلح معايشكم و عنايتكم في
دينكم بما يرضي خالقكم .
- قيل له : لمَ لا يجتمع المال و الحكمة ؟ فقال لعز الكمال .
- المتكل على جدِّه المتهاون في عمله المُطرح لما يعنيه , تستدبره السعادة و
تنبو عنه كما تنبو السهام عن الصخر .
- الذي يُعلم الناس الخير و لا يعمله بمنزلة من بيده سراجٌ يضيء لغيره .
- من لم يقلقه سوء أخلاق العامة و صبر على مرارتها فذلك هو السائس الأكبر .
- ليس الملك من ملك العبيد بل من ملك الأحرار و لا الغنيُّ من جمع المال بل
من دبّر المال .
- سئل كيف ينبغي للرجل أن يصنع كي لا يحتاج ؟ فقال : إن كان غنياً فليقتصد و
إن كان فقيراً فليُدمن العمل .
- قيل له : من يخدمك ؟ فقال : الذي تخدمونه يخدمني .
- سئل : كم ينبغي للإنسان أن يكتسب من المال ؟ فقال : الذي لا يحتاج معه
إلى الملق و المداراة و لا يعوزه ما يحتاج إليه .
- معنى العقل و عمله تمييز الأشياء و تفصيلها و معنى الصدق و عمله ثبات
الأشياء في مواضعها و معنى الجهل و عمله تلبيس الأشياء و تخليطها و معنى
الكذب و عمله وضع الأشياء في غير مواضعها .
- كما تتوخى بالوديعة أهل الثقة و الأمانة كذلك يجب أن تتوخى بالمعروف أهل
الوفاء و الشكر .
- لا تثقن بأنك حكيم حتى تملك شهوتك .
- سئل ما ينبغي أن يُعلم الصبيان ؟ فقال كل العلوم التي يستحي المشايخ من أن
يكونوا لا يعلمونها .
- سأله فتى : بم نلت ما وصلت إليه من العلم ؟ فقال : بأني أفنيت زيتاً في
سراجي بأكثر من الشراب الذي شربته أنت .
- سئل : من اتقن الناس لأمور الحكمة ؟ فقال : أفهمهم لرأيه و أرغبهم في
المشورة و أوقفهم عند الشبهة حتى يمكنه طريق النظر و الامتحان .
- كما أن أواني الفخار تمتحن بأصواتها إذا قرعت فيعرف بالصوت المسموع منها
الصحيحُ من المتصدع – كذلك يمتحن الإنسان بمنطقه ليُعرف به عقله و جزالته و
طريقته .
- قيل له : من أجهل الناس في فعله ؟ فقال : أعجبهم برأيه , و أقنعهم
بتدبيره دون رأي غيره و ترك مخالفة نفسه و المتقحم في الأمور بحسن ظنه .
- الحرُّ النَّفسِ الحكيمُ هو سيدٌ لناموس الطبيعة .
- قيل له : من يسلم من سائر العيوب و قبيح الأفعال ؟ فقال : من جعلَ عقله
أمينه و حذَرَه وزيره , و المواعظ زمامه , و الصبر قائده , و الاعتصام
بالتوقي ظهيره و خوف الله جليسه و ذكر الموت أنيسه .
- قيل له : من أظلم الناس لنفسه و أوضعهم لقدره ؟ فقال : من تواضع لمن لا
يكرمه و قبل مديح من لا يعرفه .
- البهيميون الجهال إنما يقضون على الحَسَن و القبيح بقدر ما تنال حواسُّهم
الظاهرة . و إنما ترى الحواسُّ الظاهرة حُسنَ الأعضاء فأما حسن الصورة فلا
تراها إلا الحواسُّ الباطنة .
- من طلب الحكمة من طريق طلبها أدركها و إنما يخطئ أكثر مَن طلبها لأنه
يطلبها من غير طريقها .فإذا لم يدركها من تلك الطريق لم يطلبها من طريق
أخرى , بل يكذب تصورها فيحمله جهله على أن يجهل . و ذلك لأن من جهل صورة
الحكمة جهل ذاته و من جهل ذاته كان أجهل الجاهلين .
- من عرَف صورة الجهل كان عالماً و إنما الجاهل من جهل صورة الجهل .
- الغضب عزٌّ يستقبله شر .
- سوء الخُلق قلق النفس من تمرّد الطبيعة عليها .
- الملك هو كالنهر الأعظم تستمد منه الأنهار الصغار : فإن كان عذباً عذبت و
إن كان مالحاً ملحت .
- ينبغي للملك أن يداني أهل العلم و الحلم لأن العلم مدبر و الحلم وقور
صبور و الشجاعة قلقة مضجرة فإذا كانت الرياسة لأهل الشجاعة أقلقوا أهل
العلم بقلقهم و أضجروهم بضجرهم لأن الحكيم لا يقلق إلا من أهل الجهل .
- إذ أردت أن تدوم لك اللذة فلا تستوفِ الملتذ ابدأً بل دع فيه فضلةً تَدُم لك
تلك اللذة .
- إياك في وقت الحرب أن تستعمل النجدة و تدع العقل فإن للعقل مواقف قد تتم
بلا حاجة إلى النجدة و لا ترى للنجدة غنى عن العقل .
- إياك أن تتخطى حرفَ التدبير إلى غيره و إن أعجلك الأمر فإنك إذا أخطأت حرف
التدبير لم تتم لك غايتك .
- قول بلا عمل كمدٍ يُغرق و لا ينفع .
- سوء الخلق من استعمال سوء الظن , لأن من استعمل سوء الظن فسدَ عيشه و ساء
خُلُقه .
- لا تلتذ بشيء في العالم البتة حتى تُصلح بين الحس و العقل لئلا يفسد
أحدهما الآخر فإذا أصلح بينهما رأى الحسن حسناً و القبيح قبيحاً .
- إذا علمت أنك جهلت كان علمك بجهلك الشيء سبيلاً إلى علمك بذلك الشيء .
- لا تمدح الشيء أكثر من قدره فإنك إن وصفت الشيء أكثر من قدره فبعد قليلٍ
يبين عن ذاته و عن جهلك فلا يكون مديحك حينئذ مديحاً للشيء بل تنقصاً لنفسك .
- غاية الأدب أن يستحي المرء من نفسه .
- سئل : متى يضجر العاقل ؟ قال : إذا حملته على مجاهدة الجاهل .
- إذا رأيت العقل تاماً فالشهوة هناك مريضة ضعيفة .
- الطبيعة خادمة النفس إلا أن تسكر النفس فتستخدمها الطبيعة و سُكر النفس هو
تركها فعل الفضائل و استعمال الرذائل و استعباد الطبيعة لها هو أن تجرها
إلى لذات هذا العالم و تُنسيها لذات ذلك العالم .
- الدليل على ضعف الإنسان أنه ربما أتاه الحظ من حيث لا يحتسب و المكروه من
حيث لم يرتقب .
- إحسانك إلى الحر يحركه على المكافأة و إحسانك إلى الخسيس يحركه على
معاودة المسألة .
- الخير من العلماء من رأى الجاهل بمنزلة الطفل الذي هو بالرحمة أحقُّ منه
بالغلظة و يعذره لنقصه فيما فرط منه و لا يعذر نفسه في التأخر عن هدايته و
احتمال المشقة في تقويمه فإن أفضل شأن العالم تقويمه مَن دونه في المعرفة .
- إن حياة النفس و قوامها بأعمالها المحصنة لها من الآفات حتى لا يدنو منها
شيء يمسها فيكون ذلك قتلاً للنفس فإنها إن لم يقتلها ذلك لم يقدر أحدٌ على
قتلها لأنها غالبة على الجسد مرتفعة عنه و ممتنعة بلطفها من أن ينظر إليها
الموت الناظر إلى الجسد فهو لا يراها و هي تراه بفضل لطفها عليه .
- ينبغي للعاقل أن يكون رقيباً على نفسه فيستعظم خطأه و يستصغر صوابه و لا
يكترث به لأن الصواب داخلٌ في شرط إنسانيته .
- الأخيار هم الذين تكون حركتهم إلى منافع الناس أسهل عليهم من حركتهم إلى
الإضرار بهم و مكافأتهم على الخير أكثر من مكافأتهم على القبيح و الأشرار
بخلاف ذلك .
- ليس ينتفع بالعلم سارقٌ له و لا محتال فيه لأن هاتين الرذيلتين لا تكونان
إلا في نفسٍ قبيحة النظام لا يزكو فيها العلم و لا يتم .
- شرف العقل على الهوى أن العقل يُملكك الزمان و الهوى يستعبدك له .
- لا تهب نفسك لغير عقلك فتسيء ملكتها و تضيع زمانها و ترذلها بسوء العادة
لها .
- قال فيما أملاه على أرسطاليس : اعرف الله و حقه و أدم عنايتك بالعلم و
التعليم الصالح أكثر من عنايتك بغذائك يوماً بعد يوم . لا تسأل الله إلا ما
يدوم لك نفعه أبداً , فإن كل المواهب منه بل يجب أن تساله النعمة الباقية
معك أبداً . كن متيقظاً أبداً فإن علل الشرور كثيرة . لا تلهو ما لا ينبغي أن
تفعله . لا ينبغي لك أن تهوى حياة صالحة فقط بل و موتاً صالحاً . و لا تعتد
الحياة و الموت صالحين إلا أن تكسب بهما البر. و لا تنم حتى تحاسب نفسك على
ثلاث خصال : هل أخطأت في يومك ؟ و ما اكتسبت فيه من البرّ ؟ و ما كان ينبغي
لك أن تعمل فيه من الخير فقصّرت عنه ؟
ليس الحكيم التام من فرح بشيء من هذا العالم أو جزع لشيء من مصيباته و اغتم
له . أدم ذكر الموت و الاعتبار بالموت . تُعرف خساسة عقل المرء بكثرة كلامه
فيما لا يعنيه و إخباره بما لا يُسأل عنه و لا يراد منه . فكّر مراراً ثم تكلم
و افعل فإن الأشياء متغيرة . لا يسرع للغضب فيتسلط عليك بالعادة . لا تؤخر
إنالة المحتاج إلى غدٍ فإنك لا تدري ما يعرض في غد . أعن المبتلي إن لم يكن
سوءُ عمله ابتلاه . لا تحب القنية الحسنة فتضطر إلى البعد من محبة الله عز
وجل . لا تكن حكيماً بالقول فقط بل كن حكيماً بالعمل فإن الحكمة التي تكون
بالقول في هذا العالم تبقى و الحكمة التي تكون بالعمل تنفعك في العالم
الباقى و ليس الشرف عند الله – تعالى ذكره- الحكمة بالقول بل الشرف عند
الله تعالى بالأعمال الصالحة . و إن تعبت في البر فإن التعب يزول و البر
يبقى لك , و إن التذذت بالإثم فإن اللذة تزول و الإثم باقٍ عليك . *