الجمعة، 7 ديسمبر 2012

فرويد


فرويد - 

سيغموند فرويد (1858 - 1939)

ولد سيغموند فرويد (Sigmund Freud) في فرايبرغ (Freibberg) وهاجرت عائلته
إلى فينا (Vienna). عاش هناك حتى سنة 1938، وعندما ضم هتلر النمسا إلى
ألمانيا اضطر فرويد إلى تركها بسبب كونه يهودياً وعاش في لندن حتى وفاته بعد
ذلك بقليل.

درس سيغموند فرويد الطب في فينيا أولاً، ومارس هذه المهنة لسنوات عديدة.
ولاحظ صلة وثيقة بين بعض الأمراض وأنماط سلوك مرضاه. سافر إلى باريس في
1885 للتخصص هناك لدراسة ظاهرة الهستيريا والعلاج بالتنويم المغناطيسي. ثم
انتقل إلى مدينة نانسبي ليتتلمذ على أيدي العالمين الفرنسيين بيررنهام
وليبو في مجال التنويم المغناطيسي. وعاد فرويد بعد ذلك إلى فيينا لاستخدام
ما درسه في علاج مرضاه.

ألف فرويد كتبا عديدة دار معظمها حول ظواهر "الهستيريا" و"الأحلام"، و
"التحليل النفسي". وعرض فرويد نظريته في التحليل النفسي في جامعة كلارك في
الولايات المتحدة في عام 1909. وأسس جمعية التحليل النفسي في 1910 في فينا
وعمل منذ 1919 أستاذا في جامعة فينا. وعانى من مرض عضال منذ 1923 وحتى موته
في 1939.

يمكن إجمال موقف فرويد من الإنسان كما يلي: الإنسان هو كائن نفسي بجانب
كونه كائناً عضوياً. ورغم ما يبدو من ازدواجية في هذا التحديد، إلاّ أن كلا
"الكائنين"، العضوي والنفسي، يؤثر ويتأثر بالآخر، ومن الخطأ الاعتقاد أنهما
منفصلان انفصالاً كاملاً، فبعض الأمراض العضوية ترجع في أصولها إلى عناصر
نفسية. وقسم فــرويد الجهاز الــنفسي إلى ثلاثة: الـ (Id)، والـ (Ego)،
والـ (Super Ego). ويشمل الـ (id) كافة الغرائز الموروثة والتي توجد في
الإنسان منذ الولادة. واعتبر فرويد أن الـ (ego) بمثابة صمام يسمح أو يمنع
هذه الغرائز من تحقيق ذاتها. أما الـ (super ego) فتتضمن مجمل السلوكيات
التي تقننت شخصياً بسبب التربية البيتية أو اكتسبت شرعية اجتماعية وأصبحت
أنماط سلوك اجتماعية كالعرف والعادة وأشكال الحضارة، المادية منها
والروحية. وذهب فرويد إلى أن الجهاز النفسي يحدد السلوك بأشكاله وأبعاده
المختلفة سواء أخذ شكل الفعل الخارجي أو استبطن داخلياً.

كرس فرويد جزءاً من وقته في أواخر حياته لكتابة بعض الأبحاث التي تعدت مجال
علم النفس المحض. و"قلق في الحضارة" هو إحداها. ويطرح فرويد في هذا الكتاب
الصلة المركبة بين ظهور الحضارة وتقدمها وبين الجهاز النفسي وتأثير التقدم
الحضاري فيه.

فرويد: مختارات من "مختصر التحليل النفسي"


توطئة

الهدف من هذا المؤلف المقتضب جمع مذاهب التحليل النفسي لعرضها عرضا تقريريا
ان جاز القول، في أوضح شكل ممكن وأكثره تركيزا. ولم نرم فقط، بعملنا هذا،
إلى كسب ثقة أو انتزاع اقتناع.

إن تعاليم التحليل النفسي تنهض على عدد لا يقع تحت حصر من المشاهدات
والتجارب، ومن لم يتحقق، في نفسه أو لدى الآخرين، من هذه المشاهدات لا يملك
أن يصدر عليها حكما مستقلا.

القسم الأول: طبيعة النفسية
الفصل الأول: الجهاز النفسي

ينهض التحليل النفسي على مسلمة أساسية يقع على عاتق الفلسفة نقاشها، وإن
تكن نتائجها تبرز قيمتها. فما نسميه بالنفسية (أو الحياة النفسية) نعرف عنه
شيئين: أولاً العضو البدني لهذه النفسية، مسرح عملها، أي المخ (أو الجهاز
العصبي)، وثانياً أفعالنا الشعورية التي لنا بها معرفة مباشرة والتي ليس لأي
وصف أن يزيدنا بها علماً. أما كل ما يقع بين هذين القطبين فيبقى مجهولا لنا،
وإن يكن بينهما ارتباط ما فليس من شأنه أن يمدنا بأكثر من تحديد دقيق لموضع
السيرورات الشعورية، من غير أن يتيح لنا فهمها.

وتتصل فرضيتانا بهذين الحدين أو هاتين البدايتين لمعرفتنا. والفرضية الأولى
ذات صلة بتحديد الموضع. فنحن نسلم بأن الحياة النفسية وظيفة لجهاز نعزو
إليه امتدادا في المكان ونفرض أنه مؤلف من أقسام عدة. ومن ثم فإننا نتصوره
ضربا من مقراب أو مجهر أو شيئا من هذا القبيل. وبناء هذا التصور واستكماله
حدث علمي جديد، وإن كانت محاولات مماثلة قد جرت في هذا السبيل.

إن دراسة تطور الأفراد هي التي أتاحت لنا أن نعرف هذا الجهاز النفسي. ونحن
نطلق على أقدم هذه المناطق أو الهيئات النفسية اسم الهذا[1]؛ ويشمل مضمونه
كل ما يحمله الكائن الإنساني معه عند ولادته، كل ما هو متعين في الجبلة، أي
في المقام الأول الدوافع الغريزة الصادرة عن التنظيم البدني والتي تجد في
الهذا، من خلال أشكال مجهولة لنا، أول نمط من أنماط التعبير النفسي[2].

وتحت تأثير العالم الخارجي الواقعي المحيط بنا، يطرأ على شطر من الهذا تطور
خاص. فبدءا من الطبقة اللحائية الأصلية المزودة بأعضاء قادرة على تلقي
التنبيهات، وكذلك على اتقائها، قام تنظيم خاص وما لبث ان صار وسيطا بين
الهذا والخارج. وإنما على هذا الشطر من نفسيتنا نطلق اسم الأنا[3].

الخصائص الرئيسية للأنا

بنتيجة العلاقات التي تكون قد قامت بين الإدراك الحواسي والأفعال العضلية،
يتأتى للأنا ان يتحكم بالحركات الإرادية. ومهمته هي حفظ الذات، وهو يؤدي
هذه المهمة، فيما يتصل بالعالم الخارجي، بتعلمه كيف يتعرف التنبيهات،
وبمراكمته (في الذاكرة) الخبرات التي تمده بها هذه التنبيهات، وبتحاشيه
التنبيهات المفرطة في قوتها (بالهرب)، وبتوصله أخيراً إلى تعديل العالم
الخارجي على نحو موائم ولصالحه (النشاط). أما في الداخل، فهو يتصدى لمواجهة
الهذا باكتسابه السيطرة على مطالب الدوافع الغريزية، وبتقريره ما إذا كان
من الممكن إشباع هذه الدوافع أو ما إذا كان من الأنسب إرجاء هذا الإشباع
إلى حين مؤاتٍ أو ما إذا كان من الواجب خنقها أصلاً. ويخضع الأنا في نشاطه
لاعتبار التوترات الناجمة عن تنبيهات الداخل أو الخارج. فزيادة التوتر تسبب
بالإجمال ألماً، ونقصانها تتولد عنه لذة. بيد أن الألم أو اللذة غير منوطين
في أرجح الظن بالدرجة المطلقة للتوترات، بل بالأحرى بوتيرة تغيراتها.
والأنا ينزع إلى اللذة ويسعى إلى تحاشي الألم. وكل زيادة منتظرة، متوقعة،
في الألم تقابلها إشارة حصر، وما يطلق هذه الإشارة، من الخارج أو من
الداخل، يسمى الخطر. وبين الحين والحين، يقطع الأنا الروابط التي تربطه
بالعالم الخارجي ويخلد إلى النوم حيث يجري على تنظيمه تعديلاً مهماً. وتتيح
لنا حالة النوم ان نلاحظ ان نمط التنظيم هذا يتمثل في توزيع خاص معين
للطاقة النفسية.

وعلى امتداد فترة الطفولة المديدة التي يجتازها الفرد الناشئ ويكون عماده
في أثنائها على والديه تتشكل في أناه، كما بضرب من الترسب، هيئة خاصة تكون
بمثابة امتداد للتأثير الوالدي. هذه الهيئة هي الأنا الأعلى. وبقدر ما
ينفصل الأنا الأعلى[4] عن الأنا أو يعارضه، يشكل قوة ثالثة لا مناص للأنا
من أن يعمل لها حساباً.

ويعد صحيحاً كل تصرف يصدر عن الأنا ويلبى مطالب الهذا والانا الأعلى والواقع
معاً، وهذا ما يحدث حين يفلح الأنا في التوفيق بين هذه المطالب المتباينة.
ومن الممكن دوماً وأبداً فهم خصائص العلاقات بين الأنا والأنا الأعلى إذا
أرجعناها إلى علاقات الطفل بوالديه. ومن المحقق ان ما يؤثر في الطفل ليس
شخصية الأهل وحدهم، بل كذلك، وبوساطتهم، تأثير التقاليد العائلية والعرقية
والقومية، علاوة على مقتضيات الوسط الاجتماعي المباشر الذي يمثلونه. ويتأثر
أيضاً الأنا الأعلى للطفل، في أثناء تطوره، بخلفاء الأهل وبدائلهم، وعلى
سبيل المثال بعض المربين وبعض الأشخاص الذين يمثلون في المجتمع مثلا عليا
موقرة. ويتضح لنا ان الهذا والأنا الأعلى، رغم تباينهما الأساسي، تجمع
بينهما نقطة مشتركة، إذ يمثل كلاهما بالفعل دور الماضي؛ فالهذا يمثل أثر
الوراثة، والأنا الأعلى أثر ما تلقاه عن الآخرين؛ بينما يتعين الأنا في
المقام الأول بما خبره بذاته، أي بالعارض والراهن.

ان هذا المخطط العام للجهاز النفسي يصدق أيضاً على الحيوانات العليا التي
بينها وبين الإنسان وجه شبه نفسي. ويجدر بنا ان نسلم بوجود أنا أعلى حيثما
يتعين على الكائن الحي ان يمر في طفولته. كما لدى الإنسان بفترة طويلة من
الاتكال الطفلي. اما تمايز الأنا عن الهذا فواقع لا مماراة فيه.

ولم يعكف علم نفس الحيوان بعد على الدراسة الشائقة التي تبقى هنا متاحة له.

الفصل الثاني: نظرية الدوافع الغريزية
تعبر قوة الهذا عن الهدف الحقيقي لحياة الفرد العضوية وتنزع إلى إشباع
حاجات هذا الفرد الفطرية. ولا يُعنى الهذا بحفظ الحياة ولا باتقاء الأخطار.
فهاتان المهمتان الأخيرتان تقعان على عاتق الانا الذي يتعين عليه أيضاً ان
يكتشف أنسب وسيلة وأقلها خطراً للفوز بإشباع، مع أخذ مقتضيات العالم الخارجي
بعين الاعتبار. اما الانا الأعلى، فعلى الرغم من أنه يمثل حاجات أخرى أيضاً،
فإن مهمته الأساسية تبقى على الدوام كبح الإشباعات.

اننا نطلق على القوى التي تعمل خلف حاجات الهذا الآسرة، والتي تمثل في
النفسية المتطلبات البدنية، اسم الدوافع الغريزية. وهذه الدوافع محافظة
بطبيعتها، رغم انها تشكل العلة الأخيرة لكل نشاط. وبالفعل، ان كل حالة
يبلغها يوما الكائن تنزع إلى إعادة فرض ذاتها حالما تُترك. ويسعنا أيضاً ان
نميز عددا غفيرا من الدوافع الغريزية، وهذا ما هو واقع فعلاً. على أن ما
يهمنا هو أن نعرف ان لم يكن في الإمكان اختزال هذه الدوافع الغريزية
العديدة إلى عدد محدود من الدوافع الغريزية الأساسية. وقد تعلمنا ان
الدوافع الغريزية يمكن ان تغير هدفها (بالنقل)، وانها قابلة أيضاً لأن ينوب
بعضها مناب بعض، إذ يمكن لطاقة أحد الدوافع ان تتحول إلى دافع آخر. وهذه
الظاهرة الأخيرة لا تزال منقوصة التفسير. وبعد طول تردد وطول اخذ ورد، قر
قرارنا على التسليم بوجود غريزتين أساسيتين فقط: الايروس[5] وغريزة التدمير
(وتقع في نطاق ال

عجائب الجنس الناعم

   *عجائب الجنس الناعم بكل دقة ..*
------------------------------------------------------------------------

*
عجائب الجنس الناعم بكل دقة .. تناقضات غريبة

على قدر حب المرأة يكون انتقامها

وعلى قدر غباء المرأة يكون سقوطها

أغبى امرأة تستطيع أن تخدع أذكى رجل

وأذكى امرأة تنخدع بسهولة من أهبل رجل

المرأة قد تصفح عن الخيانة ولكنها لا تنساها

قلب المرأة لؤلؤة يحتاج إلى صياد ماهر

يقول سقراط:

(عبقرية المرأة تكمن في قلبها وقلبها هو نقطة ضعفها )

( المرأة لم تخلق لتكون محط إعجاب الرجال جميعاً بل لتكون مصدراً لسعادة رجل
واحد ) ...اتيان راي .

(عندما تبكي المرأة ..تتحطم قوة الرجل ) ...

( المرأة قلعة كبيرة إذا سقط قلبها سقطت معه ) ...

)الرجل لا ينسى أول امرأة أحبها،، والمرأة لا تنسى أول رجل خانها ( ... حكيم
)أحسن طريقة لتجعل امرأة تغير رأيها هو أن توافق عليه(.....

)المرأة مثل العشب الناعم ينحني أمام النسيم ولكنه لا ينكسر للعاصفة ( ....

) المرأة الفاضلة تلهمك ، والذكية تثير اهتمامك ، والجميلة تجذبك ،
والرقيقة تفوز بك( ....

لأن الفاضلة لا تأتي إلا بالخير .

ولآن الذكية لا تنقص أنوثتها .

ولأن الجميلة قطعة حلوى .


اما التناقضات فهي ....


المرأه ...تغلب أقوى الرجال بدمعه .

المرأه ...تصرع أشجع الرجال بنظرة .

المرأه ...تسيطر على أقسى الرجال بهمسه.

يعتقد الرجل أن المرأه طريده وصيد سهل

فيجمع أسلحته ليصطادها ..فتصطاده برمشة عين ...

المرأه الواحده تحمل كل التناقضات

فكل أمرأه قد تكون
ذكية ..غبية ..

شجاعه ...جبانه
قويه...ضعيفه
*


الزرادشـتيـة



            الزرادشـتيـة
            من أوائل الأمم التي قالت بالتناسخ والحلول هي المجوس التي قالت
            بالتثنية ومحصل قولها: إنها أثبتت مدبرين قديمين يقتسمان الخير والشر،
            والنفع والضر، والإصلاح والفساد، وهذان الأصلان هما (يزدان وأهرمن)
            وتعني (النور والظلمة). وكل شيء عندهم يدور وفق قاعدتين، الأولى كيفية
            امتزاج النور بالظلمة، هذا هو المبدأ والقاعدة الثانية سبب خلاص النور
            من الظلمة وهذا هو المعاد.
                  أصل النور والظلمةالمزدية: النظام لا يتقوم إلاّ بالعدالة
                  الإصلاح الزرادشتيفلسفة زرادشت
                  زرادشت والقيم الأخلاقيةقوانين زرادشت وتشريعاته
                  محاسبة النفسالزرادشتية دين رسمي

            أصل النور والظلمة:
            على أن المجوس فرق متعددة، فزعم بعضهم أن الأصلين النور والظلمة لم
            يكونا قديمين منذ الأزل، بل أحدهما قديم أزلي وهو (النور) والأصل
            الثاني (الظلمة) محدثة أي ليست أزلية، ولهذا اختلفوا في الأصل الثاني
            ومما تكون؟! لأن النور خير والخير لا يحدث شراً وهو الظلمة..
            وهؤلاء يزعمون أن المبدأ الأول من الأشخاص هو كيومرث والمعني به آدم(ع)
            وبعضهم قال المبدأ الأول هو زوران الكبير ويعد أول معلم لهم، ثم النبي
            زرادشت.
            وللكيومرثية مزاعم في خلق الظلمة وسيطرته على النور، وقد أثبتوا إلهاً
            قديماً وسموه يزدان ومعناه النور، يعنون به الله تعالى، وإلهاً مخلوقاً
            سموه أهرمن ومعناه الظلمة ويعنون به إبليس. ويزعمون أن سبب وجود أهرمن
            أن يزدان فكّر في نفسه أنه لو كان له منازع كيف يكون محدث، أهرمن
            مطبوعاً على الشر والفتنة والفساد والضرر والإضرار، فخرج على يزدان
            وخالف طبيعته فجرت بينهما محاربة، كان آخر الأمر فيها أن يكون العالم
            السفلي لأهرمن سبعة آلاف سنة ثم يخلي العالم ويسلمه ليزدان، ثم إنه
            أباد الذين كانوا في الدنيا قبل الصلح وأهلكهم وبدأ برجل يقال له
            كيومرث وحيوان يقال له الثور فكان من كيومرث البشر ومن الثور البقر
            وسائر الحيوان.
            وقاعدة مذهبهم تعظيم النور والتحرز من الظلمة ومن هنا أبحروا إلى النار
            فعبدوها، لما اشتملت عليه من النور. ولما كان الثور أصل الحيوان عندهم
            المصادف لوجود كيومرث عظموا البقر فعبدوها لما اشتملت عليه من النور،
            ووصل بهم الأمر إلى أن يتعبدوا بأبوالها.
            المزدية: النظام لا يتقوم إلاّ بالعدالة:
            أما المزدية فكانت تقول إنّ هناك قوى متناقضة تسبّب تصادماً ونزاعاً
            يتجسد ألوهة منقسمة إلى ثنائية من نور وظلمة أو خير وشر، في نظام يحكم
            المسيرة الكونية، وقد تطورت فكرة النظام هذه إلى فكرة العدالة، التي
            اتخذت مظهراً إيجابياً بينت فيه المزدية أن النظام لا يتقوم إلاّ
            بالعدالة : إن عجلة الوجود التي تنظمها "أرتا" أو النظام، إنما تديرها
            وتحكمها "آث" أو "العدالة".
            إن قانون العدالة يحتم حرية الاختيار لكل إنسان في اتباع أي الحزبين
            شاء، إما حزب "الإله الشر" أو حزب "الإله الخير"، ولكن لما كان كل من
            الإلهين يتحاربان والحرب بينها سجال ولا يباشرانها بأنفسهما وإنما
            بمخلوقاتهما، فإن الإنسان، وقد خلقه "مزدا" حر الإرادة، تتجاذب في
            حياته هاتان القوتان، فإن هو طهّر بدنه ونفسه وعمل صالحاً نصر خالقه
            وأضعف إله الشر، وبذلك يدين بدين "مزدا".
            الإصلاح الزرادشتي:
            ولكن المزدية لم تبق على حالها، وإنما تعرضت للإصلاح من جانب زرادشت
            الذي عاش من سنة 660 ـ 583 ق.م، وهو مدفون في ناخشي رستم، بالقرب من
            برسوبوليس. يعتبر كتاب"أفت" المصدر الأساسي والوحيد الذي يمدنا
            بالمعلومات عن طبيعة هذه الديانة ومؤسسها ، بينما يذكر المسعودي في
            كتابه الأشراف والتنبيه أنّ اسم ذلك الكتاب (الأيستا) وعدد سوره إحدى
            وعشرين سورة، تقع كل سورة في مائتي ورقة، وعدد حروفه ستون حرف، لكل حرف
            سورة مفردة فيها حروف تكرر وحروف تسقط، وزرادشت هو الذي أحدث هذا الخط
            والمجوس تسميه "دين تبره" أي كتاب الدين.
            وكان زرادشت قد شرح "الأيستا" في كتاب سمّاه "بادزنده" وقد شرح علماء
            الزرادشتية الشرح المتقدم في كتاب أسموه "يازده".
            ومن حيث اختلاف الناس في كتاب زرادشت المقدم ذكره هذا، هل نزل عليه أو
            أنه صنفه قال الفقهاء: إن للمجوس شبهة كتاب، لأنه غير مقطوع بكونه
            كتاباً منـزلاً.
            تعتقد الزرادشتية أن الإله خلق في غابر الأزمان وفي ملكوته الأعلى
            خلقاً روحانياً، ولما مضت ثلاثة آلاف سنة أنفذ مشيئته في صورة من نور
            على تركيب صورة إنسان ثم أيده بالملائكة والكواكب والشمس والقمر، ثم
            جعل روح زرادشت في شجرة أنشأها في أعلى عليين وبعدها خرج شبح زرادشت
            بلبن بقرة فشربه أبو زرادشت والتي صارت منها نطفة زرادشت، وبعد أن ولد
            وبلغ من العمر ثلاثين سنة وبعضهم قال أربعين سنة بعثه الله نبياً.
            فزرادشت لا يحيد عن مقالة الفرق المجوسية إذ يقر النور والظلمة، ويقول
            إنهما اصلان متضادان، وكذلك يزدان وأهريمان وهما مبدأ الموجودات وحصلت
            التراكيب من امتزاجهما، كما أن الخير والشر والفساد والصلاح والطهارة
            والخبث وكل شيء يضاد شيء آخر إنما حاصل ذلك كله من امتزاج النور
            والظلمة، وأن الله تعالى مزجهما لحكمة رآها في التركيب، وأنهما لو لم
            يمتزجا لما كان هناك وجود للعالم، وأن الامتزاج لا يزال قائماً حتى
            يغلب النور الظلمة ثم يخلص الخير في عالمه وينحط الشر إلى عالمه
            وحينئذٍ تكون القيامة.
            فلسفة زرادشت:
            لقد تأمل زرادشت بمنشأ الشر وسبب الألم، فوجد نفسه أمام ثنائية الألوهة
            المشطورة. من ناحية يقف الإله الخير "أهور مزدا" وفي ناحية يقف الإله
            الشر "دروج"، ولكل من هذين الإلهين قدرة على الخلق، فكلاهما قد خلق ما
            شاءت له الطبيعة من خلق بسببه تتسم هذه الطبيعة بطابع التضاد وتنقسم
            إلى مظهري الخير والشر.
            هذه الفلسفة الزرادشتية في تثنيتها ليست كالتثنية الأولى للدين المزدي،
            وإنما هي تثنية تنقسم إلى وحدة خيّرة تجعل المنشأ الخير وتهوي بالشر في
            النهاية إلى هوة العدم، وبالتالي ليست هي تثنية صحيحة بمعناها الصحيح،
            لأن الذي أوجد الوجود هو "الخير" وأما الشر فسيمحى وسيفنى، ولهذا تنفصل
            انفصالاً تاماً عن الثنائية المزدية.
            الزردشتية هي عقيدة دينية تتمحور حول ألوهة إله واحد مطلق عالمي ومجرد،
            وقد جاء ذلك على صفحات الـ"أفت" حيث ينبعث صوت زرادشت عبر سطور
            الـ"جاتها يآسنا" يناجي الإله " أهور مزدا".
            إني لأدرك أنك أنت وحدك الإله وأنك الأوحد الأحد، وإني من صحة إدراكي
            هذا أوقن تمام اليقين من يقيني هذا الموقن أنك أنت الإله الأوحد.. اشتد
            يقيني غداة انعطف الفكر مني على نفسي يسألها: من أنتِ؟
            ولفكري جاوبت نفسي؛ أنا؟ إني زرادشت أنا، وأنا؟ كاره أنا الكراهية
            القصوى الرذيلة والكذب، وللعدل والعدالة أنا نصير!
            من هذه أتفكّر الطيبة التي تحوم في خاطري، ومن هذا الانعطاف الطبيعي في
            نفسي نحو الخير، ومن هذا الميل الفطري في داخلي إلى محق الظلم وإحقاق
            الحق أعرفك.
            من هذه الانفعالات النفسية والميول الفكرية التي تؤلّف كينونتي وتكوّن
            كياني ينبجس في قلبي ينبوع الإيمان بأنك أنت وحدك أهورا مزدا، الإله
            وأنك الأوحد الأقدس الخيّر الحق!!!
            "الآي 44 من الجاتها ياسنا"
            تنـزهت وحدانية "مزدا" عن الشرك تنزهاً إلى درجة محا معها وجود الأرباب
            وجعلها وهماً، هو إله لا يُسمع ولا يُرى ولا يكلّم، ولكنه يتجلى على
            صفحة المخيلة سيداً محاطاً بحاشية من الأرواح الطيبة أو الملائكة
            متفاوتة الرتب يصدر عن حفيف أجنحتها دويٌ يملأ الرحاب السماوي، وبه من
            كل جانب يحف، تبـرز الملائكة ككائنات مجنحة تكوينها نوري، كائنات
            نورية، لأنها من الإله نفسه، قد انبثقت وانتشرت في ملكوته السماوي
            كحاشية له وكجنود بأمره تأتمر بيده لينفرد من بينها ستة هم الرؤوس من
            الملائكة يحملون أسماء: العقل والحكمة والتقى والسلوك الطيب والخلود.
            وهذه أسماء الصفات في الإله نفسه، منه انتشرت ككائنات نورية ولكن هذه
            الملائكة ليست أرباباً فلا يتجه إليها أحد بالعبادة، بل هي نفسها عابدة
            تتجه إلى من عليه قد قصرت العبادة.
            ومن مقولات الزرادشتية: أن أول ما خلق من الملائكة (بهمن) ثم
            (ارديبهشت) ثم (شهريور) ثم (خرداد) ثم (مرداد) وخلق بعضهم من بعض، كما
            يؤخذ السراج من السراج من غير أن ينتقص من الأول شيء. ومن مقالاتهم أن
            للعالم قوة إلهية هي المدبرة لجميع ما في العالم المنتهية مبادئها إلى
            كمالاتها. وهذه القوة تسمى (ماسبند) وهي على لسان الصابئة: (المدبر
            الأقرب) وعلى لسان الفلاسفة (العقل الفعال) ومنه الفيض الإلهي،
            والعناية الربانية، وعلى لسان المانوية (الأرواح الطيبة).
            زرادشت والقيم الأخلاقية:
            وتدعو الزرادشتية إلى حمل القيم الأخلاقية، وفيها نظام أخلاقي راقٍ
            يعبر عنه زرادشت بقوله: "إني أشيد بالفكر الطيب، الكلمة الطيبة، العمل
            الطيب".
            إن صرح القيم الأخلاقية بناء تشيده في النفس ثلاثة أركان:
            ـ حُمادا أو التفكير الحميد.
            ـ حُقاتا أو القول الحق أو الصدق.
            ـ خفائر شتا، أو العمل الطيب أو الخير.
            وانطلاقاً من ذلك يستطيع الإنسان أن يحدد بأن ما يراه حقاً هو حق
            بالفعل، وأن العمل الذي يراه خيراً هو حقاً الخير، وذلك على طريق
            التفريق بين الباطل والخير، فالباطل طبيعته الفناء، و الخير طبيعته
            البقاء. يا أيها الإنسان، حكِّم العقل منك.. وخالِف الهوى فيك، هذا هو
            التفكير الحميد، والقول الحق، والعمل الطيب أو الخير.
            غرس زرادشت في البلاط في بلخ بذور دعوته، وجعل من تربتها الخصبة
            ميداناً لنشرها، فاعتنقها الملك الذي ذكرته "الشهنامة" باسم "جُشتاسْب،
            وبإعلان "جشتاسب" اعتناقه لمذهب زرادشت ديناً واعترافه بأنه الدين
            الحق، بدأت هذه النواة تنمو في تربة "التُبع" الأول من قبيلة المجوس،
            الذين أخذوا على عاتقهم التبشير بالزرادشتية وساروا في أرجاء هذه
            الهضبة الإيرانية يدعون إلى اعتناق هذا الدين، واعتنقتها قبيلة المجوس،
            ما أدى إلى انتشارها في تلك الهضبة، وعرفت هذه الديانة تبعاً لذلك
            باسمهم" المجوسية".
            قوانين زرادشت وتشريعاته:
            سنّ زرادشت قوانين تنظم المجتمع تعتبر مثالاً راقياً في مجال حقوق
            الإنسان، فنهى عن حياة الغزو ودعا إلى حياة السلم، وترك للناس حرية
            الاختيار في اعتناق مذهبه أو رفضه، فهو لم يجبر أحداً لا من قومه ولا
            من أعدائه التورانيين على اتباع تعاليمه، وإنما سلك في دعوته المسلك
            المثالي.
            وقال باستقبال المشرق حيث مطلع الأنوار والأمر بالمعروف والنهي عن
            المنكر واجتناب الخبائث.
            سقط قتيلاً بيد تورانية طعنته من الخلف في اللحظة التي كان فيها غارقاً
            يتعبد "الخير" ويسأله: "يا مزدا متى تشرق شمس انتصار الخير على
            العالم؟!".
            "الآي 46 من الياسنا"
            وقد شكل السقوط بهذه الطريقة العامل الجوهري في نشر دعوته الخيرية، فقد
            أمر "جُشتاسب" أن تسجل التعاليم الزردشتية وأن يحملها المبشرون إلى
            سائر مناحي هذه الهضبة معلنين أن الإله الخير قد بعث زرادشت بشيراً
            بالخير وداعياً إلى الدين الحق، وذلك عن طريق غرسه في النفوس بوسيلة
            المعرفة، وطريق المعرفة التعليم.
            كما يقول زرادشت" إن على الإنسان أن يؤدي صدقتين: "الصدقة العملية
            والصدقة العلمية..".
            ففي مجال الصدقة العملية يقول "من يعاون الفقير البائس يسهم في إقامة
            دولة آهورا مزدا".
            ويقول أيضاً: "إن الذي لا يجود بماله مع ما أوتي من سعة الرزق سوف
            يُساق إلى هاوية الفقر، سوقاً، ولتنصّب المصائب انصباباً على الأشحاء
            الذين لا يتصدقون".
            أما الصدقة العلمية فيوجبها زرادشت على أهل المعرفة لتسد الحاجة
            العقلية والروحية للجهلاء! والإيمان بوحدانية الإله الخير، وتقويم
            انحراف أفراد المجتمع الذين حادوا عن الخلق الطيّب حتى يزول من نفس
            الأفراد الجهل، وتذوب في اضمحلال من هذه النفس شهوة الشهوات.
            دعا زرادشت إلى مكارم الأخلاق، وجعل دعائم الأسرة تقوم على أسس قوية من
            قواعد الأخلاق، فاعتبر أن الرباط العائلي عن طريق الزواج هو جزء من
            الدين وفي البيت الزوجي تبلغ الدنيا أقصى سعادتها: "إنه البيت الذي
            يضمّ زوجة صالحة ويمرح فيه أطفال وتزداد فيه التقوى".ويقول إن البيت
            السعيد هو البيت الذي تتناسل فيه الماشية ويكثر فيه غذاء الحيوان ويكون
            الكلب فيه سعيداً.
            لا تكلّف شريعة "مزدا" تكاليف مادية، فلا تفرض طقوساً ولا تلزم بشعائر
            يؤديها معتنقوها، فالمطلوب هو نقاء الفكر والعمل.
            كان زرادشت طبيباً وإلى طب الجسد امتدّ إصلاحه، وشريعته تنصّ على
            الشروط التي ينبغي أن تتوفر في طبيب الجسد وهي: أن يعرف تشريح أعضاء
            الجسم وألا يزاول العلاج إلا بعد معرفة تامة بأنواع الأدوية وأسماء
            الأعشاب المختلفة وخصائصها، وأن يحرم من ممارسة الطب إذا عالج ثلاثة
            أشخاص فماتوا.
            وهذا ما جعل الطب يتطوّر ويتقدّم في إيران، فكانت مدرسة "جنديسابور" من
            أهم مدارس الطب قبل الإسلام، وظلت كذلك إلى القرون الإسلامية الأولى.
            اعتبر زرادشت أن العمل الزراعي هو العامل الأول لنهضة الأمة، لأنها
            توفر للأمة قوتها وتقيها في سنين الجفاف شر القحط، والقحط باعث على
            إثارة شهوات الغزو في النفس وباعث على الحروب، ومن ثم كانت الزراعة
            عامة من أهم النواحي التي دعا زرادشت أتباعه إلى النهوض بها بقوله: إنّ
            زرادشت سأله ربه عن خير الطرق لإعلاء كلمة دين مزدا، فأجابه: "إنها
            زراعة القمح، فمن زرع القمح يزرع الاستقامة ويعين دين مزدا"، لأنه "حين
            تبذر حبوب القمح تذعر الشياطين.. وحين تنبت تضطرب وتمرض.. وحين ترى
            سيقانها تبكي.. وحين ترى سنابلها تدير ظهرها".
            "من الأفت"
            وبالمقابل حرّمت الشريعة الزرادشتية على المؤمن إهمال الأرض وفرضت عليه
            إصلاحها..
            وقد جاء في قانون أردشير فيما بعد أنه كانت تنـزع ملكية الأرض البور
            التي لم يفلحها صاحبها، وتعطى لمن يقدر على إصلاحها وزرعها.
            اعتبر زرادشت أن الكون ساحة يدور عليها الصراع الدائم بين الخير والشر
            في العالم، في الأسرة، في نفس الإنسان.. وعلى الإنسان أن يحارب في هذه
            الميادين الثلاثة والنصر بجانبه إذا بدأ بنفسه.. إن جهاد النفس أشقّ
            الجهاد..
            محاسبة النفس:
            كما أنه دعا الإنسان إلى أن يعمل الخير دون أن ينتظر الجزاء، فإن الخير
            يحمل جزاؤه في نفسه، ولذلك عليه أن يستأصل عامل الشر من نفسه وينمّي في
            نفسه بذرة الخير، لأن خالقه جعل له عقلاً وأعطاه القلم بيده وعلّمه به
            ما لم يكن يعلم، وتركه يسطّر في لوحه ما يريد بعد أن بيّن له طرق الخير
            وأمره باتّباعها وبين له طرق الشر وأمره بمقاومتها، عن طريق هذا العقل
            الذي أعطاه إياه وهذا الضمير الذي أودعه فيه..
            بيد أن عند هذه النقطة، القائلة بحرية الاختيار لا يكل بها زرادشت أمر
            الهداية والضلال إلى الإله تارة وإلى مشيئة الإنسان أخرى، وإنما يلتزم
            مبدأً واحداً يقول بحرية الاختيار وينفي نفياً قاطعاً فكرة التواكل،
            فلا تواكل عنده، وإنما حرية الاختيار، ونتائجها جزاء و قصاص: "يا أيها
            الناس؛ أمامكم طريقان.. تأملوا بذهن صافٍ هذين الطريقين، وفيها بوضوح
            انظروا حتى تختاروا أحدهما.. إن مصير كل واحد منكم يتكوّن تبعاً لهذا
            الاختيار".
            "زرادشت، الآية الثلاثون، 1ـ ياسنا"
            هذا وتتوكل الملائكة "حفظة" أمر محاسبة الإنسان فتحصي عليه السيئات
            وتحسب له الحسنات، وتسطرها في كتاب الحياة الذي سيجده الإنسان أمامه
            منشوراً حين الموت، تنفصل الروح عن الجسم لتنطلق غير مقيدة بقيود
الجسد!
            بجوار الجسم تظل النفس معلّقة ثلاثة أيام، وفي فجر اليوم الرابع تهبّ
            عليها الرياح.. ريح عطرة إذا كانت النفس خيّرة، وغير عطرة إذا كانت
            شريرة، ليدفعها هذا الريح إلى موضع فيه تُلقى وفيه تَلقي إما كائناً
            حسناً وإما كائناً قبيحاً وليس كلاهما بحقيقي بل هو كناية عن مظهر
            وصورة كوّنتها منه الأعمال والفكر، وهذا قد كوّنهما منه الضمير، لقد
            قاد الضمير الإنسان إلى حيث تجري محاكمته أمام قضاة ثلاثة يرأسهم
            "ميتهرا"، حينذاك سيدرك الإنسان أنه لم يُترك سدىً، وإنما أحصيت عليه
            أعماله وإن عليها في يوم الحساب، سيحاسب حساباً عدلاً..
            في يوم الحشر سيكون الحساب الأخير وسيكون أهل المعرفة أكثر الناس
            مسؤولية وسؤالاً، فإن المعلم مسؤول "يوم الحشر" عن إهماله في إرشاد من
            قد أجرم وعن الصراط السوي كان قد انحرف، "ولسوف يرى كل امرىء أعماله،
            حسنة أو قبيحة، ولسوف يتميز المجرم يوم الحشر ويبقى ظاهراً ظهور النعجة
            البيضاء وسط النعاج السود!.. ويعتب المجرم حينذاك على خلاّنه الذين
            عملوا صالحاً في دنياهم وكان لهم من المعرفة نصيب ولم يأبهوا بهدايته
            وتقويم خلقه، ويقول لهم: لماذا نسيتموني؟ لماذا تركتموني ولم تعلموني
            طريق الفضائل؟! وعندئذٍ يترك خلانه الأخيار مكانهم في الجمع وقد علاهم
            الخجل، وقد ختم الله على قلوبهم وألسنتهم لما فرطوا من حقّ إرشاد
            صاحبهم".
            "زرادشت"
            وهذا اليوم سيكون عسيراً، "فاليوم" إنما الآخرة في هذا اليوم سيمحق
            "مزدا" الباطل محقاً ويمنح "مزدا" لا لمن يشاء وإنما لمن يستحق منحه".
            الزرادشتية تدعو الإنسان إلى أن يصغي جيداً إلى الحقيقة، ويتأمل بذهن
            صاف الطريقين وأن يتنبه إلى أي الطريقين أيهما الأسلم له يوم الحساب.
            الآي 30 "لجاتها ياسنا"
            "الجاتها" تجعل زرادشت نبياً أرسله الإله بشيراً بالخير للناس هادياً
            وبيوم الحساب نذيراً، وبأنه نبي آخر الزمان: قيل إن زرادشت قال: "أيها
            الناس، إنني رسول الله إليكم.. لهدايتكم، بعثني الإله في آخر الزمان..
            أراد أن يختتم بي هذه الحياة الدنيا، فجئت إلى الحق هادياً ولأزيل ما
            قد علق بالدين من أوشاب.. بشيراً ونذيراً بهذه النهاية المقتربة جئت،
            ولهذا يدفعني الله في حماسة إلى تأدية الرسالة بأسرع ما يستطاع ويأمرني
            بالصدوع لأمره".
            الزرادشتية دين رسمي:
            تحوّل المذهب الزرادشتي إلى دين رسمي لبلاد فارس في عهد داريوس الأول،
            واعتنق مذهب زرادشت، ولعلّ سمة التسامح التي تحلى بها داريوس الأول
            مردّه إلى الفلسفة الزردشتية في تفكيرها الإلهي القائل بأن جوهرالفكرة
            الإلهية لن تنال، بتغير الأمم واللغات، متغير أسماء فهو إله واحد لكل
            العالم، ولكل أمة أن تناديه بالإسم الذي شاءت.
            وأتى "زرادشت" "كيستاسف" الملك بمعجزات، منها: أنه أتى بدائرة صحيحة
            بغير آلة وهو ممتنع عند أهل الهندسة. ومنها: أنه مر على أعمى فأمرهم أن
            يأخذوا حشيشة سماها ويعصرها في عينيه فأبصر.
            ويعظمون النيروز، وهو أول يوم من سنتهم وعيدهم الأكبر. وأول من رتبه
            "جمشيد" أخو "طهمورث". ويعظمون أيضاً المهرجان وهو عيد مشهور من
            أعيادهم.

أفلاطون


 أفلاطون
------------------------------------------------------------------------

أفلاطون(باليونانية: ?????? Pl?t?n) (عاش بين 427 ق.م - 347 ق.م) فيلسوف
يوناني قديم, وأحد أعظم الفلاسفة الغربيين, حتى ان الفلسفة الغربية اعتبرت
انها ماهي الا حواشي لأفلاطون.عرف من خلال مخطوطاته التي جمعت بين الفلسفة
والشعر والفن.كانت كتاباته على شكل حوارات ورسائل وإبيغرامات(ابيغرام:قصيدة
قصيرة محكمة منتهيه بحكمه وسخريه يعرف أرسطو الفلسفة بمصطلحات الجواهر
essence ، فيعرفها قائلا أنها علم الجوهر الكلي لكل ما هو واقعي . في حين
يحدد أفلاطون الفلسفة بأنها عالم الأفكار idea قاصدا بالفكرة الأساس
اللاشرطي للظاهرة . بالرغم من هذا الإختلاف فإن كلا من المعلم و التلميذ
يدرسان مواضيع الفلسفة من حيث علاقتها بالكلي universal ، فأرسطو يجد الكلي
في الأشياء الواقعية الموجودة في حين يجد أفلاطون الكلي مستقلا بعيدا عن
الأشياء المادية ، و علاقة الكلي بالظواهر و الأشياء المادية هي علاقة
المثال prototype( المثل exemplar ) و التطبيق . الطريقة الفلسفية عند
أرسطو كانت تعني الصعود من دراسة الظواهر الطبيعية وصولا إلى تحديد الكلي و
تعريفه ، أما عند أفلاطون فكانت تبدأ من الأفكار و المثل لتنزل بعد ذلك إلى
تمثلات الأفكار و تطبيقاتها على أرض الواقع.

أفلاطون هو أرسطوقليس، الملقَّب بأفلاطون بسبب ضخامة جسمه، وأشهر فلاسفة
اليونان على الإطلاق. ولد في أثينا في عائلة أرسطوقراطية. أطلق عليه بعض
شارحيه لقب "أفلاطون الإلهي". يقال إنه في بداياته تتلمذ على السفسطائيين
وعلى كراتيلِس، تلميذ هراقليطس، قبل أن يرتبط بمعلِّمه سقراط في العشرين من
عمره. وقد تأثر أفلاطون كثيرًا فيما بعد بالحُكم الجائر الذي صدر بحقِّ سقراط
وأدى إلى موته؛ الأمر الذي جعله يعي أن الدول محكومة بشكل سيئ، وأنه من أجل
استتباب النظام والعدالة ينبغي أن تصبح الفلسفة أساسًا للسياسة. وهذا ما دفع
فيلسوفنا للسفر إلى مصر، ثم إلى جنوب إيطاليا، التي كانت تُعتبَر آنذاك جزءًا
من بلاد اليونان القديمة. وهناك التقى بـالفيثاغوريين. ثم انتقل من هناك
إلى صقلية حيث قابل ديونيسوس، ملك سيراكوسا المستبد، على أمل أن يجعل من
هذه المدينة دولة تحكمها الفلسفة. لكنها كانت تجربة فاشلة، سرعان ما دفعته
إلى العودة إلى أثينا، حيث أسَّس، في حدائق أكاديموس، مدرسته التي باتت تُعرَف
بـأكاديمية أفلاطون. لكن هذا لم يمنعه من معاودة الكرة مرات أخرى لتأسيس
مدينته الفاضلة في سيراكوسا في ظلِّ حكم مليكها الجديد ديونيسوس الشاب، ففشل
أيضًا في محاولاته؛ الأمر الذي أقنعه بالاستقرار نهائيًّا في أثينا، حيث أنهى
حياته محاطًا بتلاميذه. فلسفته:

أوجد أفلاطون ما عُرِفَ من بعدُ بطريقة الحوار، التي كانت عبارة عن دراما
فلسفية حقيقية، عبَّر من خلالها عن أفكاره عن طريق شخصية سقراط، الذي تمثَّله
إلى حدِّ بات من الصعب جدًّا، من بعدُ، التمييز بين عقيدة التلميذ وعقيدة أستاذه
الذي لم يخلِّف لنا أيَّ شيء مكتوب. هذا وقد ترك أفلاطون كتابةً ثمانية وعشرين
حوارًا، تتألق فيها، بدءًا من الحوارات الأولى، أو "السقراطية"، وصولاً إلى
الأخيرة، حيث شاخ ونضج، صورة سقراط التي تتخذ طابعًا مثاليًّا؛ كما تتضح من
خلالها نظريته في المُثُل، ويتم فيها التطرق لمسائل عيانية هامة.

تميِّز الميتافيزياء الأفلاطونية بين عالمين: العالم الأول، أو العالم
المحسوس، هو عالم التعددية، عالم الصيرورة والفساد. ويقع هذا العالم بين
الوجود واللاوجود، ويُعتبَر منبعًا للأوهام (معنى استعارة الكهف) لأن حقيقته
مستفادة من غيره، من حيث كونه لا يجد مبدأ وجوده إلا في العالم الحقيقي
للـمُثُل المعقولة، التي هي نماذج مثالية تتمثل فيها الأشياء المحسوسة بصورة
مشوَّهة. ذلك لأن الأشياء لا توجد إلاَّ عبر المحاكاة والمشاركة، ولأن كينونتها
هي نتيجة ومحصلِّة لعملية يؤديها الفيض، كـصانع إلهي، أعطى شكلاً للمادة التي
هي، في حدِّ ذاتها، أزلية وغير مخلوقة (تيميوس).

هذا ويتألف عالم المحسوسات من أفكار ميتافيزيائية (كالدائرة، والمثلث) ومن
أفكار "غير افتراضية" (كالحذر، والعدالة، والجمال، إلخ)، تلك التي تشكِّل
فيما بينها نظامًا متناغمًا، لأنه معماري البنيان ومتسلسل بسبب وعن طريق مبدأ
المثال السامي الموحَّد الذي هو "منبع الكائن وجوهر المُثُل الأخرى"، أي مثال
الخير.

لكن كيف يمكننا الاستغراق في عالم المُثُل والتوصل إلى المعرفة؟ في كتابه
فيدروس، يشرح أفلاطون عملية سقوط النفس البشرية التي هَوَتْ إلى عالم
المحسوسات – بعد أن عاشت في العالم العلوي - من خلال اتحادها مع الجسم. لكن
هذه النفس، وعن طريق تلمُّسها لذلك المحسوس، تصبح قادرة على دخول أعماق ذاتها
لتكتشف، كالذاكرة المنسية، الماهية الجلية التي سبق أن تأمَّلتها في حياتها
الماضية: وهذه هي نظرية التذكُّر، التي يعبِّر عنها بشكل رئيسي في كتابه مينون،
من خلال استجواب العبد الشاب وملاحظات سقراط الذي "توصل" لأن يجد في نفس
ذلك العبد مبدأً هندسيًّا لم يتعلَّمه هذا الأخير في حياته.

إن فنَّ الحوار والجدل، أو لنقل الديالكتيكا، هو ما يسمح للنفس بأن تترفَّع عن
عالم الأشياء المتعددة والمتحولة إلى العالم العياني للأفكار. لأنه عن طريق
هذه الديالكتيكا المتصاعدة نحو الأصول، يتعرَّف الفكر إلى العلم انطلاقًا من
الرأي الذي هو المعرفة العامية المتشكِّلة من الخيالات والاعتقادات وخلط
الصحيح بالخطأ. هنا تصبح الرياضيات، ذلك العلم الفيثاغوري المتعلق بالأعداد
والأشكال، مجرد دراسة تمهيدية. لأنه عندما نتعلَّم هذه الرياضيات "من أجل
المعرفة، وليس من أجل العمليات التجارية" يصبح بوسعنا عن طريقها "تفتيح
النفس [...] للتأمل وللحقيقة". لأن الدرجة العليا من المعرفة، التي تأتي
نتيجة التصعيد الديالكتيكي، هي تلك المعرفة الكشفية التي نتعرَّف عن طريقها
إلى الأشياء الجلية.

لذلك فإنه يجب على الإنسان - الذي ينتمي إلى عالمين – أن يتحرر من الجسم
(المادة) ليعيش وفق متطلبات الروح ذات الطبيعة الخالدة، كما توحي بذلك
نظرية التذكُّر وتحاول البرهنة عليه حجج فيدون. من أجل هذا يجب على الإنسان
أن يعيش على أفضل وجه ممكن. فمعرفة الخير هي التي تمنعه من ارتكاب الشر.
ولأنه "ليس أحد شريرًا بإرادته" فإن الفضيلة، التي تقود إلى السعادة
الحقيقية، تتحقق، بشكل أساسي، عن طريق العدالة، التي هي التناغم النفسي
الناجم عن خضوع الحساسية للقلب الخاضع لحكمة العقل. وبالتالي، فإن هدف
الدولة يصبح، على الصعيد العام، حكم المدينة المبنية بحيث يتَّجه جميع
مواطنيها نحو الفضيلة.

هذا وقد ألهمت مشاعية أفلاطون العديد من النظريات الاجتماعية والفلسفية،
بدءًا من يوطوبيات توماس مور وكامبانيلا، وصولاً إلى تلك النظريات الاشتراكية
الحديثة الخاضعة لتأثيره، إلى هذا الحدِّ أو ذاك. وبشكل عام فإن فكر أفلاطون
قد أثَّر في العمق على مجمل الفكر الغربي، سواء في مجال علم اللاهوت (اليهودي
والمسلم والمسيحي) أو في مجال الفلسفة العلمانية التي يشكِّل هذا الفكر
نموذجها الأول.

مؤلَّفاته:

المأدبة أو "في الحب": يبيِّن هذا الحوار، الذي جرى تأليفه في العام 384 ق م،
كيف أن ولوج الحقيقة يمكن أن يتم بطرق أخرى غير العقل، وليس فقط عن طريقه:
لأن هناك أيضًا وظيفة للـقلب، تسمح بالانتقال من مفهوم الجمال الحسِّي إلى
مفهوم الجمال الكامل للمثال الجلي.

والقصة هي قصة الشاعر أغاثون الذي أقام في منزله مأدبة للاحتفال بنجاح أول
عمل مسرحي له. وفي هذه المأدبة طُلِبَ من كلِّ المدعوين، ومن بينهم سقراط، أن
يلقوا كلمة تمجِّد إله الحب – وخاصة أريستوفانيس الذي طوَّر أسطورة الخنثى
البدئية. ويقوم سقراط، انطلاقًا من تقريظ الجمال، بمحاولة لتحديد طبيعة
الحب، متجنبًا الوقوع في شرك الجدال، متمسِّكًا فقط بالحقيقة. فيستعيد كلمات
ديوتيما، كاهنة مانتيني، للتأكيد على أن الحب هو عبارة عن "شيطان" وسيط بين
البشر وبين الآلهة؛ لأنه في آنٍ معًا كابن للفقر (أو الحاجة) – بسبب كونه
رغبة لما ينقصه – وابن للثروة – بسبب كونه "شجاعًا، مصممًا، مضطرمًا، و...
واسع الحيلة" – فإنه (أبا الحب) يحاول دائمًا امتلاك الخير والهناءة بمختلف
الطرق، بدءًا من الفعل الجنسي الجسدي وصولاً إلى النشاط الروحي الأسمى.
فـالديالكتيكا المترقِّية ترفعنا من حبِّ الجسد إلى حبِّ النفوس الجميلة، لتصل
بنا أخيرًا إلى حبِّ العلم. لأنه، وبسبب كونه رغبةً في الخلود وتطلعًا إلى
الجمال في ذاته، يقودنا الحبُّ الأرضي إلى الحبِّ السماوي. وهذا هو معنى ما سمِّيَ
فيما بعد بـالحب الأفلاطوني، الذي هو الحب الحقيقي، كما يوصلنا إليه منطق
المأدبة. إن أهمية هذا الحوار – الذي هو أحد أجمل الحوارات – لم تتدنَّ خلال
تاريخ الفلسفة كلِّه: حيث نجد صداه، مثلاً، في العقيدة المسيحية للقديس
أوغسطينوس، الذي كان يعتقد بأن "كلَّ فعل محبة هو، في النهاية، حب للإله".

فيدون أو "في الروح": يدور هذا الحوار في الحجرة التي كان سقراط ينتظر
الموت فيها. لأن الحضور، وانطلاقًا مما كان يدَّعيه بأن الفيلسوف الحقيقي لا
يخشى الموت، يدعو المعلِّم لكي يبرهن على خلود النفس. وهنا، يجري بسط أربع
حجج أساسية:

الحجة الأولى، التي تستند إلى وجود المفارقات، تقول إنه، انطلاقًا من
الصيرورة المستمرة للأشياء، ليس في وسعنا فهم شيء ما (النوم مثلاً) دون
الاستناد إلى نقيضه (اليقظة ليس حصرًا). ولأن الموت يبيِّن الانتقال من الحياة
الدنيا إلى الآخرة، فإنه من المنطقي الاعتقاد بأن "الولادة من جديد" تعني
الانتقال منه إلى الحياة. وبالتالي، إذا كانت النفس تولد من جديد، فإن هذا
يعني أن التقمص حقيقة واقعة.

أما الحجة الثانية، فهي تستند إلى تلك الأفكار التي ندعوها بـالذكريات. لأن
ما نواجهه في العالم الحسِّي إنما هو أشياء جميلة، لكنها ليست هي الجمال.
لذلك ترانا نحاول تلمس هذا الأخير من خلال تلك الأشياء، التي، باستحضارها،
تعيدنا حتمًا إلى لحظات من الحياة فوق الأرضية كانت روحنا فيها على تماس
مباشر مع الطهارة.

وتقول الحجة الثالثة إنه يمكن شَمْلُ كلِّ ما في الوجود ضمن مقولتين اثنتين:
المقولة الأولى تضم كلَّ ما هو مركَّب (وبالتالي ممكن التفكك) أي المادة؛
والمقولة الأخرى التي تشمل ما هو بسيط (أي لا يمكن تفكيكه)، كجزء مما هو
مدرَك، أي الروح.

وعندما يلاحظ كيبيوس بأن سقراط، الذي برهن على إمكانية انتقال الروح من جسم
إلى آخر، لم يبرهن على خلود هذه الأخيرة في حدِّ ذاتها، يجيبه سقراط من خلال
عرض مسهب، يتطرق فيه إلى نظرية المُثُل، حيث يبيِّن في نهايته أن الروح لا
تتوافق مع الموت لأنها من تلك العناصر التي ليس بوسعها تغيير طبيعتها.

وينتهي الحوار بعرض طويل لمفهومي العالم العلوي والمصير الذي يمكن أن
تواجهه النفس: حيث ترتفع النفوس الأكمل نحو عالم علوي، بينما ترسب النفوس
المذنبة في الأعماق السفلى. وتكون كلمات سقراط الأخيرة هي التي مفادها بأنه
مدين في علمه لأسكليبيوس (إله الطب والشفاء) – من أجل تذكيرنا رمزيًّا بأنه
يجب علينا شكر الإله الذي حرَّره من مرض الموت.

الجمهورية أو "في العدالة": يشكل هذا الحوار، المجموع في عشر كتيبات تمت
خلال عدة سنوات (ما بين أعوام 389 و369 ق م)، العمل الرئيسي لأفلاطون
المتعلِّق بـالفلسفة السياسية.

يبدأ سقراط بمحاولة تعريف العدالة استنادًا إلى ما قاله عنها سيمونيدِس، أي
"قول الحقيقة وإعطاء كلِّ شخص حقه". هذا التعريف مشكوك في ملاءمته، لأنه
يجعلنا نلحق الضرر بأعدائنا، مما يعني جعلهم، بالتالي، أسوأ وأظلم. كذلك
أيضًا يستبعد تعريف السفسطائي ثراسيماخوس الذي قال بأن "العدل" هو ما ينفع
الأقوى.

ونصل مع أفلاطون إلى التمعُّن في مفهوم الدولة العادلة – تلك التي تعني
"الإنسان مكبَّرًا" – القائمة على مشاعية الأملاك والنساء، اللواتي لا يكون
التزاوج معهن انطلاقًا من الرغبات الشخصية، إنما استنادًا لاعتبارات النسل –
تلك المشاعية الخاضعة لمفهوم التقشف الصحي، أي المعادي للبذخ؛ تلك الدولة
القائمة على التناغم والمستندة إلى فصل صارم بين طبقاتها الأساسية الثلاث
التي هي: طبقة الفلاسفة أو القادة، وطبقة الجنود، وطبقة الصنَّاع – والتي هي
على صورة التوازن القائم بين المكونات الثلاث للنفس الفردية. ونلاحظ هنا،
من خلال العرض، أن الطبقة الدنيا (أو طبقة الصنَّاع) لا تخضع لمتطلَّبات
الملكية الجماعية لأنها لن تفهمها انطلاقًا من مستوى إدراكها.

ويفترض سقراط أنه على رأس هذه الدولة يجب وضع أفضل البشر. من هنا تأتي
ضرورة تأهيلهم الطويل للوصول إلى الفهم الفلسفي للخير الذي يعكس نور
الحقيقة وينير النفس، كما تنير الشمس أشياء عالمنا (استعارة الكهف).

ذلك لأن الظلم يشوِّه، بشكل أو بآخر، كافة الأشكال الأخرى من الدول، التي
يعدِّدها أفلاطون كما يلي: الدولة التيموقراطية (التي يسود فيها الظلم
والعنف)، الدولة الأوليغارخية (حيث الطمع الدائم واشتهاء الثروات المادية)،
الدولة الديموقراطية (حيث تنفلت الغرائز وتسود ديكتاتورية العوام)، وأخيرًا،
دولة الاستبداد، حيث يكون الطاغية بنفسه عبدًا لغرائزه، وبالتالي غير عادل.

وأخيرًا فإن هذا المفهوم نسبي لأن العدالة لن تتحقق بالكامل، كما تصف ذلك
أسطورة إرْ، إلا في حياة مستقبلية أخرى: حيث النفوس، وقد حازت على ما تستحقه
من ثواب أو عقاب، تعود لتتجسد من جديد، ناسية ذكرى حياتها الماضية.

قائمة بالحوارات الأفلاطونية الأخرى:

- هيبياس الكبير

- هيبياس الصغير

- إيون

- بروتاغوراس

- دفاع سقراط

- كريتون

- ألكيبيادِس

- خارميدِس

- مينيكسينِس

- مينون

- أفتيديموس

- كراتيلِس

- فيدروس

- ثيئيتيتِس

- بارمنيدِس

- السفسطائي

- السياسة

- كريتياس

- فيليبوس

- القوانين


 

ارسطو


     
  *ارسطو*
------------------------------------------------------------------------

أرسطو (384- 322 قبل الميلاد) فيلسوف يوناني قديم كان أحد تلاميذ أفلاطون و
معلم الإسكندر الأكبر. كتب في مواضيع متعددة تشمل الفيزياء، و الشعر، و
المنطق، و عبادة الحيوان، و الأحياء، و أشكال الحكم.

حياته
ولد أرسطو (أرسطاطاليس /أرسطوطاليس) في عام 384 ق.م. وعاش حتى 322 ق.م. في
ستاجرا. وهي مستعمرة يونانية وميناء على ساحل تراقيا. و كان ابوه نيقوماخوس
طبيب بلاط الملك امينتاس المقدوني ومن هنا جاء ارتباط أرسطو الشديد ببلاط
مقدونيا، الذي أثر الى حد كبير في حياته ومصيره فكان مربي الإسكندر. لقد
دخل أكاديمية أفلاطون للدراسة فيها وبقي فيها عشرين عاما. ولم يتركها الا
بعد وفاة أفلاطون. كان من أعظم فلاسفة عصره وأكثرهم علما ومعرفة ويقدر ما
اصدر من كتابات بـ 400 مؤلف ما بين كتاب وفصول صغيرة. عرف بالعلمية
والواقعية التجربية لذلك هو نقد نظرية المثل لأستاذه أفلاطون وحاول دحضها
بمجموعة من النقاط. وقد تناول في كتبه المنطق وما وراء الطبيعة والطبيعة
والشعر بما فيها الفن والجمال والأخلاق والحيوان والنبات...

تأثرت بوادر التفكير العربي بتآليفه التي نقلها الى العربية النقلة السريان
وأهمهم اسحق بن حنين . أسس أرسطو مذهب "فلسفة المشّائين" ومن اهم مؤلفاته :

المقولات
الجدل
الخطابة
كتاب ما بعد الطبيعة
السياسة
النفس


المنهج
يعرف أرسطو الفلسفة بمصطلحات الجواهر essence , فيعرفها قائلا أنها علم
الجوهر الكلي لكل ما هو واقعي . في حين يحدد أفلاطون الفلسفة بأنها عالم
الأفكار idea قاصدا بالفكرة الأساس اللاشرطي للظاهرة .

بالرغم من هذا الإختلاف فإن كلا من المعلم و التلميذ يدرسان مواضيع الفلسفة
من حيث علاقتها بالكلي universal , فأرسطو يجد الكلي في الأشياء الواقعية
الموجودة في حين يجد أفلاطون الكلي مستقلا بعيدا عن الأشياء المادية , و
علاقة الكلي بالظواهر و الأشياء المادية هي علاقة المثال prototype( المثل
exemplar ) و التطبيق . الطريقة الفلسفية عند أرسطو كانت تعني الصعود من
دراسة الظواهر الطبيعية وصولا إلى تحديد الكلي و تعريفه , أما عند أفلاطون
فكانت تبدأ من الأفكار و المثل لتنزل بعد ذلك إلى تمثلات الأفكار و
تطبيقاتها على أرض الواقع .





 

قال وقالت

قال وقالت 
قال وقالت
قال لها .. ألا تلاحظين أن الكـون ذكـراً ؟
فقالت له .. بلى لاحظت أن الكينونة أنثى!

قال لها .. ألم تدركي بأن النـور ذكـرا ً ؟
فقالت له .. بل أدركت أن الشمس أنثـى!

قـال لهـا .. أوليـس الكـرم ذكــرا ً ؟
فقالت له .. نعم ولكـن الكرامـة أنثـى!

قال لها .. ألا يعجبـك أن الشِعـر ذكـرا ً؟
فقالت له .. وأعجبني أكثر أن المشاعر أنثى!

قال لها .. هل تعلميـن أن العلـم ذكـرا ً؟
فقالت له .. إنني أعرف أن المعرفة أنثـى!

فأخذ نفسـا ً عميقـا ً وهو مغمض عينيه ثم عاد ونظر إليها بصمتلـلــحــظــات. وبـعـد
ذلك..

قال لها .. سمعت أحدهم يقول أن الخيانة أنثى.
فقالت له .. ورأيت أحدهم يكتب أن الغدر ذكراً.

قال لها .. ولكنهم يقولون أن الخديعـة أنثـى.
فقالت له .. بل هن يقلـن أن الكـذب ذكـراً.

قال لها .. هناك من أكّد لـي أن الحماقـة أنثـى.
فقالت له .. وهناك من أثبت لي أن الغباء ذكـراً.

قـال لهـا .. أنـا أظـن أن الجريمـة أنـثـى.
فقالـت لـه .. وأنـا أجـزم أن الإثـم ذكـراً.

قـال لهـا .. أنـا تعلمـتُ أن البشاعـة أنثـى.
فقالـت لـه .. وأنـا أدركـتُ أن القبـح ذكراً.

تنحنح ثم أخذ كأس الماء فشربه كله دفعة واحـدة.

أما هـي فخافـت عنـد إمساكه بالكأس .. ولكنها ابتسمت ما أن رأته يشرب.
وعندمارآها تبتسم له..

قال لها .. يبدو أنك محقة فالطبيعة أنثـى.
فقالت له .. وأنت قد أصبتَ فالجمال ذكـراً.

قـال لهـا .. لا بـل السـعـادة أنـثـى.
فقالت له .. ربمـا، ولـكن الحـب ذكـراً.

قال لها .. وأنا أعترف بأن التضحية أنثـى.
فقالت له .. وأنا أقر بأن الصفـح ذكـراً.

قال لها .. ولكنني على ثقة بأن الدنيا أنثى.
فقالت له .. وأنا على يقين بأن القلب ذكراً.
ولا زال الجـدل قائمـا ً .. وسيبقى الحوار مستمرا ً طــالــمــا أن..

الـسـؤال ذكـــر

والإجـابـة أنـثــى.

عجائب الانسان & عجائب الحيوان



   
 *عجائب الانسان & عجائب الحيوان !!!!!!!!!***
------------------------------------------------------------------------

الجزء الأول: عجائب الإنسانـ

كمية الحرارة التي تنبعث في اليوم الواحد من جسم الشخص العادي كافية لجعل
40 لتراً من الماء تصل إلى درجة الغليان!
 ـ الرئة اليُمنى لدى الإنسان تستوعب كمية من الهواء أكثر من الكمية التي
تستوعبها الرئة اليُسرى، ويرجع السبب في ذلك إلى وجود القلب أسفل الرئة اليسرى!

ـ أكدت نتائج دراسات طبية أن كل سيجارة يُدخنها الشخص تقتطع نحو 10 دقائق من
عمره المفترض!

ـ تحتوي لحية الشخص البالغ على ما يُراوح بين 7 آلاف و 15 ألف شعرة، أما
الحاجب الواحد فيحتوي على ما يراوح بين 450 و600 شعرة!

ـ حجم الجنين البشري في نهاية أسبوعه الثالث لا يزيد على حجم بذرة السمسم،
أما وزنه فلا يزيد على وزن قطرة ماء!

ـ عندما ينام المرء يزداد طول قامته بمعدل سنتيمتر واحد تقريباً!

ـ عندما تعطس، تتوقف جميع الأجهزة في جسمك عن العمل بما في ذلك القلب!

ـ مخ الإنسان يستهلك 20 في المائة من إجمالي الأوكسجين الذي يمتصه الجسم!

ـ القناة الهضمية التي تبدأ بالفم وتنتهي بفتحة الشرج يبلغ طولها نحو 9 أمتار!

ـ إذا فقد الإنسان 20 في المائة من ماء جسمه فإنه يموت حتماً!

ـ يتألف جسم الشخص البالغ من حوالي مئة تريليون خلية!

ـ المناطق الوحيدة التي لا يُمكن أن ينمو فيها شعر لدى الإنسان هي الشفاه
والكفان وأخمصا القدمين!

ـ الحازوقة (بوفهاق) تُصيب الرجال أكثر من النساء!

ـ النسيج البشري الأسرع نمواً هو نخاع العظم، ويليه نسيج الشعر!

ـ تبدأ بصمات أصابع الجنين في الظهور بعد مرور حوالي 15 أسبوعاً على بداية
الحمل!
 ـ يحتوي جسم الإنسان على نحو 600 عضلة وتُشكل تلك العضلات ما نسبته 40 في
المائة من إجمالي وزن الشخص!

ـ الكبد هو العضو الداخلي الوحيد في جسم الإنسان الذي لديه القدرة على
النمو ثانية إذا تم اقتطاع جزء منه جراحياً!

ـ يولد الإنسان من دون العظمتين اللتين تغطيان الركبتين ولا تظهر هاتان
العظمتان إلا بين الثانية والسادسة من العمر!

ـ إذا وضعت سماعات للأذن لمدة ساعة واحدة، فإن ذلك سيؤدي إلى تضاعف
البكتيريا في داخل أُذنيك بمعدل 700 مرة!

ـ يتسبب الذباب المنزلي في نقل نحو 30 مرضاً معدياً مختلفاً إلى الإنسان!

ـ أصغر عظمة في جسم الإنسان تُعرف باسم «عظمة الركاب» وتوجد في داخل الأذن!

ـ دم الإنسان يقطع مسافة تصل إلى 9 آلاف كيلومتر يومياً عبر الأوعية الدموية
المختلفة!

ـ العيون الزرقاء هي الأكثر حساسية ضد الضوء، أما العيون السوداء فإنها
الأقل تأثراً بالضوء!

ـ تُشير الإحصائيات إلى أن نحو ثلث سكان العالم لا يستطيعون أن يقرقعوا
مفاصل أصابعهم!

ـ قبل اكتشاف التخدير الكلي بالعقاقير كان الجراحون يضطرون إلى ضرب المريض
بأداة صلبة على مؤخرة رأسه كي يفقد الوعي إلى أن ينتهوا من إجراء العملية
الجراحية!

ـ لا تحاول أن تكتم العطسة في داخلك لان ذلك قد يؤدي إلى تمزيق وعاء دموي
في رأسك أو رقبتك، وهو الأمر الذي قد يؤدي بدوره إلى الوفاة في بعض الأحيان!

ـ يبدأ جسم الإنسان في الإنكماش ـ بدلاً من النمو ـ عند بلوغ سن الأربعين!

ـ أصبع السبابة هو الأكثر حساسية بين أصابع يد الإنسان!

ـ شعر الإنسان وأظافره يتألفان من المادة نفسها وتعرف تلك المادة باسم
"كيراتين"!

ـ عندما تتكلم فإنك تستخدم ما بين 70 و80 عضلة مختلفة!
....................................
الجزء الثاني: عجائب الحيوانـ

عندما ينام الدولفين فإن نصف مخه يستغرق في النوم بينما يظل النصف الآخر
مستيقظاً، كما أن إحدى عينيه تُغلق بينما تظل الأخرى مفتوحة!

ـ لا يستطيع طائر الفلامينغو أن يأكل إلا إذا كان رأسه مقلوبا!

ـ يوجد الذباب في جميع أنحاء العالم باستثناء منطقتي القطبين الشمالي والجنوبي!

ـ تستطيع النملة أن تغطس تحت الماء لمدة أسبوعين متواصلين من دون أن تُفارق
الحياة!

ـ أثبتت التجارب أن الدجاج يضع بيضاً أكبر حجماً عندما يستمع إلى الموسيقى!

ـ أثقل سلحفاة تم العثور عليها حتى الآن بلغ وزنها نحو950 كيلو غراما!ً

ـ إذا سنح لذكر وأنثى ذباب بالتكاثر لمدة سنة كاملة دون أن يموت أي شيء من
نسلهما، فإن حجم الذباب الناتج عن ذلك سيوازي حجم الكرة الأرضية!

ـ سُم أفعى الكوبرا قوي للغاية إلى درجة أن من يلمسه لبعض الوقت يُصاب بنوبة
إغماء حادة!

ـ عندما تُخرِج الغوريلا لسانها من فمها فمعنى ذلك أنها غاضبة للغاية!

ـ الفيل هو الحيوان الوحيد الذي لديه 4 ركب!

ـ جميع الثعابين تتمتع بحصانة طبيعية ضد السموم التي تفرزها، ولذلك فإنه
عندما يتصارع ثعبانان من النوع نفسه فإنهما لا يتأثران باللدغات التي
يوجهانها إلى بعضهما البعض!

ـ تستطيع النعامة أن تركض بسرعة تصل إلى 80 كيلو متراً في الساعة!

ـ تسـتعمل طيور البطريق التثاؤب كجزء من طقوس الغزل في فصل التزاوج!

ـ يستطيع الحصان أن ينام حتى وهو واقف على أرجله!

ـ يبلغ عدد الأغنام الموجودة في نيوزيلندا نحو 70 مليوناً، في حين أن عدد
السكان لا يتجاوز 4 ملايين!

ـ أثبتت البحوث العلمية أن سُم إناث الأفاعي أقوى وأكثر فتكاً من سُم ذكورها!!!

ـ كمية الحليب التي يرضعها الحوت الأزرق حديث الولادة يومياً تبلغ نحو 500
لتر، ولدى ولادته يبلغ وزنه 50 طناً وعندما يبلغ يصل وزنه إلى 150 طناً!

ـ الهند هي الدولة الوحيدة التي لديها قانون لحماية "حقوق البقر"!

ـ عندما تولد الزرافة يكون طولها نحو مترين!

ـ يستطيع الشمبانزي أن يتعرف على نفسه في المرآة، أما القرود العادية فلا
تستطيع ذلك!

ـ إذا صببت كمية من الكحول على عقرب سام فإنه سيُصاب بهيجان شديد، وسيلدغ
نفسه مراراً وتكراراً إلى أن يموت!

ـ قلب القنفذ ينبض بمعدل 300 مرة في الدقيقة والحوت الأزرق 5 – 6 ضربات في
الدقيقة!

ـ عندما يقع الأخطبوط في الأسر أو في شبكة صيد فإنه يُصاب بحالة هستيرية
شديدة تجعله يلتهم بعض أذرعه، إلا أن تلك الأذرع يمكنها أن تنمو ثانية في
وقت لاحق!

ـ تقوم البراغيث بدور مهم في المحافظة على صحة وحياة القنافذ، حيث أنها
توفر التنشيط الضروري لجلود تلك الحيوانات، ولذلك فإن القنفذ يموت حتماً إذا
أُزيلت منه البراغيث!

ـ الطائر الطنان هو الطائر الوحيد الذي يستطيع الطيران إلى الخلف!

ـ الدب القطبي أعسر، أي أنه يستعمل يده اليسرى في كل شيء بما في ذلك تناول
الطعام!

ـ عسل النحل «الأصلي» هو الطعام الوحيد في العالم الذي لا يفسد بمرور الوقت!

ـ قرن الكركدن (وحيد القرن) يتألف أساساً من كتلة من الشعر المدمج!

ـ الفئران والخيول لا تستطيع أن تتقيأ!

ـ تصل مدة حمل أنثى الفيل إلى 22 شهراً!

ـ لغة التواصل بين النمل هي حاستا الشم واللمس!

ـ بيض الصراصير لا يتأثر كثيراً بالمبيدات الحشرية!

ـ جميع الأفيال تمشي على رؤوس أصابع أقدامها، وذلك لأن الجزء الخلفي في تلك
الأقدام لا يحتوي على أي عظام بل يتألف من الشحم الخالص!

ـ هناك نوع من الكلاب الصينية التي يظهر «حب الشباب» على جلدها!

ـ صوت صياح البط ليس له صدى، ولا أحد يعرف السبب إلى الآن!!!

ـ لا يستطيع الثعبان أن يلدغ في أثناء وجوده في الماء، لأنه إن فعل ذلك
فسيغرق نتيجة لدخول الماء في فمه!

تستطيع أفعى الأصلة الإفريقية أن تبقى على قيد الحياة بلا طعام لمدة سنتين
كاملتين!

وطبعاً ما هذه الأشياء إلا القليل من العجائب في الدنيا!

أتمنى أن تنال إعجابكم