الأربعاء، 26 نوفمبر 2014

يا أمة ضحكت من جهلها الأمـم

هل غاية الدين أن تحفوا شواربكـم ** يا أمة ضحكت من جهلها الأمـم



'أبو الطيب المتنبي' (303 - 354 هـ / 915 - 965م)من أشهر شعراء العرب. ولد بـ الكوفة ونشأ بـ الشام. وله مع سيف الدولة الحمداني أخبار كثيرة وشهيرة. قتله فاتك بن أبي جهل الاسدي غربي بغداد




لأبي الطيب المتنبي مكانة سامية لم تتح مثلها لغيره من شعراء العربية ، فقد كان نادرة زمانه ، وأعجوبة عصره ، وظل شعره إلى اليوم مصدر إلهام ووحي للشعراء والأدباء ،يجدون فيه القوة ، والتدفق ، والشاعرية المرتكزة على الحس والتجربة الصادقة:::





عيـد بأية حال عـدت يا عيـد = بـما مضى أم بأمر فيك تـجديد

أما الأحـبة فالبيـداء دونـهـم = فليـت دونك بيدا دونـها بيـد

لولا العلى لم تجب بي ما أجوب بها = وجـناء حرف ولا جرداء قيـدود

وكان أطيب من سيفي مضاجعـة = أشبـاه رونقـه الغيـد الأماليـد

لم يتـرك الدهر من قلبي ولا كبدي = شـيء تتيمـه عيـن ولا جيــد

يا ساقيـي أخـمر في كؤوسكمـا = أم في كؤوسكمـا هـم وتسهيـد

أصخـرة أنـا مالـي لا تحركنـي = هذي الـمدام ولا هذي الأغاريـد

إذا أردت كميـت اللـون صافيـة = وجدتـها وحبيب النفـس مفقـود

ماذا لقيـت من الدنيـا وأعجبـه = أنـي بـما أنا باك منه مـحسـود

أمسيـت أروح مثـر خازنا ويـدا = أنـا الغنـي وأموالـي المواعيــد

إنـي نزلـت بكذابيـن ضيفهـم = عن القـرى وعن الترحال مـحدود

جود الرجال من الأيدي وجودهـم = من اللسـان فلا كانوا ولا الـجود

ما يقبض الموت نفسا من نفوسهـم = إلا وفـي يـده من نتنهـا عـود

من كل رخـو وكاء البطن منفتـق = لا في الرحـال ولا النسوان معـدود

أكلما اغتـال عبد السـوء سيـده = أو خـانه فلـه في مصـر تـمهيد

صار الخصـيُّ إمام الآبقيـن بـها = فالـحر مستعبـد والعبـد معبـود

نامت نواطيـر مصـر عن ثعالبهـا = فقد بشمـن وما تفنـى العناقيـد

العبـد ليس لـحر صالـح بـأخ = لو أنه فـي ثيـاب الـحر مولـود

لا تشتـر العبـد إلا والعصا معـه = أن العبيـد لأنـجاس مناكيــد

ما كنت أحسبنـي أحيا الى زمـن = يسـيء بي فيه كلب وهو مـحمود

ولا توهـمت أن الناس قد فقـدوا = وأن مثل أبـي البيضـاء موجـود

وأن ذا الأسود الـمثقوب مشفـره = تطيعـه ذي العضـاريط الرعاديـد

جوعان يأكل من زادي ويمسكنـي = لكي يقـال عظيم القدر مقصـود

إن امـرء أًمَةً حبلـى تدبـــره = لمستضـام سخيـن العين مفـؤود

ويلمهـا خطـة ويلـم قابلهــا = لمثلهـا خلـق الـمهريـة القـود

وعندهـا لذ طعم الـموت شاربـة = إن الـمنية عنـد الـذل قنديــد

من علـم الأسود المخصيَّ مكرمـة = أقـومه البيـض أم آبائـه الصيـد

أم أذنـه فـي يد النخـاس داميـة = أم قـدره وهو بالفلسيـن مـردود

أولـى اللئـام كويفيـر بـمعذرة = في كل لـؤم وبعض العذر تفنيـد

من أية الطرق يأتي نحوك الكرم = أين المحاجم يا كافور و الجلـم

جاز الألى ملكت كفـاك قدرهـم = فعرفوا بـك ان الكلـب فوقهـم

لا شيء أقبح من فحل لـه ذكـر = تقوده أمـة ليسـت لهـا رحـم

سادات كل أناس مـن نفوسهـم = وسادة المسلمين الأعبـد القـزم

أغاية الدين أن تحفوا شواربكـم = يا أمة ضحكت من جهلها الأمـم

ألا فتى يـورد الهنـدي هامتـه = كيما تزول شكوك الناس و التهم

فإنه حجة يؤذي القلـوب بهـا = من دينه الدهر و التعطيل و القدم

ما أقدر الله أن يخـزي خليقتـه = و لا يصدق قوما في الذي زعموا